91
الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني

۳۳ ـ بَابُ الْخَوْفِ وَالرَّجَاءِ

۱۵۹۹.۱. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَدِيدٍ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ أَوْ أَبِيهِ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: مَا كَانَ فِي وَصِيَّةِ لُقْمَانَ؟
قَالَ: «كَانَ فِيهَا الْأَعَاجِيبُ، وَكَانَ أَعْجَبَ مَا كَانَ فِيهَا أَنْ قَالَ لاِبْنِهِ: خَفِ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ خِيفَةً لَوْ جِئْتَهُ بِبِرِّ الثَّقَلَيْنِ لَعَذَّبَكَ، وَارْجُ اللّهَ رَجَاءً لَوْ جِئْتَهُ بِذُنُوبِ الثَّقَلَيْنِ لَرَحِمَكَ».
ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام: «كَانَ أَبِي يَقُولُ: إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ مُؤمِنٍ إِلاَّ وَ فِي قَلْبِهِ نُورَانِ: نُورُ خِيفَةٍ، وَنُورُ رَجَاءٍ، لَوْ وُزِنَ هذَا لَمْ يَزِدْ عَلى هذَا، وَلَوْ وُزِنَ هذَا لَمْ يَزِدْ عَلى هذَا».

۱۶۰۰.۲. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ
عَبْدِ اللّهِ بْنِ جَبَلَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ:

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام: «يَا إِسْحَاقُ، خَفِ اللّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ ؛ وَإِنْ كُنْتَ لاَ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ، فَإِنْ كُنْتَ تَرى أَنَّهُ لاَ يَرَاكَ فَقَدْ كَفَرْتَ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ يَرَاكَ ثُمَّ بَرَزْتَ لَهُ بِالْمَعْصِيَةِ، فَقَدْ جَعَلْتَهُ مِنْ أَهْوَنِ النَّاظِرِينَ عَلَيْكَ».

۱۶۰۱.۳. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ وَاقِدٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام يَقُولُ: «مَنْ خَافَ اللّهَ، أَخَافَ اللّهُ مِنْهُ كُلَّ شَيْءٍ ؛ وَمَنْ لَمْ يَخَفِ اللّهَ، أَخَافَهُ اللّهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ».

۱۶۰۲.۴. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللّهِ الْجَعْفَرِيِّ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ:
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام: «مَنْ عَرَفَ اللّهَ خَافَ اللّهَ، وَمَنْ خَافَ‏اللّهَ سَخَتْ۱ نَفْسُهُ عَنِ الدُّنْيَا».

1.. «سَخَتْ» ، أي تركت ، يقال : سَخَتْ نفسي عن الشيء وسَخِيَتْ ، إذا تركته . راجع : الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۳۷۳ .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
90

فَمَنْ ذَا الَّذِي أَمَّلَنِي لِنَوَائِبِهِ۱، فَقَطَعْتُهُ دُونَهَا؟ وَمَنْ ذَا الَّذِي رَجَانِي لِعَظِيمَةٍ، فَقَطَعْتُ رَجَاءَهُ مِنِّي؟ جَعَلْتُ آمَالَ عِبَادِي عِنْدِي مَحْفُوظَةً، فَلَمْ يَرْضَوْا بِحِفْظِي، وَمَلَأْتُ سَمَاوَاتِي مِمَّنْ لاَ يَمَلُّ مِنْ تَسْبِيحِي، وَأَمَرْتُهُمْ أَنْ لاَ يُغْلِقُوا الْأَبْوَابَ بَيْنِي وَبَيْنَ عِبَادِي، فَلَمْ يَثِقُوا بِقَوْلِي، أَ لَمْ يَعْلَمْ مَنْ طَرَقَتْهُ نَائِبَةٌ مِنْ نَوَائِبِي أَنَّهُ لاَ يَمْلِكُ كَشْفَهَا أَحَدٌ غَيْرِي إِلاَّ مِنْ بَعْدِ إِذْنِي؟ فَمَا لِي أَرَاهُ لاَهِياً عَنِّي؟
أَعْطَيْتُهُ بِجُودِي مَا لَمْ يَسْأَلْنِي، ثُمَّ انْتَزَعْتُهُ عَنْهُ، فَلَمْ يَسْأَلْنِي رَدَّهُ وَسَأَلَ غَيْرِي، أَ فَيَرَانِي أَبْدَأُ بِالْعَطَاءِ قَبْلَ الْمَسْأَلَةِ، ثُمَّ أُسْأَلُ فَلاَ أُجِيبُ سَائِلِي؟ أَ بَخِيلٌ أَنَا ؛ فَيُبَخِّلَنِي عَبْدِي؟ أَ وَلَيْسَ الْجُودُ وَالْكَرَمُ لِي؟ أَ وَلَيْسَ الْعَفْوُ وَالرَّحْمَةُ بِيَدِي؟ أَ وَلَيْسَ أَنَا مَحَلَّ الاْمَالِ؟ فَمَنْ يَقْطَعُهَا دُونِي؟ أَ فَلاَ يَخْشَى الْمُؤمِّلُونَ أَنْ يُؤمِّلُوا غَيْرِي؟ فَلَوْ أَنَّ أَهْلَ سَمَاوَاتِي وَأَهْلَ أَرْضِي أَمَّلُوا جَمِيعاً، ثُمَّ أَعْطَيْتُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مِثْلَ مَا أَمَّلَ الْجَمِيعُ،
مَا انْتَقَصَ مِنْ مُلْكِي مِثْلَ عُضْوِ ذَرَّةٍ۲، وَكَيْفَ يَنْقُصُ مُلْكٌ أَنَا قَيِّمُهُ؟!
فَيَا بُؤساً لِلْقَانِطِينَ مِنْ رَحْمَتِي! وَيَا بُؤساً لِمَنْ عَصَانِي وَلَمْ يُرَاقِبْنِي!».

۱۵۹۸.۸. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، عَنْ عَبَّادِ بْنِ يَعْقُوبَ الرَّوَاجِنِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ، قَالَ:
كُنْتُ مَعَ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللّهِ بِيَنْبُعَ، وَقَدْ نَفِدَتْ نَفَقَتِي فِي بَعْضِ الْأَسْفَارِ، فَقَالَ لِي بَعْضُ وُلْدِ الْحُسَيْنِ عليه‏السلام: مَنْ تُؤمِّلُ لِمَا قَدْ نَزَلَ بِكَ؟ فَقُلْتُ: مُوسَى بْنَ عَبْدِ اللّهِ، فَقَالَ: إِذاً لاَ تُقْضى حَاجَتُكَ، ثُمَّ لاَ تُنْجَحُ طَلِبَتُكَ، قُلْتُ: وَلِمَ ذَاكَ؟ قَالَ: لِأَنِّي وَجَدْتُ فِي بَعْضِ كُتُبِ آبَائِي: أَنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ ؛ ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ.
فَقُلْتُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللّهِ، أَمْلِ عَلَيَّ، فَأَمْلاَهُ عَلَيَّ، فَقُلْتُ: لاَ وَاللّهِ، مَا أَسْأَلُهُ حَاجَةً بَعْدَهَا.

1.. «النوائب» : جمع نائبة ، وهي ما ينوب الإنسان ، أي ينزل به من المهمّات والحوادث . النهاية ، ج ۵ ، ص ۱۲۳ نوب .

2.. «الذرّ» : صغار النمل . الواحدة : ذَرَّة . المصباح المنير ، ص ۲۰۷ ذرّ .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18206
صفحه از 803
پرینت  ارسال به