93
الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني

۱۶۰۶.۸. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْمُكَارِي، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ:
عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيْهِمَا، قَالَ: «إِنَّ رَجُلاً رَكِبَ الْبَحْرَ بِأَهْلِهِ، فَكُسِرَ بِهِمْ، فَلَمْ يَنْجُ مِمَّنْ كَانَ فِي السَّفِينَةِ إِلاَّ امْرَأَةُ الرَّجُلِ ؛ فَإِنَّهَا نَجَتْ عَلى لَوْحٍ مِنْ أَلْوَاحِ السَّفِينَةِ حَتّى أَلْجَأَتْ عَلى جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ، وَكَانَ فِي تِلْكَ الْجَزِيرَةِ رَجُلٌ يَقْطَعُ الطَّرِيقَ، وَلَمْ يَدَعْ لِلّهِ حُرْمَةً إِلاَّ انْتَهَكَهَا، فَلَمْ يَعْلَمْ إِلاَّ وَالْمَرْأَةُ قَائِمَةٌ عَلى رَأْسِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْهَا، فَقَالَ: إِنْسِيَّةٌ أَمْ جِنِّيَّةٌ؟ فَقَالَتْ: إِنْسِيَّةٌ، فَلَمْ يُكَلِّمْهَا كَلِمَةً حَتّى جَلَسَ مِنْهَا مَجْلِسَ الرَّجُلِ مِنْ أَهْلِهِ، فَلَمَّا أَنْ هَمَّ بِهَا اضْطَرَبَتْ، فَقَالَ لَهَا: مَا لَكِ
تَضْطَرِبِينَ؟ فَقَالَتْ: أَفْرَقُ۱ مِنْ هذَا، وَأَوْمَأَتْ بِيَدِهَا إِلَى السَّمَاءِ.
قَالَ: فَصَنَعْتِ مِنْ هذَا شَيْئاً؟ قَالَتْ: لاَ وَعِزَّتِهِ، قَالَ: فَأَنْتِ تَفْرَقِينَ مِنْهُ هذَا الْفَرَقَ وَلَمْ تَصْنَعِي مِنْ هذَا شَيْئاً وَإِنَّمَا اسْتَكْرَهْتُكِ اسْتِكْرَاهاً، فَأَنَا وَ اللّهِ أَوْلى بِهذَا الْفَرَقِ وَالْخَوْفِ وَأَحَقُّ مِنْكِ.
قَالَ: فَقَامَ وَلَمْ يُحْدِثْ شَيْئاً، وَرَجَعَ إِلى أَهْلِهِ، وَلَيْسَتْ لَهُ هِمَّةٌ إِلاَّ التَّوْبَةُ وَالْمُرَاجَعَةُ، فَبَيْنَا هُوَ يَمْشِي إِذْ صَادَفَهُ رَاهِبٌ يَمْشِي فِي الطَّرِيقِ، فَحَمِيَتْ عَلَيْهِمَا الشَّمْسُ، فَقَالَ الرَّاهِبُ لِلشَّابِّ: ادْعُ اللّهَ يُظِلَّنَا بِغَمَامَةٍ، فَقَدْ حَمِيَتْ عَلَيْنَا الشَّمْسُ، فَقَالَ الشَّابُّ: مَا أَعْلَمُ أَنَّ لِي عِنْدَ رَبِّي حَسَنَةً فَأَتَجَاسَرَ عَلى أَنْ أَسْأَلَهُ شَيْئاً، قَالَ: فَأَدْعُو أَنَا وَتُؤمِّنُ أَنْتَ، قَالَ: نَعَمْ، فَأَقْبَلَ الرَّاهِبُ يَدْعُو وَالشَّابُّ يُؤمِّنُ، فَمَا كَانَ بِأَسْرَعَ مِنْ أَنْ أَظَلَّتْهُمَا غَمَامَةٌ، فَمَشَيَا تَحْتَهَا مَلِيّاً۲ مِنَ النَّهَارِ، ثُمَّ تَفَرَّقَتِ الْجَادَّةُ جَادَّتَيْنِ، فَأَخَذَ الشَّابُّ فِي وَاحِدَةٍ، وَأَخَذَ الرَّاهِبُ فِي وَاحِدَةٍ، فَإِذَا السَّحَابَةُ مَعَ الشَّابِّ.
فَقَالَ الرَّاهِبُ: أَنْتَ خَيْرٌ مِنِّي، لَكَ اسْتُجِيبَ وَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي، فَخَبِّرْنِي مَا قِصَّتُكَ؟ فَأَخْبَرَهُ بِخَبَرِ الْمَرْأَةِ، فَقَالَ: غُفِرَ لَكَ مَا مَضى حَيْثُ دَخَلَكَ الْخَوْفُ، فَانْظُرْ كَيْفَ تَكُونُ فِيمَا تَسْتَقْبِلُ».

