685
الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني

ابْنُ مَحْبُوبٍ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ أَنَّهُ ذَكَرَ أَيْضاً مِثْلَهُ. وَ ذَكَرَ أَنَّهُ دُعَاءُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللّه‏ِ عَلَيْهِمَا، وَ زَادَ فِي آخِرِهِ: «آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ».

۳۴۶۹.۳۲. ابْنُ مَحْبُوبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا نُوحٌ أَبُو الْيَقْظَانِ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: «ادْعُ بِهذَا الدُّعَاءِ: اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي لاَ تُنَالُ مِنْكَ إِلاَّ بِرِضَاكَ، وَ الْخُرُوجَ مِنْ جَمِيعِ مَعَاصِيكَ، وَ الدُّخُولَ فِي كُلِّ مَا يُرْضِيكَ، وَ النَّجَاةَ مِنْ كُلِّ وَرْطَةٍ، وَ الْمَخْرَجَ مِنْ كُلِّ كَبِيرَةٍ أَتى بِهَا مِنِّي عَمْدٌ، أوْ زَلَّ بِهَا مِنِّي خَطَأٌ، أَوْ خَطَرَ بِهَا عَلَيَّ خَطَرَاتُ الشَّيْطَانِ۱.
أَسْأَلُكَ خَوْفاً تُوقِفُنِي بِهِ عَلى حُدُودِ رِضَاكَ، وَ تَشْعَبُ بِهِ عَنِّي كُلَّ شَهْوَةٍ خَطَرَ بِهَا هَوَايَ، وَ اسْتَزَلَّ بِهَا رَأْيِي لِيُجَاوِزَ حَدَّ حَلاَلِكَ.
أَسْأَلُكَ اللّهُمَّ الْأَخْذَ بِأَحْسَنِ مَا تَعْلَمُ، وَ تَرْكَ سَيِّئِ كُلِّ مَا تَعْلَمُ، أَوْ أَخْطَأُ مِنْ حَيْثُ لاَ أَعْلَمُ، أَوْ مِنْ حَيْثُ أَعْلَمُ.
أَسْأَلُكَ السَّعَةَ فِي الرِّزْقِ، وَ الزُّهْدَ فِي الْكَفَافِ، وَ الْمَخْرَجَ بِالْبَيَانِ مِنْ كُلِّ شُبْهَةٍ، وَ الصَّوَابَ فِي كُلِّ حُجَّةٍ، وَ الصِّدْقَ فِي جَمِيعِ الْمَوَاطِنِ، وَ إِنْصَافَ النَّاسِ مِنْ نَفْسِي فِيمَا عَلَيَّ وَ لِي، وَ التَّذَلُّلَ فِي إِعْطَاءِ النَّصَفِ۲ مِنْ جَمِيعِ مَوَاطِنِ السَّخَطِ وَ الرِّضَا، وَ تَرْكَ قَلِيلِ الْبَغْيِ وَ كَثِيرِهِ فِي الْقَوْلِ مِنِّي وَ الْفِعْلِ، وَ تَمَامَ نِعْمَتِكَ فِي جَمِيعِ الْأَشْيَاءِ، وَ الشُّكْرَ لَكَ عَلَيْهَا لِكَيْ تَرْضى وَ بَعْدَ الرِّضَا.
وَ أَسْأَلُكَ الْخِيَرَةَ۳ فِي كُلِّ مَا يَكُونُ فِيهِ الْخِيَرَةُ بِمَيْسُورِ الْأُمُورِ كُلِّهَا، لاَ بِمَعْسُورِهَا يَا

1.. في شرح المازندراني ، ج ۱۰ ، ص ۴۳۴ : «أي اهتزّ بسببها وساوس الشيطان ، من قولهم : خطر الرمح يخطر ، وخطر بسيفه : إذا هزّه وحرّكه متعرّضا للمبارزة ، وإسناده إلى خطرات الشيطان إسناد إلى السبب مجازا .

2.. «النَّصَف » و «النَّصَفة » : اسم الإنصاف ، وهو العدل . وتفسيره : أن تعطيه من نفسك النِّصف ، أي تعطي من نفسك ما يستحقّ من الحقّ كما تأخذه . ترتيب كتاب العين ، ج ۳ ، ص ۱۷۹۹ نصف .

