71
الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني

وَالصَّالِحَاتُ مَنَارُهُ، وَالْفِقْهُ مَصَابِيحُهُ، وَالدُّنْيَا مِضْمَارُهُ، وَالْمَوْتُ غَايَتُهُ، وَالْقِيَامَةُ حَلْبَتُهُ، وَالْجَنَّةُ سُبْقَتُهُ، وَالنَّارُ نَقِمَتُهُ، وَالتَّقْوى عُدَّتُهُ، وَالْمُحْسِنُونَ فُرْسَانُهُ.
فَبِالاْءِيمَانِ يُسْتَدَلُّ عَلَى الصَّالِحَاتِ، وَبِالصَّالِحَاتِ يُعْمَرُ الْفِقْهُ، وَبِالْفِقْهِ يُرْهَبُ الْمَوْتُ، وَبِالْمَوْتِ تُخْتَمُ الدُّنْيَا، وَبِالدُّنْيَا تَجُوزُ۱ الْقِيَامَةَ، وَبِالْقِيَامَةِ تُزْلَفُ الْجَنَّةُ، وَالْجَنَّةُ حَسْرَةُ أَهْلِ النَّارِ، وَالنَّارُ مَوْعِظَةُ الْمُتَّقِينَ، وَالتَّقْوى سِنْخُ الاْءِيمَانِ».

۲۵ ـ بَابُ صِفَةِ الاْءِيمَانِ

۱۵۴۴.۱. بِالاْءِسْنَادِ الْأَوَّلِ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ يَعْقُوبَ السَّرَّاجِ، عَنْ جَابِرٍ:
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام، قَالَ: «سُئِلَ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام عَنِ الاْءِيمَانِ، فَقَالَ: إِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ جَعَلَ الاْءِيمَانَ عَلى أَرْبَعِ دَعَائِمَ: عَلَى الصَّبْرِ، وَالْيَقِينِ، وَالْعَدْلِ، وَالْجِهَادِ.
فَالصَّبْرُ مِنْ ذلِكَ عَلى أَرْبَعِ شُعَبٍ: عَلَى الشَّوْقِ، وَالاْءِشْفَاقِ۲، وَالزُّهْدِ، وَالتَّرَقُّبِ ؛ فَمَنِ اشْتَاقَ إِلَى الْجَنَّةِ، سَلاَ۳ عَنِ الشَّهَوَاتِ؛ وَمَنْ أَشْفَقَ مِنَ النَّارِ، رَجَعَ عَنِ الْمُحَرَّمَاتِ؛ وَمَنْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا، هَانَتْ عَلَيْهِ الْمُصِيبَاتُ؛ وَمَنْ رَاقَبَ الْمَوْتَ، سَارَعَ إِلَى الْخَيْرَاتِ.
وَ الْيَقِينُ عَلى أَرْبَعِ شُعَبٍ: تَبْصِرَةِ الْفِطْنَةِ۴، وَتَأَوُّلِ الْحِكْمَةِ، وَمَعْرِفَةِ الْعِبْرَةِ، وَسُنَّةِ الْأَوَّلِينَ ؛ فَمَنْ أَبْصَرَ الْفِطْنَةَ، عَرَفَ الْحِكْمَةَ ؛ وَمَنْ تَأَوَّلَ الْحِكْمَةَ، عَرَفَ الْعِبْرَةَ ؛ وَمَنْ

1.. قال الفيض : «وفي بعض النسخ : تُجاز ، بالبناء للمفعول ولعلّه الأصحّ .

2.. «الإشفاق» : الخوف . لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۱۷۹ شفق .

3.. سلوت عنه سُلُوّا : صبرت ، وسلاه وعنه : نسيه . المصباح المنير ، ص ۲۸۷ .

4.. «الفِطنة» : الحِذق . وقيل : الفطنة : الفهم . وقيل : الفَطانة : جودة استعداد الذهن لإدراك ما يرد عليه من الغير . تاج العروس ، ج ۱۸ ، ص ۴۳۴ فطن .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
70

