99
الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني

وَتِلاَوَةِ الْقُرْآنِ، وَكَفِّ الْأَلْسُنِ عَنِ النَّاسِ إِلاَّ مِنْ خَيْرٍ، وَكَانُوا أُمَنَاءَ عَشَائِرِهِمْ فِي الْأَشْيَاءِ».
قَالَ جَابِرٌ: فَقُلْتُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللّهِ، مَا نَعْرِفُ الْيَوْمَ أَحَداً بِهذِهِ الصِّفَةِ.
فَقَالَ: «يَا جَابِرُ، لاَ تَذْهَبَنَّ بِكَ الْمَذَاهِبُ، حَسْبُ الرَّجُلِ أَنْ يَقُولَ۱: أُحِبُّ عَلِيّاً وَأَتَوَلاَّهُ، ثُمَّ لاَ يَكُونَ مَعَ ذلِكَ فَعَّالاً ؟! فَلَوْ قَالَ: إِنِّي أُحِبُّ رَسُولَ اللّهِ، فَرَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله خَيْرٌ مِنْ عَلِيٍّ عليه‏السلام، ثُمَّ لاَ يَتَّبِعُ سِيرَتَهُ، وَلاَ يَعْمَلُ بِسُنَّتِهِ، مَا نَفَعَهُ حُبُّهُ إِيَّاهُ شَيْئاً ؛ فَاتَّقُوا اللّهَ، وَاعْمَلُوا لِمَا عِنْدَ اللّهِ، لَيْسَ بَيْنَ اللّهِ وَبَيْنَ أَحَدٍ قَرَابَةٌ، أَحَبُّ الْعِبَادِ إِلَى اللّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَأَكْرَمُهُمْ عَلَيْهِ أَتْقَاهُمْ، وَأَعْمَلُهُمْ بِطَاعَتِهِ.
يَا جَابِرُ، وَاللّهِ مَا يُتَقَرَّبُ إِلَى اللّهِ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ إِلاَّ بِالطَّاعَةِ، وَ مَا مَعَنَا
بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ، وَلاَ عَلَى اللّهِ لِأَحَدٍ مِنْ حُجَّةٍ ؛ مَنْ كَانَ لِلّهِ مُطِيعاً، فَهُوَ لَنَا وَلِيٌّ؛ وَمَنْ كَانَ لِلّهِ عَاصِياً، فَهُوَ لَنَا عَدُوٌّ؛ وَ مَا تُنَالُ وَلاَيَتُنَا إِلاَّ بِالْعَمَلِ وَالْوَرَعِ».

۱۶۲۳.۴. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، يَقُومُ عُنُقٌ۲ مِنَ النَّاسِ، فَيَأْتُونَ بَابَ الْجَنَّةِ، فَيَضْرِبُونَهُ، فَيُقَالُ لَهُمْ: مَنْ أَنْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: نَحْنُ أَهْلُ الصَّبْرِ، فَيُقَالُ لَهُمْ: عَلى مَا صَبَرْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: كُنَّا نَصْبِرُ عَلى طَاعَةِ اللّهِ، وَنَصْبِرُ عَنْ مَعَاصِي اللّهِ، فَيَقُولُ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ: صَدَقُوا، أَدْخِلُوهُمُ الْجَنَّةَ، وَهُوَ قَوْلُ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ: «إِنَّما يُوَفَّى الصّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ»۳».

1.. «حسب الرجل أن يقول» : التركيب مثل : حسبك درهم ، أي كافيك . وهو خبر لفظا واستفهام معنى ، أو حرف الاستفهام مقدّر ، أي لا يكفيه ذلك ولا ينجيه من العقوبة بدون أن يكون فعّالاً . راجع : شرح المازندراني ، ج ۸ ، ص ۲۲۸ ؛ مرآة العقول ، ج ۸ ، ص ۵۱ .

2.. «العنق» : الجماعة الكثيرة من الناس ، والرؤساء والكبراء . راجع : لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۲۷۳ .

3.. الزمر ۳۹ : ۱۰ .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
98

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام، قَالَ: «لاَ تَذْهَبْ۱ بِكُمُ الْمَذَاهِبُ، فَوَ اللّهِ مَا شِيعَتُنَا إِلاَّ مَنْ أَطَاعَ اللّهَ عَزَّ وَجَلَّ».

۱۶۲۱.۲. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ:
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام، قَالَ: «خَطَبَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، وَاللّهِ مَا مِنْ شَيْءٍ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ وَيُبَاعِدُكُمْ مِنَ النَّارِ إِلاَّ وَقَدْ أَمَرْتُكُمْ بِهِ، وَمَا مِنْ شَيْءٍ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ النَّارِ وَيُبَاعِدُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ إِلاَّ وَقَدْ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ، أَلاَ وَإِنَّ الرُّوحَ الْأَمِينَ نَفَثَ۲ فِي رُوعِي۳ أَنَّهُ لَنْ تَمُوتَ نَفْسٌ حَتّى تَسْتَكْمِلَ رِزْقَهَا، فَاتَّقُوا اللّهَ، وَأَجْمِلُوا۴ فِي الطَّلَبِ، وَلاَ يَحْمِلْ أَحَدَكُمْ اسْتِبْطَاءُ شَيْءٍ مِنَ الرِّزْقِ أَنْ يَطْلُبَهُ بِغَيْرِ حِلِّهِ ؛ فَإِنَّهُ لاَ يُدْرَكُ مَا عِنْدَ اللّهِ إِلاَّ بِطَاعَتِهِ».

۱۶۲۲.۳. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ ؛
وَ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللّهِ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَنْ جَابِرٍ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام، قَالَ: قَالَ لِي: «يَا جَابِرُ، أَ يَكْتَفِي مَنْ يَنْتَحِلُ التَّشَيُّعَ أَنْ يَقُولَ بِحُبِّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ؟ فَوَ اللّهِ مَا شِيعَتُنَا إِلاَّ مَنِ اتَّقَى اللّهَ وَأَطَاعَهُ، وَمَا كَانُوا يُعْرَفُونَ يَا جَابِرُ إِلاَّ بِالتَّوَاضُعِ، وَالتَّخَشُّعِ، وَالْأَمَانَةِ، وَكَثْرَةِ ذِكْرِ اللّهِ، وَالصَّوْمِ، وَالصَّلاَةِ، وَالْبِرِّ بِالْوَالِدَيْنِ، وَالتَّعَاهُدِ لِلْجِيرَانِ مِنَ الْفُقَرَاءِ وَأَهْلِ الْمَسْكَنَةِ وَالْغَارِمِينَ وَالْأَيْتَامِ، وَصِدْقِ الْحَدِيثِ،

1.. أي لا يذهب بكم الشيطان في المذاهب الباطلة من الأمانيّ الكاذبة والعقائد الفاسدة بأن تجترّوا على المعاصي اتّكالاً على دعوى التشيّع والمحبّة والولاية من غير حقيقة .

2.. أي أوحى وألقى ؛ من النَفث بالفم ، وهو شبيه بالنفخ . النهاية ، ج ۵ ، ص ۸۸ نفث .

3.. «في روعي» ، أي في نفسي وخَلَدي . راجع : النهاية ، ج ۲ ، ص ۲۷۷ روع .

4.. أجمل في الطلب : إذا لم يحرص . أساس البلاغة ، ص ۶۴ جمل .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18086
صفحه از 803
پرینت  ارسال به