3.. خار الشيء : انتقاه ، كتخيّره . والاسم الخِيَرَة ، بالكسر . القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۵۵۰ خير .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
684

رَبِّ، كَيْفَ أَطْلُبُ شَهَوَاتِ الدُّنْيَا وَ أَبْكِي عَلى خَيْبَتِي فِيهَا وَ لاَ أَبْكِي وَ تَشْتَدُّ حَسَرَاتِي عَلى عِصْيَانِي وَ تَفْرِيطِي؟
رَبِّ، دَعَتْنِي دَوَاعِي الدُّنْيَا، فَأَجَبْتُهَا سَرِيعاً، وَ رَكَنْتُ إِلَيْهَا طَائِعاً، وَ دَعَتْنِي دَوَاعِي
الاْخِرَةِ، فَتَثَبَّطْتُ۱ عَنْهَا، وَ أَبْطَأْتُ فِي الاْءِجَابَةِ وَ الْمُسَارَعَةِ إِلَيْهَا، كَمَا سَارَعْتُ إِلى دَوَاعِي الدُّنْيَا وَ حُطَامِهَا الْهَامِدِ۲، وَ هَشِيمِهَا الْبَائِدِ۳، وَ سَرَابِهَا الذَّاهِبِ.
رَبِّ، خَوَّفْتَنِي وَ شَوَّقْتَنِي، وَ احْتَجَجْتَ عَلَيَّ بِرِقِّي، وَ كَفَلْتَ لِي بِرِزْقِي، فَأَمِنْتُ خَوْفَكَ، وَ تَثَبَّطْتُ عَنْ تَشْوِيقِكَ، وَ لَمْ أَتَّكِلْ عَلى ضَمَانِكَ، وَ تَهَاوَنْتُ بِاحْتِجَاجِكَ.
اللّهُمَّ فَاجْعَلْ أَمْنِي مِنْكَ فِي هذِهِ الدُّنْيَا خَوْفاً، وَ حَوِّلْ تَثَبُّطِي شَوْقاً، وَ تَهَاوُنِي بِحُجَّتِكَ فَرَقاً مِنْكَ، ثُمَّ رَضِّنِي بِمَا قَسَمْتَ لِي مِنْ رِزْقِكَ، يَا كَرِيمُ، أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظِيمِ رِضَاكَ عِنْدَ السَّخْطَةِ، وَ الْفَرْجَةَ عِنْدَ الْكُرْبَةِ، وَ النُّورَ عِنْدَ الظُّلْمَةِ، وَالْبَصِيرَةَ عِنْدَ تَشَبُّهِ الْفِتْنَةِ.
رَبِّ، اجْعَلْ جُنَّتِي۴ مِنْ خَطَايَايَ حَصِينَةً، وَ دَرَجَاتِي فِي الْجِنَانِ رَفِيعَةً، وَ أَعْمَالِي كُلَّهَا مُتَقَبَّلَةً، وَ حَسَنَاتِي مُضَاعَفَةً زَاكِيَةً، وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفِتَنِ كُلِّهَا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَ مَا بَطَنَ، وَ مِنْ رَفِيعِ المَطْعَمِ وَ الْمَشْرَبِ، وَ مِنْ شَرِّ مَا أَعْلَمُ، وَ مِنْ شَرِّ مَا لاَ أَعْلَمُ، وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ أَشْتَرِيَ الْجَهْلَ بِالْعِلْمِ، وَ الْجَفَاءَ۵ بِالْحِلْمِ، وَ الْجَوْرَ بِالْعَدْلِ، وَ الْقَطِيعَةَ بِالْبِرِّ، وَالْجَزَعَ بِالصَّبْرِ، وَ الْهُدى بِالضَّلاَلَةِ۶، وَ الْكُفْرَ بِالاْءِيمَانِ».

1.. ثبّطه تثبيطا : قَعَد به عن الأمر وشغله عنه و منعه تخذيلاً ونحوه . المصباح المنير، ص ۸۰ ثبط. والمعنى: تعوّقتها واشتغلت عنها بغيرها . راجع : شرح المازندراني ، ج ۱۱ ، ص ۴۳۲ .

2.. شبّه متاع الدنيا بالحطام ، وهو بالضمّ ما تكسر من اليبس . ووصف الحطام بالهامد ـ وهو البالي المسودّ المتغيّر اليابس من النبات ـ للمبالغة في ذمّه وتكسّره ، وعدم نضارته ، وخروجه عن حدّ الانتفاع به .

3.. الهشيم من النبات : اليابس المتكسّر ، والشجرة البالية يأخذها الحاطب كيف يشاء . فعيل بمعنى مفعول . و«البائد» : الهالك . من باد بمعنى هلك وذهب وانقطع .

4.. «الجُنّة » : الدِّرع . وكلّ ما وقاك فهو جُنّتك . ترتيب كتاب العين ، ج ۱ ، ص ۳۲۴ جنّ .

5.. «الجفاء» : ترك الصِّلَة والبرِّ ، وغِلَظ الطبع . النهاية، ج ۱، ص ۲۸۱ جفا.

6.. في شرح المازندراني : «الظاهر أنّ فيه قلبا . وفي المصباح : أو الضلالة بالهدى» .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18623
صفحه از 803
پرینت  ارسال به