107
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

عَشَوَاتٍ۱، رَكَّابُ شُبُهَاتٍ، خَبَّاطُ۲ جَهَالاَتٍ، لاَ يَعْتَذِرُ مِمَّا لاَ يَعْلَمُ؛ فَيَسْلَمَ، وَلاَ يَعَضُّ فِي الْعِلْمِ بِضِرْسٍ قَاطِعٍ؛ فَيَغْنَمَ، يَذْرِي الرِّوَايَاتِ ذَرْوَ الرِّيحِ الْهَشِيمَ۳، تَبْكِي مِنْهُ الْمَوَارِيثُ، ۱ / ۵۶
وَتَصْرُخُ‏مِنْهُ الدِّمَاءُ، يُسْتَحَلُّ بِقَضَائِهِ الْفَرْجُ الْحَرَامُ، وَيُحَرَّمُ بِقَضَائِهِ الْفَرْجُ الْحَلاَلُ، لاَ مَلِيءٌ۴ بِإِصْدَارِ۵ مَا عَلَيْهِ وَرَدَ۶، وَلاَ هُوَ أَهْلٌ لِمَا مِنْهُ فَرَطَ۷ مِنِ ادِّعَائِهِ عِلْمَ الْحَقِّ».

۱۶۷.۷. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي شَيْبَةَ الْخُرَاسَانِيِّ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام يَقُولُ: «إِنَّ أَصْحَابَ الْمَقَايِيسِ طَلَبُوا الْعِلْمَ بِالْمَقَايِيسِ، فَلَمْ تَزِدْهُمُ الْمَقَايِيسُ مِنَ الْحَقِّ إِلاَّ بُعْداً، وَإِنَّ دِينَ اللّه‏ِ لاَ يُصَابُ بِالْمَقَايِيسِ».

۱۶۸.۸. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ؛ وَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ رَفَعَهُ:

1.. «عشوات» : جمع العَُِشْوَة ، وهي الأمر المُلْتَبَس، وأن يركب الرجل أمرا بجهل لايعرف وجهه ، مأخوذ من عشوة الليل، وهي ظلمته. اُنظر: النهاية ، ج ۳ ، ص ۲۴۲ عشو.

2.. «الخبّاط» مبالغة من الخبط، وهو الضرب على غير استواء ، كخبط البعير الأرض بيدها ، والرجل الشجر بعصاه ؛ أو حركة على غير النحو الطبيعي وعلى غير اتّساق. اُنظر : المفردات للراغب ، ص ۲۷۳؛ مجمع البحرين ، ج ۴ ، ص ۲۴۴ خبط.

3.. «الهشيم» : نبت يابس متكسّر . اُنظر : القاموس المحيط ، ج ۲، ص ۱۵۳۹ هشم.

4.. «المليء» بالهمزة على فعيل ، وهو الثقة الغنيّ المقتدر . قال ابن الأثير في النهاية، ج ۴ ، ص ۳۵۲: «المليء ـ بالهمزة ـ الثقة الغنيّ قد ملأ فهو مليء ـ بيّن الملأ والملاءة ـ وقد أولع الناس فيه بترك الهمزة وتشديد الياء ، ومنه حديث عليّ عليه‏السلام: لا مليّ واللّه‏ بإصدار ما ورد عليه».

5.. «الإصدار» : الإرجاع ، يقال: أصدرته فصدر، أي أرجعته فرجع . اُنظر : الصحاح ، ج ۲، ص ۷۱۰ صدر.

6.. معنى العبارة : أنّه فقير ليس له من العلم والثقة قدر ما يمكنه أن يصدر عنه انحلال ما ورد عليه من الإشكالات والشبهات ، وليس له قوّة عمليّة وقدرة روحانيّة على إرجاعه بإيراد الأجوبة الشافية عنها . راجع: التعليقة للداماد ، ص ۱۳۰ ؛ شرح صدر المتألّهين، ج۲، ص۳۰۱ ـ ۳۰۲؛ شرح المازندرانى ، ج۲ ، ص۳۰۶؛ الوافي، ج۱ ، ص ۲۴۷ ؛ مرآة العقول ، ج۱ ، ص۱۹۱؛ وسائر شروح الكافي .

7.. «فرط» : سبق وتقدّم . واحتمل المجلسي : «فرّط» بمعنى قصّر وضيّع ، وهو ظاهر كلام صدر المتألّهين. اُنظر : الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۱۴۸ فرط؛ شرح صدر المتألّهين ، ج ۲، ص ۳۰۲؛ مرآة العقول ، ج ۱، ص ۱۹۳.


