727
الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني

اللّهُ عَلَيْهِ ضَالَّتَهُ.
ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ آخَرُ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ، أَخْبِرْنِي عَنِ الاْبِقِ.
فَقَالَ: «اقْرَأْ: «أَوْ كَظُلُماتٍ فِى بَحْرٍ لُجِّىٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ» إِلى قَوْلِهِ: «وَ مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ»۱» فَقَالَهَا الرَّجُلُ، فَرَجَعَ إِلَيْهِ الاْبِقُ.
ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ آخَرُ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ، أَخْبِرْنِي عَنِ السَّرَقِ؛ فَإِنَّهُ لاَ يَزَالُ قَدْ يُسْرَقُ لِيَ الشَّيْءُ بَعْدَ الشَّيْءِ لَيْلاً.
فَقَالَ: «اقْرَأْ إِذَا أَوَيْتَ إِلى فِرَاشِكَ: «قُلِ ادْعُوا اللّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ» إِلى قَوْلِهِ: «وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً»۲».
ثُمَّ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام: «مَنْ بَاتَ بِأَرْضٍ قَفْرٍ۳، فَقَرَأَ هذِهِ الاْيَةَ: «إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِى خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِى سِتَّةِ أَيّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ» إِلى قَوْلِهِ: «تَبارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ»۴ حَرَسَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ، وَ تَبَاعَدَتْ عَنْهُ الشَّيَاطِينُ».
قَالَ: فَمَضَى الرَّجُلُ، فَإِذَا هُوَ بِقَرْيَةٍ خَرَابٍ، فَبَاتَ فِيهَا، وَ لَمْ يَقْرَأْ هذِهِ الاْيَةَ، فَتَغَشَّاهُ۵ الشَّيْطَانُ، وَ إِذَا هُوَ آخِذٌ بِخَطْمِهِ۶، فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ: أَنْظِرْهُ۷، وَ اسْتَيْقَظَ الرَّجُلُ، فَقَرَأَ الاْيَةَ، فَقَالَ الشَّيْطَانُ لِصَاحِبِهِ: أَرْغَمَ۸ اللّهُ أَنْفَكَ، احْرُسْهُ الاْنَ حَتّى يُصْبِحَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ رَجَعَ إِلى أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام، فَأَخْبَرَهُ، وَ قَالَ لَهُ: رَأَيْتُ فِي كَلاَمِكَ الشِّفَاءَ وَ الصِّدْقَ، وَ مَضى بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، فَإِذَا هُوَ بِأَثَرِ شَعْرِ الشَّيْطَانِ مُجْتَمِعاً فِي الْأَرْضِ.

1.. النور ۲۴ : ۴۰ .

2.. الإسراء ۱۷ : ۱۱۰ ـ ۱۱۱ .

3.. «القَفْر» : الخالي من الأمكنة ، وربّما كان به كَلَأٌ قليل . ترتيب كتاب العين ، ج ۳ ، ص ۱۵۰۹ قفر.

4.. الأعراف ۷ : ۵۴ .

5.. يقال : غَشِيَه غِشيانا : إذا جاءه ، وغشّاه تَغْشِيَةً : إذا غطّاه . النهاية ، ج ۳ ، ص ۳۶۹ غشي.

6.. الخَطْمُ من كلّ طائر : منقاره ، ومن كلّ دابّة : مقدّم الأنف والفم . المصباح المنير، ص ۱۷۴ خطم .

7.. «الإنظار» : التأخير والإمهال . يقال : أنظرته ، اُنظِره . النهاية ، ج ۵ ، ص ۷۸ نظر .

8.. أرغم اللّه‏ أنْفَه ، أي ألصقه بالرَّغام ، وهو التراب . ثمّ استعمل في الذُّلّ والانقياد على كُره . النهاية ، ج ۲ ، ص ۲۳۸ رغم .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
726

حَقَّ قَدْرِهِ» إِلى قَوْلِهِ: «سُبْحانَهُ وَ تَعالى عَمّا يُشْرِكُونَ» فَمَنْ قَرَأَهَا فَقَدْ أَمِنَ الْحَرَقَ وَ الْغَرَقَ». قَالَ: فَقَرَأَهَا رَجُلٌ وَ اضْطَرَمَتِ۱ النَّارُ فِي بُيُوتِ جِيرَانِهِ وَ بَيْتُهُ وَسَطَهَا، فَلَمْ يُصِبْهُ شَيْءٌ.
ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ آخَرُ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ، إِنَّ دَابَّتِيَ اسْتَصْعَبَتْ عَلَيَّ وَ أَنَا مِنْهَا عَلى وَجَلٍ.
فَقَالَ: «اقْرَأْ فِي أُذُنِهَا الْيُمْنى: «وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِى السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ»۲» فَقَرَأَهَا، فَذَلَّتْ لَهُ دَابَّتُهُ.
وَ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ آخَرُ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ، إِنَّ أَرْضِي أَرْضٌ مَسْبَعَةٌ۳، وَ إِنَّ السِّبَاعَ تَغْشى مَنْزِلِي وَ لاَ تَجُوزُ۴ حَتّى تَأْخُذَ فَرِيسَتَهَا.
فَقَالَ: «اقْرَأْ: «لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤمِنِينَ رَؤفٌ رَحِيمٌ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِىَ اللّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ»۵» فَقَرَأَهُمَا الرَّجُلُ، فَاجْتَنَبَتْهُ السِّبَاعُ.
ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ آخَرُ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ، إِنَّ فِي بَطْنِي مَاءً أَصْفَرَ، فَهَلْ مِنْ شِفَاءٍ؟
فَقَالَ: «نَعَمْ، بِلاَ دِرْهَمٍ وَ لاَ دِينَارٍ، وَ لكِنِ اكْتُبْ عَلى بَطْنِكَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ، وَ تَغْسِلُهَا، وَ تَشْرَبُهَا، وَ تَجْعَلُهَا ذَخِيرَةً فِي بَطْنِكَ، فَتَبْرَأُ بِإِذْنِ اللّهِ عَزَّ وَ جَلَّ» فَفَعَلَ الرَّجُلُ، فَبَرَأَ بِإِذْنِ اللّهِ.
ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ آخَرُ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ، أَخْبِرْنِي عَنِ الضَّالَّةِ.
فَقَالَ: «اقْرَأْ «يس» فِي رَكْعَتَيْنِ، وَ قُلْ: يَا هَادِيَ الضَّالَّةِ، رُدَّ عَلَيَّ ضَالَّتِي» فَفَعَلَ، فَرَدَّ

1.. «اضطرمت النار» ، أي اشتعلت والتهبت ، من الضِرام ، وهو لهب النار . راجع : النهاية ، ج ۳ ، ص ۸۶ ضرم .

2.. آل عمران ۳: ۸۳ .

3.. أرض مَسْبَعة ـ بفتح الأوّل والثالث ـ : كثيرة السِّباع . المصباح المنير ، ص ۲۶۴ سبع .

4.. جاز المكان يجوز ، جَوْزا وجِوازا : سار فيه . وأجازه : قَطَعه . المصباح المنير، ص ۱۱۴ جوز .

5.. التوبة ۹ : ۱۲۸ ـ ۱۲۹ .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18231
صفحه از 803
پرینت  ارسال به