679
الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني

عَاجِلِ مَعَاشِي عَنْ آجِلِ ثَوَابِ آخِرَتِي، وَ اشْغَلْ قَلْبِي بِحِفْظِ مَا لاَ تَقْبَلُ مِنِّي جَهْلَهُ، وَ ذَلِّلْ لِكُلِّ خَيْرٍ لِسَانِي، وَ طَهِّرْ قَلْبِي مِنَ الرِّيَاءِ، وَ لاَ تُجْرِهِ فِي مَفَاصِلِي، وَ اجْعَلْ عَمَلِي خَالِصاً لَكَ.
اللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ وَ أَنْوَاعِ الْفَوَاحِشِ كُلِّهَا ـ ظَاهِرِهَا وَ بَاطِنِهَا وَ غَفَلاَتِهَا ـ وَ جَمِيعِ مَا يُرِيدُنِي بِهِ الشَّيْطَانُ الرَّجِيمُ، وَ مَا يُرِيدُنِي بِهِ السُّلْطَانُ الْعَنِيدُ، مِمَّا أَحَطْتَ بِعِلْمِهِ، وَ أَنْتَ الْقَادِرُ عَلى صَرْفِهِ عَنِّي.
اللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ طَوَارِقِ۱ الْجِنِّ وَ الاْءِنْسِ، وَ زَوَابِعِهِمْ۲، وَ بَوَائِقِهِمْ۳، وَ مَكَايِدِهِمْ، وَ مَشَاهِدِ الْفَسَقَةِ مِنَ الْجِنِّ وَ الاْءِنْسِ، وَ أَنْ أُسْتَزَلَّ عَنْ دِينِي، فَتَفْسُدَ عَلَيَّ آخِرَتِي، وَ أَنْ يَكُونَ ذلِكَ مِنْهُمْ ضَرَراً عَلَيَّ فِي مَعَاشِي، أَوْ يَعْرِضَ بَلاَءٌ يُصِيبُنِي مِنْهُمْ لاَ قُوَّةَ لِي بِهِ، وَ لاَ صَبْرَ لِي عَلَى احْتِمَالِهِ، فَلاَ تَبْتَلِيَنِّي يَا إِلهِي، بِمُقَاسَاتِهِ۴؛ فَيَمْنَعَنِي ذلِكَ عَنْ ذِكْرِكَ، وَ يَشْغَلَنِي عَنْ عِبَادَتِكَ؛ أَنْتَ الْعَاصِمُ الْمَانِعُ الدَّافِعُ، الْوَاقِي مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ.
أَسْأَلُكَ اللّهُمَّ الرَّفَاهِيَةَ فِي مَعِيشَتِي مَا أَبْقَيْتَنِي، مَعِيشَةً أَقْوى بِهَا عَلى طَاعَتِكَ، وَ أَبْلُغُ بِهَا رِضْوَانَكَ، وَ أَصِيرُ بِهَا إِلى دَارِ الْحَيَوَانِ۵ غَداً، وَ لاَ تَرْزُقْنِي رِزْقاً يُطْغِينِي، وَ لاَ تَبْتَلِيَنِّي بِفَقْرٍ أَشْقى بِهِ مُضَيَّقاً عَلَيَّ، أَعْطِنِي حَظّاً وَافِراً فِي آخِرَتِي، وَ مَعَاشاً وَاسِعاً هَنِيئاً مَرِيئاً فِي دُنْيَايَ، وَ لاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا عَلَيَّ سِجْناً، وَ لاَ تَجْعَلْ فِرَاقَهَا عَلَيَّ حُزْناً، أَجِرْنِي مِنْ فِتْنَتِهَا، وَ اجْعَلْ عَمَلِي فِيهَا مَقْبُولاً، وَ سَعْيِي فِيهَا مَشْكُوراً.

1.. في شرح المازندراني : «كلّ آتٍ في الليل بخيرٍ أو شرّ طارق . سمّي به لحاجته إلى طرق الباب ، وهو دقّه . والمراد به هنا : الطارق بالشرّ » .

2.. «الزَّوبَعَة » : اسم شيطان ، أو رئيس الجنّ . والجمع : زوابع . مجمع البحرين، ج ۴ ، ص ۳۴۱ زبع .

3.. «بوائقهم » ، أي غوائلهم وشرورهم . واحدها : بائقة ، وهي الداهية . النهاية، ج ۱ ، ص ۱۶۲ بوق.

4.. «المقاساة» : معالجة الأمر ومكابَدَته . ترتيب كتاب العين ، ج ۳ ، ص ۱۴۷۷ قسو.

