683
الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني

رَبِّ، مَنْ أَرْجُوهُ إِنْ لَمْ تَرْحَمْنِي؟ أَوْ مَنْ يَعُودُ عَلَيَّ إِنْ أَقْصَيْتَنِي؟ أَوْ مَنْ يَنْفَعُنِي عَفْوُهُ إِنْ عَاقَبْتَنِي؟ أَوْ مَنْ آمُلُ عَطَايَاهُ إِنْ حَرَمْتَنِي؟ أَوْ مَنْ يَمْلِكُ كَرَامَتِي إِنْ أَهَنْتَنِي؟ أَوْ مَنْ يَضُرُّنِي هَوَانُهُ إِنْ أَكْرَمْتَنِي؟
رَبِّ، مَا أَسْوَأَ فِعْلِي! وَ أَقْبَحَ عَمَلِي! وَ أَقْسى قَلْبِي! وَ أَطْوَلَ أَمَلِي! وَ أَقْصَرَ أَجَلِي ! وَ أَجْرَأَنِي عَلى عِصْيَانِ مَنْ خَلَقَنِي!
رَبِّ، وَ مَا أَحْسَنَ بَلاَءَكَ عِنْدِي! وَ أَظْهَرَ نَعْمَاءَكَ عَلَيَّ! كَثُرَتْ عَلَيَّ مِنْكَ النِّعَمُ فَمَا أُحْصِيهَا، وَ قَلَّ مِنِّيَ الشُّكْرُ فِيمَا أَوْلَيْتَنِيهِ، فَبَطِرْتُ۱ بِالنِّعَمِ، وَ تَعَرَّضْتُ لِلنِّقَمِ، وَ سَهَوْتُ عَنِ الذِّكْرِ، وَ رَكِبْتُ الْجَهْلَ بَعْدَ الْعِلْمِ، وَ جُزْتُ مِنَ الْعَدْلِ إِلَى الظُّلْمِ، وَ جَاوَزْتُ الْبِرَّ۲ إِلَى الاْءِثْمِ، وَ صِرْتُ إِلَى الْهَرَبِ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْحُزْنِ، فَمَا أَصْغَرَ حَسَنَاتِي وَ أَقَلَّهَا فِي كَثْرَةِ ذُنُوبِي! وَ مَا أَكْثَرَ ذُنُوبِي وَ أَعْظَمَهَا عَلى قَدْرِ صِغَرِ خَلْقِي وَ ضَعْفِ رُكْنِي۳!
رَبِّ، وَ مَا أَطْوَلَ أَمَلِي فِي قِصَرِ أَجَلِي! وَ أَقْصَرَ أَجَلِي فِي بُعْدِ أَمَلِي! وَ مَا أَقْبَحَ سَرِيرَتِي فِي عَلاَنِيَتِي!
رَبِّ، لاَ حُجَّةَ لِي إِنِ احْتَجَجْتُ، وَ لاَ عُذْرَ لِي إِنِ اعْتَذَرْتُ، وَ لاَ شُكْرَ عِنْدِي إِنِ ابْتُلِيتُ، وَ أُولِيتُ۴ إِنْ لَمْ تُعِنِّي عَلى شُكْرِ مَا أُولِيتُ.
رَبِّ، مَا أَخَفَّ مِيزَانِي غَداً إِنْ لَمْ تُرَجِّحْهُ! وَ أَزَلَّ لِسَانِي إِنْ لَمْ تُثَبِّتْهُ! وَ أَسْوَدَ وَجْهِي إِنْ لَمْ تُبَيِّضْهُ!
رَبِّ، كَيْفَ لِي بِذُنُوبِيَ الَّتِي سَلَفَتْ مِنِّي قَدْ هَدَّتْ لَهَا أَرْكَانِي؟

1.. «البَطَر » : الطغيان عند النعمة وطولِ الغنى . النهاية ، ج ۱ ، ص ۱۳۵ بطر.

2.. «البِرّ » : الطاعة والعبادة . النهاية، ج ۱ ، ص ۱۱۶ برر.

3.. في شرح المازندراني : «ركن كلّ شخص جوارحه وجوانبه التي يستند إليها ويقوم بها ، وأيضا عشيرته الذين يستند إليهم كما يستند إلى الركن من الحائط . والأوّل هنا أنسب ، والثاني محتمل » .

