689
الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني

عَمِلْتُ، أَوْ عَمَلاً أَعْمَلُهُ.
قَالَ: قُلْ.
قَالَ: وَ أَيَّ شَيْءٍ أَقُولُ يَا أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ؟
قَالَ: قُلْ كَمَا أَقُولُ: يَا نُورِي فِي كُلِّ ظُلْمَةٍ، وَ يَا أُنْسِي فِي كُلِّ وَحْشَةٍ، وَ يَا رَجَائِي فِي كُلِّ كُرْبَةٍ، وَ يَا ثِقَتِي فِي كُلِّ شِدَّةٍ، وَ يَا دَلِيلِي فِي الضَّلاَلَةِ، أَنْتَ دَلِيلِي إِذَا انْقَطَعَتْ دَلاَلَةُ الْأَدِلاَّءِ؛ فَإِنَّ دَلاَلَتَكَ لاَ تَنْقَطِعُ، وَ لاَ يَضِلُّ مَنْ هَدَيْتَ، أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَأَسْبَغْتَ، وَ رَزَقْتَنِي فَوَفَّرْتَ، وَ غَذَّيْتَنِي فَأَحْسَنْتَ غِذَائِي، وَ أَعْطَيْتَنِي فَأَجْزَلْتَ۱ بِلاَ اسْتِحْقَاقٍ لِذلِكَ بِفِعْلٍ مِنِّي، وَ لكِنِ ابْتِدَاءً مِنْكَ لِكَرَمِكَ وَ جُودِكَ، فَتَقَوَّيْتُ بِكَرَمِكَ عَلى مَعَاصِيكَ، وَ تَقَوَّيْتُ بِرِزْقِكَ عَلى سَخَطِكَ، وَ أَفْنَيْتُ عُمُرِي فِيمَا لاَ تُحِبُّ، فَلَمْ يَمْنَعْكَ جُرْأَتِي عَلَيْكَ، وَ رُكُوبِي لِمَا نَهَيْتَنِي عَنْهُ، وَ دُخُولِي فِيمَا حَرَّمْتَ عَلَيَّ أَنْ عُدْتَ۲ عَلَيَّ بِفَضْلِكَ؛ وَ لَمْ يَمْنَعْنِي حِلْمُكَ عَنِّي، وَ عَوْدُكَ عَلَيَّ بِفَضْلِكَ أَنْ عُدْتُ فِي مَعَاصِيكَ؛ فَأَنْتَ الْعَوَّادُ بِالْفَضْلِ، وَ أَنَا الْعَوَّادُ بِالْمَعَاصِي، فَيَا أَكْرَمَ مَنْ أُقِرَّ لَهُ بِذَنْبٍ، وَ أَعَزَّ مَنْ خُضِعَ لَهُ بِذُلٍّ، لِكَرَمِكَ أَقْرَرْتُ بِذَنْبِي، وَ لِعِزِّكَ خَضَعْتُ بِذُلِّي، فَمَا أَنْتَ صَانِعٌ بِي فِي كَرَمِكَ؛ وَ إِقْرَارِي بِذَنْبِي، وَ عِزِّكَ، وَ خُضُوعِي بِذُلِّي: افْعَلْ بِي مَا أَنْتَ أَهْلُهُ، وَ لاَ تَفْعَلْ بِي مَا أَنَا أَهْلُهُ».

تَمَّ كِتَابُ الدُّعَاءِ، ويَتْلُوهُ كِتَابُ فَضْلِ الْقُرآنِ.

1.. أجزلتُ له من العَطاء ، أي أكثرت . الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۶۵۵ جزل .