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
106

لِمَنِ اقْتَدى بِهِ فِي حَيَاتِهِ وَبَعْدَ مَوْتِهِ، حَمَّالُ خَطَايَا غَيْرِهِ، رَهْنٌ بِخَطِيئَتِهِ.
وَرَجُلٌ قَمَشَ جَهْلاً ۱ فِي جُهَّالِ النَّاسِ، عَانٍ بِأَغْبَاشِ۲ الْفِتْنَةِ، قَدْ سَمَّاهُ أَشْبَاهُ النَّاسِ عَالِماً، وَلَمْ يَغْنَ۳ فِيهِ يَوْماً سَالِماً، بَكَّرَ۴ فَاسْتَكْثَرَ، مَا قَلَّ مِنْهُ خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ، حَتّى إِذَا ارْتَوى۵ مِنْ آجِنٍ۶ وَاكْتَنَزَ مِنْ غَيْرِ طَائِلٍ۷، جَلَسَ بَيْنَ النَّاسِ قَاضِياً ضَامِناً لِتَخْلِيصِ مَا الْتَبَسَ عَلى غَيْرِهِ، وَإِنْ خَالَفَ قَاضِياً سَبَقَهُ، لَمْ يَأْمَنْ أَنْ يَنْقُضَ حُكْمَهُ مَنْ يَأْتِي بَعْدَهُ، كَفِعْلِهِ بِمَنْ كَانَ قَبْلَهُ، وَإِنْ نَزَلَتْ بِهِ إِحْدَى الْمُبْهَمَاتِ الْمُعْضِلاَتِ، هَيَّأَ لَهَا حَشْواً مِنْ رَأْيِهِ ثُمَّ قَطَعَ بِهِ، فَهُوَ مِنْ لَبْسِ الشُّبُهَاتِ فِي مِثْلِ غَزْلِ الْعَنْكَبُوتِ، لاَ يَدْرِي أَصَابَ أَمْ أَخْطَأَ، لاَ يَحْسَبُ الْعِلْمَ فِي شَيْءٍ مِمَّا أَنْكَرَ، وَلاَ يَرى أَنَّ وَرَاءَ مَا بَلَغَ فِيهِ مَذْهَباً،إِنْ قَاسَ شَيْئاً بِشَيْءٍ، لَمْ يُكَذِّبْ نَظَرَهُ، وَإِنْ أَظْلَمَ عَلَيْهِ أَمْرٌ، اكْتَتَمَ بِهِ؛ لِمَا يَعْلَمُ مِنْ جَهْلِ نَفْسِهِ؛ لِكَيْ لاَ يُقَالَ لَهُ: لاَ يَعْلَمُ، ثُمَّ جَسَرَ فَقَضى، فَهُوَ مِفْتَاحُ۸

1.. «قمش جهلاً»، أي جمعه من هاهنا وهاهنا ؛ من القمش ، وهو جمع الشيء المتفرّق من هاهنا وهاهنا ، وذلك الشيء قماش . اُنظر : الصحاح ، ج ۳، ص ۱۰۱۶ قمش.

2.. «الأغباش» جمع الغبش ، وهو شدّة الظلمة ، أو بقيّة الليل أو ظلمة آخره . اُنظر : لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۳۲۲ غبش.

3.. «لم يَغنَ» أي لم يُقم ولم يلبث في العلم يوما تامّا ، يقال : غَنِي بالمكان ، أي أقام به . اُنظر : النهاية ، ج ۳ ، ص ۳۹۲ غني.

4.. «بَكَر وبَكَّر» أي مضى في البُكْرة ، وهي الغداة والصباح. قال العلاّمة الفيض : «يعني أنّه وإن لم يصرف يوما في طلب العلم ، ولكن خرج من أوّل الصباح في كسب الدنيا ومتاعها وشهواتها ، أو في كسب الجهالات التي زعمته الجهّال علما ، وأحدهما هو المعنيّ بقوله : «ما قلّ منه خير ممّا كثر » . وقال العلاّمة المجلسي : «قوله عليه السلام : بكّر ، أي خرج في طلب العلم بكرة ، كناية عن شدّة طلبه واهتمامه في كلّ يوم ، أو في أوّل العمر وابتداء الطلب » . وقيل غير ذلك . اُنظر : ترتيب كتاب العين ، ج ۱، ص ۱۸۵ بكر؛ الوافي ، ج۱ ، ص۲۴۸ ؛ مرآة العقول، ج۱، ص۱۸۹.

5.. «ارتوى»، أي شرب وشبع وامتلأ من الشرب، من الريّ، اُنظر : الصحاح ، ج ۶ ، ص ۳۶۴ روى .

6.. «الآجن»: الماء المتغيّر الطعم واللون غير أنّه مشروب. وقيل: المتغيّر الرائحة . اُنظر: المغرب، ص۲۱ أجن.

7.. «الطائل» : المزيّة والغنى . اُنظر : الصحاح ، ج ۵، ص ۱۷۵۴ طول .

8.. احتمل السيّد الداماد : «مقناح» من أبنية المبالغة من القنح، وهو العطف وجعل الشيء ذا اعوجاج وانعطاف ، أو اسم آلة منه . اُنظر : التعليقة للداماد ، ص ۱۲۹؛ الصحاح ، ج ۱ ، ص ۳۹۷ قنح.

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16855
صفحه از 868
پرینت  ارسال به