وَرَاءِ تِجَارَتِهِ، وَ أَنَا الْيَوْمَ لَكَ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَةِ كُلِّ تَاجِرٍ، وَ سَيَأْتِيكَ كَرَامَةٌ مِنَ اللّهِ عَزَّ وجلَّ، فَأَبْشِرْ، فَيُؤتى بِتَاجٍ، فَيُوضَعُ عَلى رَأْسِهِ، وَ يُعْطَى الْأَمَانَ بِيَمِينِهِ، وَ الْخُلْدَ فِي الْجِنَانِ بِيَسَارِهِ، وَ يُكْسى حُلَّتَيْنِ۱، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: اقْرَأْ وَ ارْقَهْ، فَكُلَّمَا قَرَأَ آيَةً صَعِدَ دَرَجَةً، وَ يُكْسى أَبَوَاهُ حُلَّتَيْنِ إِنْ كَانَا مُؤمِنَيْنِ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُمَا: هذَا لِمَا عَلَّمْتُمَاهُ الْقُرْآنَ».
۳۴۹۰.۴. ابْنُ مَحْبُوبٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ مِنْهَالٍ الْقَصَّابِ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليهالسلام، قَالَ: «مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ ـ وَ هُوَ شَابٌّ مُؤمِنٌ ـ اخْتَلَطَ الْقُرْآنُ بِلَحْمِهِ وَ دَمِهِ، وَ جَعَلَهُ اللّهُ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَ كَانَ الْقُرْآنُ حَجِيزاً۲ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ: يَا رَبِّ، إِنَّ كُلَّ عَامِلٍ قَدْ أَصَابَ أَجْرَ عَمَلِهِ غَيْرَ عَامِلِي، فَبَلِّغْ بِهِ أَكْرَمَ عَطَايَاكَ».
قَالَ: «فَيَكْسُوهُ اللّهُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ حُلَّتَيْنِ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ، وَ يُوضَعُ عَلى رَأْسِهِ تَاجُ الْكَرَامَةِ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: هَلْ أَرْضَيْنَاكَ فِيهِ؟ فَيَقُولُ الْقُرْآنُ: يَا رَبِّ، قَدْ كُنْتُ أَرْغَبُ لَهُ فِيمَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْ هذَا، فَيُعْطَى الْأَمْنَ بِيَمِينِهِ، وَ الْخُلْدَ بِيَسَارِهِ، ثُمَّ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ، فَيُقَالُ لَهُ: اقْرَأْ وَ اصْعَدْ دَرَجَةً، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: هَلْ بَلَغْنَا بِهِ وَ أَرْضَيْنَاكَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ».
قَالَ: «وَ مَنْ قَرَأَهُ كَثِيراً، وَتَعَاهَدَهُ۳ بِمَشَقَّةٍ مِنْ شِدَّةِ حِفْظِهِ، أَعْطَاهُ اللّهُ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ أَجْرَ هذَا مَرَّتَيْنِ».
۳۴۹۱.۵. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللّهِ؛
1.. «الحُلّة » : إزارٌ ورِداء بُرد أو غيره ، القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۳۰۴ حلل.
2.. حَجَزه يَحْجِزُه حَجْزا وحِجّيزىَ وحِجازة : منعه وكفّه . القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۷۰۰ حجز .
3.. «التعاهد » : الاحتفاظ بالشيء وإحداث العهد به . وتعهّدت الشيء : تردّدت إليه وأصلحتُه . وحقيقته : تجديد العهد به . راجع: المصباح المنير ، ص ۴۳۵ عهد.