4.. في شرح المازندراني : «الابتلاء كما يكون بالمحنة والعطيّة كذلك يكون بالمحنة والبليّة ، وهي أولى بالإرادة هنا ؛ للفرار عن وسمة التكرار . وفيه دلالة على أنّه تعالى يستحقّ الشكر في الحالين » .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
682

لَكَ بِرَقَبَتِهِ، وَ رَغِمَ لَكَ أَنْفَهُ۱، وَ عَفَّرَ۲ لَكَ وَجْهَهُ، وَ ذَلَّلَ لَكَ نَفْسَهُ، وَ فَاضَتْ مِنْ خَوْفِكَ دُمُوعُهُ، وَ تَرَدَّدَتْ عَبْرَتُهُ، وَ اعْتَرَفَ لَكَ بِذُنُوبِهِ، وَ فَضَحَتْهُ عِنْدَكَ خَطِيئَتُهُ، وَ شَانَتْهُ عِنْدَكَ جَرِيرَتُهُ، وَ ضَعُفَتْ عِنْدَ ذلِكَ قُوَّتُهُ، وَ قَلَّتْ حِيلَتُهُ، وَ انْقَطَعَتْ عَنْهُ أَسْبَابُ خَدَائِعِهِ، وَ اضْمَحَلَّ عَنْهُ كُلُّ بَاطِلٍ، وَ أَلْجَأَتْهُ ذُنُوبُهُ إِلى ذُلِّ۳ مَقَامِهِ بَيْنَ يَدَيْكَ، وَ خُضُوعِهِ لَدَيْكَ، وَ ابْتِهَالِهِ إِلَيْكَ.
أَسْأَلُكَ اللّهُمَّ سُؤالَ مَنْ هُوَ بِمَنْزِلَتِهِ، أَرْغَبُ إِلَيْكَ كَرَغْبَتِهِ، وَ أَتَضَرَّعُ إِلَيْكَ كَتَضَرُّعِهِ،
وَ أَبْتَهِلُ۴ إِلَيْكَ كَأَشَدِّ ابْتِهَالِهِ.
اللّهُمَّ فَارْحَمِ اسْتِكَانَةَ۵ مَنْطِقِي، وَ ذُلَّ مُقَامِي وَ مَجْلِسِي وَ خُضُوعِي إِلَيْكَ بِرَقَبَتِي؛ أَسْأَلُكَ اللّهُمَّ الْهُدى مِنَ الضَّلاَلَةِ، وَ الْبَصِيرَةَ مِنَ الْعَمى، وَ الرُّشْدَ مِنَ الْغَوَايَةِ۶؛ وَ أَسْأَلُكَ اللّهُمَّ أَكْثَرَ الْحَمْدِ عِنْدَ الرَّخَاءِ، وَ أَجْمَلَ الصَّبْرِ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ، وَ أَفْضَلَ الشُّكْرِ عِنْدَ مَوْضِعِ الشُّكْرِ، وَ التَّسْلِيمَ عِنْدَ الشُّبُهَاتِ.
وَ أَسْأَلُكَ الْقُوَّةَ فِي طَاعَتِكَ، وَ الضَّعْفَ عَنْ مَعْصِيَتِكَ، وَ الْهَرَبَ إِلَيْكَ مِنْكَ، وَ التَّقَرُّبَ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضى، وَ التَّحَرِّيَ۷ لِكُلِّ مَا يُرْضِيكَ عَنِّي فِي إِسْخَاطِ خَلْقِكَ؛ الْتِمَاساً لِرِضَاكَ.

1.. أرغم اللّه‏ أنْفه ، أي ألصقه بالرَّغام ، و هو التراب . ثمّ استعمل في الذلّ والانقياد على كُره . النهاية ، ج ۲ ، ص ۲۳۸ رغم.

2.. التعفير : أن يسمح المصلّي جبينه في حال السجود على العَفَر ، وهو التراب . مجمع البحرين ، ج ۳ ، ص ۴۰۸ عفر.

3.. «الذلّ » بكسر الذال : السهولة ، وبضمّها : ضدّ العزّ ، وكلاهما محتمل .

4.. «الابتهال » : التضرّع والمبالغة في السؤال . النهاية، ج ۱ ، ص ۱۶۷ بهل .

5.. في شرح المازندراني : «استكانته، من الكون ، أي سار له كون خلاف كونه ، كاستحال : إذا تغيّر من حال إلى حال » .

6.. غوى غَيّا : انهمك في الجهل ، وهو خلاف الرشد . والاسم : الغَواية . المصباح المنير ، ص ۴۵۷ غوى.

7.. «التحرّي»: القَصد والاجتهاد في الطلب، والعَزم على تخصيص الشيء بالفعل والقول. النهاية، ج ۱، ص ۳۷۶ حرا.

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 22861
صفحه از 803
پرینت  ارسال به