75
الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني

هَوَاجِرِي۱، فَعَزَفَتْ نَفْسِي عَنِ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا حَتّى كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلى عَرْشِ رَبِّي وَقَدْ نُصِبَ لِلْحِسَابِ، وَحُشِرَ الْخَلاَئِقُ لِذلِكَ وَأَنَا فِيهِمْ، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلى أَهْلِ الْجَنَّةِ يَتَنَعَّمُونَ فِي الْجَنَّةِ وَيَتَعَارَفُونَ، وَ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلى أَهْلِ النَّارِ وَهُمْ فِيهَا مُعَذَّبُونَ مُصْطَرِخُونَ، وَكَأَنِّي الاْنَ أَسْمَعُ زَفِيرَ النَّارِ يَدُورُ فِي مَسَامِعِي.
فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله لِأَصْحَابِهِ: هذَا عَبْدٌ نَوَّرَ اللّهُ قَلْبَهُ بِالاْءِيمَانِ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: الْزَمْ مَا أَنْتَ عَلَيْهِ.
فَقَالَ الشَّابُّ: ادْعُ اللّهَ لِي يَا رَسُولَ اللّهِ أَنْ أُرْزَقَ الشَّهَادَةَ مَعَكَ.
فَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ خَرَجَ فِي بَعْضِ غَزَوَاتِ النَّبِيِّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فَاسْتُشْهِدَ بَعْدَ تِسْعَةِ نَفَرٍ، وَكَانَ هُوَ الْعَاشِرَ».

۱۵۵۳.۳. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ مُسْكَانَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: «اسْتَقْبَلَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله حَارِثَةَ بْنَ مَالِكِ بْنِ النُّعْمَانِ الْأَنْصَارِيَّ، فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ أَنْتَ يَا حَارِثَةَ بْنَ مَالِكٍ؟
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللّهِ، مُؤمِنٌ حَقّاً.
فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لِكُلِّ شَيْءٍ حَقِيقَةٌ، فَمَا حَقِيقَةُ قَوْلِكَ؟
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللّهِ، عَزَفَتْ نَفْسِي عَنِ الدُّنْيَا، فَأَسْهَرَتْ لَيْلِي، وَأَظْمَأَتْ هَوَاجِرِي، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلى عَرْشِ رَبِّي وَ قَدْ وُضِعَ لِلْحِسَابِ، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلى أَهْلِ الْجَنَّةِ يَتَزَاوَرُونَ فِي الْجَنَّةِ، وَكَأَنِّي أَسْمَعُ عُوَاءَ۲ أَهْلِ النَّارِ فِي النَّارِ.
فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: عَبْدٌ نَوَّرَ اللّهُ قَلْبَهُ ؛ أَبْصَرْتَ، فَاثْبُتْ.

1.. أي في هواجري . و«الهواجر» : جمع الهاجرة ، نصف النهار عند اشتداد الحَرّ . مجمع البحرين ، ج ۳ ، ص ۱۸۶۰ هجر .

2.. «العواء» : الصياح ، وكأنّه بالذئب والكلب أخصّ . لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۱۰۷ عوى .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
74

عَنِ الرِّضَا عليه‏السلام، قَالَ: «الاْءِيمَانُ فَوْقَ الاْءِسْلاَمِ بِدَرَجَةٍ، وَالتَّقْوى فَوْقَ الاْءِيمَانِ بِدَرَجَةٍ، وَالْيَقِينُ فَوْقَ التَّقْوى بِدَرَجَةٍ، وَلَمْ يُقْسَمْ بَيْنَ الْعِبَادِ شَيْءٌ أَقَلُّ مِنَ الْيَقِينِ».

۲۷ ـ بَابُ حَقِيقَةِ الاْءِيمَانِ وَالْيَقِينِ

۱۵۵۱.۱. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُذَافِرٍ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام، قَالَ: «بَيْنَا رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ إِذْ لَقِيَهُ رَكْبٌ، فَقَالُوا: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللّهِ، فَقَالَ: مَا أَنْتُمْ؟ فَقَالُوا: نَحْنُ مُؤمِنُونَ يَا رَسُولَ اللّهِ، قَالَ: فَمَا حَقِيقَةُ إِيمَانِكُمْ؟ قَالُوا: الرِّضَا بِقَضَاءِ اللّهِ، وَالتَّفْوِيضُ إِلَى اللّهِ، وَالتَّسْلِيمُ لِأَمْرِ اللّهِ.
فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: عُلَمَاءُ، حُكَمَاءُ، كَادُوا أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْحِكْمَةِ أَنْبِيَاءَ، فَإِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فَلاَ تَبْنُوا مَا لاَ تَسْكُنُونَ، وَلاَ تَجْمَعُوا مَا لاَ تَأْكُلُونَ، وَاتَّقُوا اللّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ».

۱۵۵۲.۲. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ؛ وَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْوَابِشِيِّ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ مِهْزَمٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام يَقُولُ: «إِنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله صَلّى بِالنَّاسِ الصُّبْحَ، فَنَظَرَ إِلى شَابٍّ فِي الْمَسْجِدِ، وَهُوَ يَخْفِقُ وَيَهْوِي بِرَأْسِهِ مُصْفَرّاً لَوْنُهُ، قَدْ نَحِفَ جِسْمُهُ، وَغَارَتْ عَيْنَاهُ فِي رَأْسِهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا فُلاَنُ؟ قَالَ: أَصْبَحْتُ ـ يَا رَسُولَ اللّهِ ـ مُوقِناً.
فَعَجِبَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله مِنْ قَوْلِهِ، وَقَالَ: إِنَّ لِكُلِّ يَقِينٍ حَقِيقَةً، فَمَا حَقِيقَةُ يَقِينِكَ؟
فَقَالَ: إِنَّ يَقِينِي ـ يَا رَسُولَ اللّهِ ـ هُوَ الَّذِي أَحْزَنَنِي، وَأَسْهَرَ لَيْلِي، وَأَظْمَأَ

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18072
صفحه از 803
پرینت  ارسال به