779
الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني

دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، فَقُلْتُ لَهُ: لِي جَارٌ يُؤذِينِي؟ فَقَالَ: «ارْحَمْهُ» فَقُلْتُ: لاَ رَحِمَهُ اللّهُ، فَصَرَفَ وَجْهَهُ عَنِّي، قَالَ: فَكَرِهْتُ أَنْ أَدَعَهُ، فَقُلْتُ: يَفْعَلُ بِي كَذَا وَ كَذَا، وَ يَفْعَلُ بِي وَ يُؤذِينِي.
فَقَالَ: «أَ رَأَيْتَ إِنْ كَاشَفْتَهُ انْتَصَفْتَ مِنْهُ۱؟» فَقُلْتُ: بَلى أُرْبِي۲ عَلَيْهِ.
فَقَالَ: «إِنَّ ذَا مِمَّنْ يَحْسُدُ النَّاسَ عَلى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ، فَإِذَا رَأى نِعْمَةً عَلى أَحَدٍ فَكَانَ لَهُ أَهْلٌ، جَعَلَ بَلاَءَهُ عَلَيْهِمْ، وَ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَهْلٌ، جَعَلَهُ عَلى خَادِمِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ خَادِمٌ، أَسْهَرَ لَيْلَهُ وَ أَغَاظَ۳ نَهَارَهُ، إِنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أَتَاهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: إِنِّي اشْتَرَيْتُ دَاراً فِي بَنِي فُلاَنٍ، وَ إِنَّ أَقْرَبَ جِيرَانِي مِنِّي جِوَاراً مَنْ لاَ أَرْجُو خَيْرَهُ، وَ لاَ آمَنُ شَرَّهُ».
قَالَ: «فَأَمَرَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله عَلِيّاً عليه‏السلام وَ سَلْمَانَ وَ أَبَا ذَرٍّ ـ وَنَسِيتُ آخَرَ وَ أَظُنُّهُ الْمِقْدَادَ ـ أَنْ يُنَادُوا فِي الْمَسْجِدِ بِأَعْلى أَصْوَاتِهِمْ بِأَنَّهُ لاَ إِيمَانَ لِمَنْ لَمْ يَأْمَنْ جَارُهُ بَوَائِقَهُ۴، فَنَادَوْا بِهَا ثَلاَثاً» ثُمَّ أَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلى كُلِّ أَرْبَعِينَ دَاراً مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ.

۳۷۵۷.۲. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيى، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ، عَنْ أَبِيهِ عليهماالسلام، قَالَ: «قَرَأْتُ فِي كِتَابِ عَلِيٍّ عليه‏السلام أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله كَتَبَ بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ وَ مَنْ لَحِقَ بِهِمْ مِنْ أَهْلِ يَثْرِبَ: أَنَّ الْجَارَ۵ كَالنَّفْسِ غَيْرُ مُضَارٍّ وَ لاَ آثِمٍ، وَ حُرْمَةُ الْجَارِ عَلَى الْجَارِ كَحُرْمَةِ أُمِّهِ» الْحَدِيثُ مُخْتَصَرٌ.

۳۷۵۸.۳. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي رَجَاءٍ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: «حُسْنُ الْجِوَارِ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ».

۳۷۵۹.۴. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ، عَنْ عَمِّهِ يَعْقُوبَ
بْنِ سَالِمٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنِ الْكَاهِلِيِّ، قَالَ:

1.. «انتصفت منه» : أخذت حقّي كَمَلاً حتّى صِرت وهو على النِّصف سواء. ترتيب كتاب العين ، ج ۳ ، ص ۱۸۰۰ نصف . وفي شرح المازندراني ، ج ۱۱ ، ص ۱۲۶ : «أي إن أظهرت العداوة له استوفيت منه حقّك وعدلت» .

2.. «الربا» : الفضل والزيادة . المصباح المنير ، ص ۲۱۷ ربو . وفي شرح المازندراني : «يعني بل أزيد في الإحسان إليه . والحاصل ، أنّ الصادر منّي هو الإحسان دون المكاشفة».

3.. «الغيظ» : الغضب المحيط بالكبر ، وهو أشدّ العَنَق . المصباح المنير، ص ۴۵۹ غيظ.

4.. «بوائقه»، أي غوائله وشروره. واحدها: بائقة، وهي الداهية . النهاية، ج ۱، ص ۱۶۲ بوق.

5.. في مرآة العقول ، ج ۱۲ ، ص ۵۷۱ : «لايخفى أنّ الظاهر من مجموع الحديث أنّ المراد ب «الجار» فيه : من أجرتَه ، فلا يناسب الباب إلاّ بتكلّف بعيد» .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
778

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عليه‏السلام: أَنَّهُ قَالَ فِي وَصِيَّةٍ لَهُ لِبَعْضِ وُلْدِهِ، أَوْ قَالَ: «قَالَ أَبِي لِبَعْضِ وُلْدِهِ: إِيَّاكَ وَ الْمِزَاحَ؛ فَإِنَّهُ يَذْهَبُ بِنُورِ إِيمَانِكَ، وَ يَسْتَخِفُّ بِمُرُوءَتِكَ».

۳۷۵۵.۲۰. عَنْهُ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِهْزَمٍ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ:
عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ عليه‏السلام، قَالَ: «كَانَ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا عليهماالسلام يَبْكِي۱ وَ لاَ يَضْحَكُ، وَ كَانَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ عليهماالسلام يَضْحَكُ وَ يَبْكِي، وَ كَانَ الَّذِي يَصْنَعُ عِيسى عليه‏السلام أَفْضَلَ مِنَ الَّذِي كَانَ يَصْنَعُ يَحْيى عليه‏السلام».

۲۴ ـ بَابُ حَقِّ الْجِوَارِ

۳۷۵۶.۱. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ؛ وَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَ يُّوبَ جَمِيعاً، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عِكْرِمَةَ، قَالَ:

1.. في شرح المازندراني : أنّ العارفين يبكون شوقا إلى المحبوب ، والمذنبين يبكون خوفا من الذنوب .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18575
صفحه از 803
پرینت  ارسال به