697
الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني

عِلْمٌ، ظَاهِرُهُ۱ أَنِيقٌ، وَ بَاطِنُهُ عَمِيقٌ، لَهُ نُجُومٌ، وَ عَلى نُجُومِهِ نُجُومٌ۲، لاَ تُحْصى عَجَائِبُهُ، وَ لاَ تُبْلى غَرَائِبُهُ، فِيهِ مَصَابِيحُ الْهُدى، وَ مَنَارُ الْحِكْمَةِ، وَ دَلِيلٌ عَلَى الْمَعْرِفَةِ لِمَنْ عَرَفَ الصِّفَةَ، فَلْيَجْلُ۳ جَالٍ بَصَرَهُ، وَ لْيُبْلِغِ الصِّفَةَ نَظَرَهُ؛ يَنْجُ مِنْ عَطَبٍ۴، وَ يَتَخَلَّصْ مِنْ نَشَبٍ۵؛ فَإِنَّ التَّفَكُّرَ حَيَاةُ قَلْبِ الْبَصِيرِ، كَمَا يَمْشِي الْمُسْتَنِيرُ فِي الظُّلُمَاتِ بِالنُّورِ، فَعَلَيْكُمْ بِحُسْنِ التَّخَلُّصِ وَ قِلَّةِ التَّرَبُّصِ».

۳۴۷۵.۳. عَلِيٌّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ:
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام: «إِنَّ الْعَزِيزَ الْجَبَّارَ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ كِتَابَهُ، وَ هُوَ الصَّادِقُ الْبَارُّ، فِيهِ خَبَرُكُمْ، وَ خَبَرُ مَنْ قَبْلَكُمْ، وَ خَبَرُ مَنْ بَعْدَكُمْ، وَ خَبَرُ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ، وَ لَوْ أَتَاكُمْ مَنْ يُخْبِرُكُمْ عَنْ ذلِكَ لَتَعَجَّبْتُمْ».

۳۴۷۶.۴. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ، قَالَ:
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‏السلام: «قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أَنَا أَوَّلُ وَافِدٍ عَلَى الْعَزِيزِ الْجَبَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَ كِتَابُهُ وَ أَهْلُ بَيْتِي، ثُمَّ أُمَّتِي، ثُمَّ أَسْأَ لُهُمْ: مَا فَعَلْتُمْ بِكِتَابِ اللّهِ وَ بِأَهْلِ بَيْتِي؟».

۳۴۷۷.۵. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيى، عَنْ

1.. «الأنيق» : الحسن المعجب . راجع : النهاية ، ج ۱ ، ص ۷۶ ؛ أنق .

2.. في شرح المازندراني : « يقال : نجم الشيء ينجم بالضمّ نجوما : إذا طلع وظهر ، والمقصود : أنّ معانيه مترتّبة غير محصورة يظهر بعضها من بعض ، ويطّلع بعضها عقيب بعض » .

3.. في شرح المازندراني : «قوله : فليجل ، إمّا من الجلاء ، يقال : جلا السيف والمرآة : أصقلها . أو من الإجالة ، وهي الإدارة ، يقال : أجاله وبه : أداره ، وجال إذا دار .

4.. «العطب » : الهلاك . الصحاح ، ج ۱ ، ص ۱۸۴ عطب .

5.. نَشِبَ في الشيء : إذا وقع في ما لا مَخْلص له منه . النهاية ، ج ۵ ، ص ۵۲ نشب .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
696

قَالَ سَعْدٌ: فَتَغَيَّرَ لِذلِكَ لَوْنِي، وَ قُلْتُ: هذَا شَيْءٌ لاَ أَسْتَطِيعُ أَنَا أَتَكَلَّمُ بِهِ فِي النَّاسِ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‏السلام: «وَ هَلِ النَّاسُ إِلاَّ شِيعَتُنَا، فَمَنْ لَمْ يَعْرِفِ الصَّلاَةَ فَقَدْ أَنْكَرَ حَقَّنَا».
ثُمَّ قَالَ: «يَا سَعْدُ، أُسْمِعُكَ كَلاَمَ الْقُرْآنِ؟» قَالَ سَعْدٌ: فَقُلْتُ: بَلى صَلَّى اللّهُ عَلَيْكَ، فَقَالَ«: «إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ وَ لَذِكْرُ اللّهِ أَكْبَرُ»۱ فَالنَّهْيُ كَلاَمٌ، وَ الْفَحْشَاءُ وَ الْمُنْكَرُ رِجَالٌ، وَ نَحْنُ ذِكْرُ اللّهِ، وَ نَحْنُ أَكْبَرُ».

۳۴۷۴.۲. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ، عَنِ السَّكُونِيِّ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ، عَنْ آبَائِهِ عليهم‏السلام، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ فِي دَارِ هُدْنَةٍ۲، وَ أَنْتُمْ عَلى ظَهْرِ سَفَرٍ، وَ السَّيْرُ بِكُمْ سَرِيعٌ، وَ قَدْ رَأَيْتُمُ اللَّيْلَ وَ النَّهَارَ وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ يُبْلِيَانِ كُلَّ جَدِيدٍ، وَ يُقَرِّبَانِ كُلَّ بَعِيدٍ، وَ يَأْتِيَانِ بِكُلِّ مَوْعُودٍ؛ فَأَعِدُّوا الْجَهَازَ۳ لِبُعْدِ الْمَجَازِ».
قَالَ: «فَقَامَ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللّهِ، وَ مَا دَارُ الْهُدْنَةِ؟
قَالَ: دَارُ بَلاَغٍ۴ وَ انْقِطَاعٍ؛ فَإِذَا الْتَبَسَتْ عَلَيْكُمُ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، فَعَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ؛ فَإِنَّهُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ۵، وَ مَاحِلٌ۶ مُصَدَّقٌ؛ وَ مَنْ جَعَلَهُ أَمَامَهُ قَادَهُ إِلَى الْجَنَّةِ، وَ مَنْ جَعَلَهُ خَلْفَهُ سَاقَهُ إِلَى النَّارِ، وَ هُوَ الدَّلِيلُ يَدُلُّ عَلى خَيْرِ سَبِيلٍ، وَ هُوَ كِتَابٌ فِيهِ تَفْصِيلٌ وَ بَيَانٌ وَ تَحْصِيلٌ، وَ هُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ۷، وَ لَهُ ظَهْرٌ وَ بَطْنٌ، فَظَاهِرُهُ حُكْمٌ، وَ بَاطِنُهُ

1.. العنكبوت ۲۹ : ۴۵ .

2.. «الهُدْنَة» : السكون ، والصلح والموادعة بين كلّ متحاربين راجع : النهاية ، ج ۵ ، ص ۲۵۲ هدن .

3.. «الجهاز » ما يُعدُّ من متاع وغيره . وجَهاز السفر : اُهبتُه وما يُحتاج إليه في قطع المسافة . راجع : المصباح المنير ، ص ۱۱۳ جهز .

4.. في شرح المازندراني : «البلاغ ، بالفتح : اسم لما يتبلّغ ويتوصّل به إلى الشيء المطلوب .

5.. في شرح المازندراني : «المشفّع ، بشدّ الفاء المفتوحة : من تقبل شفاعته . وبكسرها : من يقبل الشفاعة » .

6.. «الماحل » ، أي خصم مُجادل مصدَّق . النهاية ، ج ۴ ، ص ۳۰۳ محل .

7.. إشارة إلى الآية ۱۳ و ۱۴ من سورة الطارق ۸۶ : «إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ * وَ مَا هُوَ بِالْهَزْلِ» .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18511
صفحه از 803
پرینت  ارسال به