5.. «الحيوان » : الحياة . وقوله تعالى : «وَ إِنَّ الدَّارَ الْأَخِرَةَ لَهِىَ الْحَيَوَانُ» [العنكبوت ۲۹ : ۶۴] أي ليس فيها إلاّ حياة مستمرّة دائمة خالدة لا موت فيها ، فكأنّها في ذاتها حياة . مجمع البحرين ، ج ۱ ، ص ۱۱۵ حيي.


الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
678

لِبَعْضِ شَأْنِكَ، فَقَالَ: ذَاكَ جَبْرَئِيلُ عليه‏السلام يَا أَبَا ذَرٍّ، وَ قَدْ قَالَ: أَمَا لَوْ سَلَّمَ عَلَيْنَا لَرَدَدْنَا عَلَيْهِ. فَلَمَّا عَلِمَ أَبُو ذَرٍّ أَنَّهُ كَانَ جَبْرَئِيلَ عليه‏السلام، دَخَلَهُ مِنَ النَّدَامَةِ ـ حَيْثُ لَمْ يُسَلِّمْ عَلَيْهِ ـ مَا شَاءَ اللّهُ.
فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَا هذَا الدُّعَاءُ الَّذِي تَدْعُو بِهِ؟ فَقَدْ أَخْبَرَنِي جَبْرَئِيلُ عليه‏السلام أَنَّ لَكَ دُعَاءً تَدْعُو بِهِ مَعْرُوفاً فِي السَّمَاءِ.
فَقَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللّهِ، أَقُولُ: اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْأَمْنَ وَ الاْءِيمَانَ بِكَ، وَ التَّصْدِيقَ بِنَبِيِّكَ، وَ الْعَافِيَةَ مِنْ جَمِيعِ الْبَلاَءِ، وَ الشُّكْرَ عَلَى الْعَافِيَةِ، وَ الْغِنى عَنْ شِرَارِ النَّاسِ».

۳۴۶۳.۲۶. عَلِيٌّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ:
أَخَذْتُ هذَا الدُّعَاءَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عليهماالسلام، قَالَ: وَ كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‏السلام
يُسَمِّيهِ الْجَامِعَ ۱:
«بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، آمَنْتُ بِاللّهِ، وَ بِجَمِيعِ رُسُلِهِ، وَ بِجَمِيعِ مَا أَنْزَلَ بِهِ عَلى جَمِيعِ الرُّسُلِ، وَ أَنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقٌّ، وَ لِقَاءَهُ حَقٌّ، وَ صَدَقَ اللّهُ، وَ بَلَّغَ الْمُرْسَلُونَ، وَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَ سُبْحَانَ اللّهِ كُلَّمَا سَبَّحَ اللّهَ شَيْءٌ، وَ كَمَا يُحِبُّ اللّهُ أَنْ يُسَبَّحَ، وَ الْحَمْدُ لِلّهِ كُلَّمَا حَمِدَ اللّهَ شَيْءٌ، وَ كَمَا يُحِبُّ اللّهُ أَنْ يُحْمَدَ، وَ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ كُلَّمَا هَلَّلَ اللّهَ شَيْءٌ، وَ كَمَا يُحِبُّ اللّهُ أَنْ يُهَلَّلَ، وَ اللّهُ أَكْبَرُ كُلَّمَا كَبَّرَ اللّهَ شَيْءٌ، وَ كَمَا يُحِبُّ اللّهُ أَنْ يُكَبَّرَ.
اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مَفَاتِيحَ الْخَيْرِ، وَ خَوَاتِيمَهُ، وَ سَوَابِغَهُ، وَ فَوَائِدَهُ، وَ بَرَكَاتِهِ، وَ مَا بَلَغَ عِلْمَهُ عِلْمِي، وَ مَا قَصَرَ عَنْ إِحْصَائِهِ حِفْظِي.
اللّهُمَّ انْهَجْ۲ لِي أَسْبَابَ مَعْرِفَتِهِ، وَ افْتَحْ لِي أَبْوَابَهُ، وَ غَشِّنِي بَرَكَاتِ رَحْمَتِكَ، وَ مُنَّ عَلَيَّ بِعِصْمَةٍ عَنِ الاْءِزَالَةِ عَنْ دِينِكَ، وَ طَهِّرْ قَلْبِي مِنَ الشَّكِّ، وَ لاَ تَشْغَلْ قَلْبِي بِدُنْيَايَ، وَ

1.. «في النهاية: الجامع من الدعاء ، هو الذي يجمع الأغراض الصالحة والمقاصد الصحيحة ، أو يجمع الثناء على اللّه‏ تعالى وآداب المسألة » . راجع : النهاية ، ج ۱۰ ، ص ۲۹۵ جمع .

2.. في شرح المازندراني : «اللّهمّ انهج ...، أي أبن وأوضح ، من نهجت الطريق : إذا أبنته وأوضحته » .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 22878
صفحه از 803
پرینت  ارسال به