اسْتَمْسَكَ بِهِ، وَبُرْهَاناً لِمَنْ تَكَلَّمَ بِهِ، وَنُوراً لِمَنِ اسْتَضَاءَ بِهِ، وَعَوْناً لِمَنِ اسْتَغَاثَ بِهِ، وَشَاهِداً لِمَنْ خَاصَمَ بِهِ، وَفُلْجاً۱ لِمَنْ حَاجَّ بِهِ، وَعِلْماً لِمَنْ وَعَاهُ، وَحَدِيثاً لِمَنْ رَوى، وَحُكْماً لِمَنْ قَضى، وَحِلْماً لِمَنْ جَرَّبَ، وَلِبَاساً لِمَنْ تَدَبَّرَ۲، وَفَهْماً لِمَنْ تَفَطَّنَ، وَيَقِيناً لِمَنْ عَقَلَ، وَبَصِيرَةً لِمَنْ عَزَمَ، وَآيَةً لِمَنْ تَوَسَّمَ۳، وَعِبْرَةً لِمَنِ اتَّعَظَ، وَنَجَاةً لِمَنْ صَدَّقَ۴، وَتُؤدَةً۵ لِمَنْ أَصْلَحَ، وَزُلْفى لِمَنِ اقْتَرَبَ، وَثِقَةً لِمَنْ تَوَكَّلَ، وَرَخَاءً لِمَنْ فَوَّضَ، وَسُبْقَةً لِمَنْ أَحْسَنَ، وَخَيْراً لِمَنْ سَارَعَ، وَجُنَّةً۶ لِمَنْ صَبَرَ، وَلِبَاساً لِمَنِ اتَّقى، وَظَهِيراً
لِمَنْ رَشَدَ، وَكَهْفاً لِمَنْ آمَنَ، وَأَمَنَةً لِمَنْ أَسْلَمَ، وَرَجَاءً لِمَنْ صَدَقَ، وَغِنًى لِمَنْ قَنِعَ.
فَذلِكَ الْحَقُّ سَبِيلُهُ الْهُدى، وَمَأْثُرَتُهُ۷ الْمَجْدُ، وَصِفَتُهُ الْحُسْنى ؛ فَهُوَ أَبْلَجُ۸ الْمِنْهَاجِ، مُشْرِقُ الْمَنَارِ، ذَاكِي۹ الْمِصْبَاحِ، رَفِيعُ الْغَايَةِ، يَسِيرُ الْمِضْمَارِ۱۰، جَامِعُ الْحَلْبَةِ۱۱، سَرِيعُ السَّبْقَةِ، أَلِيمُ النَّقِمَةِ، كَامِلُ الْعُدَّةِ، كَرِيمُ الْفُرْسَانِ ؛ فَالاْءِيمَانُ مِنْهَاجُهُ،

1.. «الفُلْج» : الظَّفر بمن تخاصمه . ترتيب كتاب العين ، ج ۳ ، ص ۱۴۱۳ فلج .

2.. في مرآة العقول : «أي لباس عافية لمن تدبّر في العواقب ، أو في أوامره ونواهيه . أو لباس زينة . والأوّل أظهر .

3.. المتوسّم، المتفرّس المتأمّل المتثبّت في نظره حتّى يعرف حقيقة سَمْت الشيء. الصحاح، ج ۵، ص۲۰۵۲ وسم.

4.. يجوز فيه التخفيف أيضا ، كما احتمله المجلسي في مرآة العقول .

5.. «التُؤدة» : التأنّي . النهاية ، ج ۱ ، ص ۱۷۸ تئد . ولا يخفى أنّ من أصلح بقواعد الإسلام وتبع حكمه كان الإسلام سببا لتأنّيه ورزانته .

6.. «الجُنّة» : الدِرع ، وكلّ ما وقاك فهو جنّتُك . ترتيب كتاب العين ، ج ۱ ، ص ۳۲۴ جنّ .

7.. «المأثرة» : المكرمة . ومآثر العرب : مكارمها ومفاخرها التي تؤثر عنها ، أي تروى وتذكر . ترتيب كتاب العين ، ج ۱ ، ص ۶۶ ؛ النهاية ، ج ۱ ، ص ۲۲ أثر .

8.. بلج الصُبُح بُلوجا : أسفر وأنار ، ومنه قيل : بلج الحقّ إذا وضح وظهر . وأبلج ، بالألف كذلك . المصباح المنير ، ص ۶۰ بلج .

9.. ذكت النارُ ذُكوّا : اشتدّ لَهَبُها، وهي ذكيّة. القاموس المحيط ، ج۲، ص۱۶۸۶ ذكو.

10.. قال المجلسي : « ... المراد بقوله : يسير المضمار ، قلّة مدّته وسرعة ظهور السبق وعدمه ، أو سهولة قطعه وعدم وعورته ، أو سهولة التضمير فيه وعدم صعوبته لقصر المدّة ، وتهيّؤ الأسباب من اللّه‏ تعالى» . مرآة العقول ، ج ۷ ، ص ۳۰۸ .

11.. «الحَلْبَة» : خيلٌ تُجمع للسباق من كلّ أوب . لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۳۲۸ حلب .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18226
صفحه از 803
پرینت  ارسال به