اللّهُمَّ غَارَتِ النُّجُومُ، وَ نَامَتِ الْعُيُونُ، وَ أَنْتَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ، لاَ يُوَارِي مِنْكَ لَيْلٌ
سَاجٍ۱، وَ لاَ سَمَاءٌ ذَاتُ أَبْرَاجٍ، وَ لاَ أَرْضٌ ذَاتُ مِهَادٍ۲، وَ لاَ بَحْرٌ لُجِّيٌّ۳، وَ لاَ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ، تُدْلِجُ۴ الرَّحْمَةَ عَلى مَنْ تَشَاءُ مِنْ خَلْقِكَ، تَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَ مَا تُخْفِي الصُّدُورُ۵، أَشْهَدُ بِمَا شَهِدْتَ بِهِ عَلى نَفْسِكَ، وَ شَهِدَتْ مَلاَئِكَتُكَ وَ أُولُو الْعِلْمِ، لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، وَ مَنْ لَمْ يَشْهَدْ عَلى ما شَهِدْتَ بِهِ عَلى نَفْسِكَ، وَ شَهِدَتْ مَلاَئِكَتُكَ وَ أُولُو الْعِلْمِ، فَاكْتُبْ شَهَادَتِي مَكَانَ شَهَادَتِهِمْ.
اللّهُمَّ أَنْتَ السَّلاَمُ، وَ مِنْكَ السَّلاَمُ، أَسْأَلُكَ يَا ذَا الْجَلاَلِ وَ الاْءِكْرَامِ، أَنْ تَفُكَّ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ».
۳۴۶۲.۲۵. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْخَثْعَمِيِّ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليهالسلام، قَالَ: «إِنَّ أَبَا ذَرٍّ أَتى رَسُولَ اللّهِ صلىاللهعليهوآله وَ مَعَهُ جَبْرَئِيلُ عليهالسلام فِي صُورَةِ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ وَ قَدِ اسْتَخْلاَهُ رَسُولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله، فَلَمَّا رَآهُمَا انْصَرَفَ عَنْهُمَا، وَ لَمْ يَقْطَعْ كَلاَمَهُمَا، فَقَالَ جَبْرَئِيلُ عليهالسلام: يَا مُحَمَّدُ، هذَا أَبُو ذَرٍّ قَدْ مَرَّ بِنَا وَ لَمْ يُسَلِّمْ عَلَيْنَا، أَمَا لَوْ سَلَّمَ لَرَدَدْنَا عَلَيْهِ ؛ يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ لَهُ دُعَاءً يَدْعُو بِهِ مَعْرُوفاً عِنْدَ أَهْلِ السَّمَاءِ، فَسَلْهُ عَنْهُ إِذَا عَرَجْتُ إِلَى السَّمَاءِ.
فَلَمَّا ارْتَفَعَ جَبْرَئِيلُ جَاءَ أَبُو ذَرٍّ إِلَى النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله: مَا مَنَعَكَ ـ يَا أَبَا ذَرٍّ ـ أَنْ تَكُونَ سَلَّمْتَ عَلَيْنَا حِينَ مَرَرْتَ بِنَا؟
فَقَالَ: ظَنَنْتُ ـ يَا رَسُولَ اللّهِ ـ أَنَّ الَّذِي كَانَ مَعَكَ دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ قَدِ اسْتَخْلَيْتَهُ
1.. في شرح المازندراني : «المواراة : الستر. و«ساج » : اسم فاعل من سجا بمعنى : رَكَد واستقرّ . ويمكن أن يكون من سجّى بمعنى غطّى.
2.. في شرح المازندراني : «المُهْدَة : ما ارتفع من الأرض ، أو ما انخفض منها في سهولة واستواء» .
3.. في النهاية : لُجّة البحر : معظمه » . راجع : النهاية ، ج ۴ ، ص ۲۳۳ لجج.
4.. «الإدلاج » : السير في الليل كلّه ، أو السير في أوّله ، أو السير في السحر .
5.. إشارة إلى الآية ۱۹ من سورة غافر ۴۰ .