2.. عاد بمعروفه عَودا : أفضل . والاسم : العائدة . المصباح المنير ، ص ۴۳۶ عاد .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
688

الْمَطْلُوبُ أَنَا أَلْفَيْتَنِي؛ عَبْدُكَ ابْنُ عَبْدِكَ ابْنُ أَمَتِكَ بَيْنَ يَدَيْكَ، مَا شِئْتَ صَنَعْتَ بِيَ.
اللّهُمَّ هَدَأَتِ الْأَصْوَاتُ، وَ سَكَنَتِ الْحَرَكَاتُ، وَ خَلاَ كُلُّ حَبِيبٍ بِحَبِيبِهِ، وَ خَلَوْتُ بِكَ، أَنْتَ الْمَحْبُوبُ إِلَيَّ، فَاجْعَلْ خَلْوَتِي مِنْكَ اللَّيْلَةَ الْعِتْقَ مِنَ النَّارِ.
يَا مَنْ لَيْسَتْ لِعَالِمٍ فَوْقَهُ صِفَةٌ۱، يَا مَنْ لَيْسَ لِمَخْلُوقٍ دُونَهُ مَنَعَةٌ۲، يَا أَوَّلُ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَ يَا آخِرُ بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ، يَا مَنْ لَيْسَ لَهُ عُنْصُرٌ۳، وَ يَا مَنْ لَيْسَ لآِخِرِهِ فَنَاءٌ، وَ يَا أَكْمَلَ مَنْعُوتٍ، وَ يَا أَسْمَحَ الْمُعْطِينَ، وَ يَا مَنْ يَفْقَهُ۴ بِكُلِّ لُغَةٍ يُدْعى بِهَا، وَ يَا مَنْ عَفْوُهُ قَدِيمٌ، وَ بَطْشُهُ شَدِيدٌ، وَ مُلْكُهُ مُسْتَقِيمٌ، أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي شَافَهْتَ بِهِ مُوسى، يَا أَللّهُ،
يَا رَحْمَانُ، يَا رَحِيمُ، يَا لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ.
اللّهُمَّ أَنْتَ الصَّمَدُ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ أَنْ تُدْخِلَنِيَ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ».

۳۴۷۱.۳۴. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ يُونُسَ، قَالَ:
قُلْتُ لِلرِّضَا عليه‏السلام: عَلِّمْنِي دُعَاءً، وَ أَوْجِزْ، فَقَالَ: «قُلْ: يَا مَنْ دَلَّنِي عَلى نَفْسِهِ، وَ ذَلَّلَ قَلْبِي بِتَصْدِيقِهِ، أَسْأَلُكَ الْأَمْنَ وَ الاْءِيمَانَ».

۳۴۷۲.۳۵. عَلِيُّ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام: «أَنَّ رَجُلاً أَتى أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ، كَانَ لِي مَالٌ وَرِثْتُهُ، وَ لَمْ أُنْفِقْ مِنْهُ دِرْهَماً فِي طَاعَةِ اللّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، ثُمَّ اكْتَسَبْتُ مِنْهُ مَالاً، فَلَمْ أُنْفِقْ مِنْهُ دِرْهَماً فِي طَاعَةِ اللّهِ، فَعَلِّمْنِي دُعَاءً يُخْلِفُ۵ عَلَيَّ مَا مَضى، وَ يَغْفِرُ لِي مَا

1.. في مرآة العقول : «لعلّ المراد : لايمكن للعلماء أن يبالغوا في صفة حتّى يكون أكثر ممّا هو عليه ، بل كلّما بالغوا فيه فهم مقصّرون .

2.. في النهاية : يقال : قوم ليس لهم منعة ، أي قوّة تمنع من يريدهم بسوء ، وقد يفتح النون». راجع : النهاية ، ج ۴ ، ص ۳۶۵ منع .

3.. «العنصر » بضمّ العين وفتح الصاد : الأصل . وقد تضمّ الصاد. النهاية ، ج ۳ ، ص ۳۰۹ عنصر.

4.. يقال : فَقِه يَفقَه فِقْها : إذا فَهِم . ترتيب كتاب العين ، ج ۳ ، ص ۱۴۱۰ فقه .

5.. أخلف عليك خيرا ، أي أبدلك بما ذهب منك وعوّضك عنه . النهاية، ج ۲ ، ص ۶۶ خلف .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18294
صفحه از 803
پرینت  ارسال به