1.. «الفَرَق» : الخَوف والفزع . يقال : فَرِق يَفْرَق فَرَقا . النهاية ، ج ۳ ، ص ۴۳۸ فرق .

2.. «المَلِيّ» : الطائفة من الزمان لا حدّ لها . النهاية ، ج ۴ ، ص ۳۶۳ ملا .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
92

۱۶۰۳.۵. عَنْهُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: قَوْمٌ يَعْمَلُونَ بِالْمَعَاصِي، وَيَقُولُونَ: نَرْجُو، فَلاَ يَزَالُونَ كَذلِكَ حَتّى يَأْتِيَهُمُ الْمَوْتُ؟
فَقَالَ: «هؤلاَءِ قَوْمٌ يَتَرَجَّحُونَ۱ فِي الْأَمَانِيِّ، كَذَبُوا، لَيْسُوا بِرَاجِينَ ؛ إِنَّ مَنْ رَجَا شَيْئاً طَلَبَهُ، وَمَنْ خَافَ مِنْ شَيْءٍ هَرَبَ مِنْهُ».

۱۶۰۴.۶. وَ رَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ رَفَعَهُ، قَالَ:
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام: إِنَّ قَوْماً مِنْ مَوَالِيكَ يُلِمُّونَ بِالْمَعَاصِي، وَيَقُولُونَ:نَرْجُو؟
فَقَالَ: «كَذَبُوا لَيْسُوا لَنَا بِمَوَالٍ، أُولئِكَ قَوْمٌ تَرَجَّحَتْ بِهِمُ الْأَمَانِيُّ ؛ مَنْ رَجَا شَيْئاً عَمِلَ لَهُ، وَمَنْ خَافَ مِنْ شَيْءٍ هَرَبَ مِنْهُ».

۱۶۰۵.۷. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ حَمْزَةَ رَفَعَهُ، قَالَ:
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام: «إِنَّ مِنَ الْعِبَادَةِ شِدَّةَ الْخَوْفِ مِنَ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ، يَقُولُ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ: «إِنَّما يَخْشَى اللّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ»۲ وَقَالَ جَلَّ ثَنَاؤهُ: «فَلا تَخْشَوُا النّاسَ وَاخْشَوْنِ»۳ وَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالى: «وَ مَنْ يَتَّقِ اللّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً»۴ قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام: «إِنَّ حُبَّ الشَّرَفِ وَالذِّكْرِ لاَ يَكُونَانِ فِي قَلْبِ الْخَائِفِ الرَّاهِبِ».

1.. الترجّح: الميل، وتذبذب الشيء المعلّق في الهواء والتميّل من جانب إلى جانب. راجع: النهاية، ج ۲، ص ۱۹۸.

2.. فاطر ۳۵ : ۲۸ .

3.. المائدة ۵ : ۴۴ .

4.. الطلاق ۶۵ : ۲ .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 19477
صفحه از 803
پرینت  ارسال به