69
الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني

إِيمَانِكُمْ؟ قَالُوا: الصَّبْرُ عِنْدَ الْبَلاَءِ، وَالشُّكْرُ عِنْدَ الرَّخَاءِ، وَالرِّضَا بِالْقَضَاءِ.
فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: حُلَمَاءُ، عُلَمَاءُ، كَادُوا مِنَ الْفِقْهِ أَنْ يَكُونُوا أَنْبِيَاءَ، إِنْ كُنْتُمْ كَمَا تَصِفُونَ فَلاَ تَبْنُوا مَا لاَ تَسْكُنُونَ، وَلاَ تَجْمَعُوا مَا لاَ تَأْكُلُونَ، وَاتَّقُوا اللّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ».

۲۴ ـ بَابٌ۱

۱۵۴۳.۱. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ؛ وَ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ جَمِيعاً، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ يَعْقُوبَ السَّرَّاجِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام ؛ وَ بِأَسَانِيدَ مُخْتَلِفَةٍ، عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ، قَالَ:
خَطَبَنَا أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام فِي دَارِهِ ـ أَوْ قَالَ: فِي الْقَصْرِ ـ وَنَحْنُ مُجْتَمِعُونَ، ثُمَّ أَمَرَ ـ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيْهِ ـ فَكُتِبَ فِي كِتَابٍ، وَقُرِئَ عَلَى النَّاسِ.
وَ رَوى غَيْرُهُ۲ أَنَّ ابْنَ الْكَوَّاءِ سَأَلَ أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام عَنْ صِفَةِ الاْءِسْلاَمِ وَالاْءِيمَانِ وَالْكُفْرِ وَالنِّفَاقِ، فَقَالَ:
«أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ اللّهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ شَرَعَ الاْءِسْلاَمَ، وَسَهَّلَ شَرَائِعَهُ۳ لِمَنْ وَرَدَهُ، وَأَعَزَّ أَرْكَانَهُ لِمَنْ حَارَبَهُ، وَجَعَلَهُ عِزّاً لِمَنْ تَوَلاَّهُ، وَسِلْماً لِمَنْ دَخَلَهُ، وَهُدًى لِمَنِ ائْتَمَّ بِهِ، وَزِينَةً لِمَنْ تَجَلَّلَهُ، وَعُذْراً لِمَنِ انْتَحَلَهُ، وَعُرْوَةً لِمَنِ اعْتَصَمَ بِهِ، وَحَبْلاً لِمَنِ

1.. في مرآة العقول ، ج ۷ ، ص ۲۹۸ : «إنّما لم يعنون لأنّه من تتمّة البابين السابقين ، وإنّما أفرده لأنّ فيه نسبة الإيمان والإسلام معا ، أو لأنّ فيه مدح الإسلام وفضله ، لا صفاته» .

2.. ضمير «غيره» راجع إلى الأصبغ بن نباتة .

3.. «الشرع والشريعة» : هو ما شرع اللّه‏ لعباده من الدين ، أي سنّه لهم وافترضه عليهم . وقد شرع اللّه‏ الدينَ شرعا : إذا أظهره وبيّنه . والشريعة : مورد الإبل على الماء الجاري . وتقال لما شرع اللّه‏ تعالى لعباده إذ به حياة الأرواح ، كما بالماء حياة الأبدان . راجع : الوافي ، ج ۴ ، ص ۱۳۹ ؛ النهاية ، ج ۲ ، ص ۴۶۰ شرع .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
68

طَاعَةَ وُلاَةِ الْأَمْرِ، لَمْ يُطِعِ اللّهَ وَلاَ رَسُولَهُ، وَهُوَ الاْءِقْرَارُ بِمَا نَزَلَ مِنْ عِنْدِ اللّهِ، «خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ»۱، وَالْتَمِسُوا الْبُيُوتَ الَّتِي أَذِنَ اللّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ۲ ؛ فَإِنَّهُ قَدْ خَبَّرَكُمْ أَنَّهُمْ «رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ»۳.
إِنَّ اللّهَ قَدِ اسْتَخْلَصَ الرُّسُلَ لِأَمْرِهِ، ثُمَّ اسْتَخْلَصَهُمْ مُصَدِّقِينَ لِذلِكَ فِي نُذُرِهِ، فَقَالَ: «وَ إِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلاّ خَلا فِيها نَذِيرٌ»۴ تَاهَ مَنْ جَهِلَ، وَاهْتَدى مَنْ أَبْصَرَ وَعَقَلَ ؛ إِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ: «فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِى فِى الصُّدُورِ»وَكَيْفَ يَهْتَدِي مَنْ لَمْ يُبْصِرْ؟ وَكَيْفَ يُبْصِرُ مَنْ لَمْ يُنْذَرْ؟ اتَّبِعُوا رَسُولَ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وَأَقِرُّوا بِمَا نَزَلَ مِنْ عِنْدِ اللّهِ، وَاتَّبِعُوا آثَارَ الْهُدى ؛ فَإِنَّهُمْ عَلاَمَاتُ الْأَمَانَةِ وَالتُّقى.
وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ لَوْ أَنْكَرَ رَجُلٌ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ عليه‏السلام، وَأَقَرَّ بِمَنْ سِوَاهُ مِنَ الرُّسُلِ، لَمْ يُؤمِنْ ؛ اقْتَصُّوا۵ الطَّرِيقَ بِالْتِمَاسِ الْمَنَارِ، وَالْتَمِسُوا مِنْ وَرَاءِ الْحُجُبِ الاْثَارَ ؛ تَسْتَكْمِلُوا أَمْرَ دِينِكُمْ، وَتُؤمِنُوا بِاللّهِ رَبِّكُمْ».

۱۵۴۲.۴. عَنْهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْجَعْفَرِيِّ:
عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا، عَنْ أَبِيهِ عليهماالسلام، قَالَ: «رَفَعَ۶ إِلى رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله قَوْمٌ فِي بَعْضِ غَزَوَاتِهِ، فَقَالَ: مَنِ الْقَوْمُ؟ فَقَالُوا: مُؤمِنُونَ يَا رَسُولَ اللّهِ، قَالَ: وَمَا بَلَغَ مِنْ

1.. الأعراف ۷ : ۳۱ .

2.. اقتباس من الآية ۳۶ من سورة النور ۲۴ : «فِى بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَ الْأَصَالِ» .

3.. النور ۲۴ : ۳۷ . وفي الوافي : «واُوِّلَ الزينة بمعرفة الإمام ، والمسجد بمطلق العبادة ، والبيوت ببيوت أهل العصمة سلام اللّه‏ عليهم ، والرجال بهم عليهم‏السلام .

4.. فاطر ۳۵ : ۲۴ .

5.. قَصَّ أثره : تتبّعه . وكذلك اقتصّ أثره وتقصّص أثره . الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۰۵۱ قصص .

6.. في مرآة العقول : «رفع إلى رسول اللّه‏ ، كمنع على البناء المعلوم ، أي أسرعوا إليه. أو على بناء المجهول أي ظهروا ؛ فإنّ الرفع ملزوم للظهور.. .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 17783
صفحه از 803
پرینت  ارسال به