عَلَى الْبِرِّ، وَالصِّدْقِ، وَالْيَقِينِ، وَالرِّضَا، وَالْوَفَاءِ، وَالْعِلْمِ، وَالْحِلْمِ، ثُمَّ قَسَمَ ذلِكَ بَيْنَ النَّاسِ، فَمَنْ جَعَلَ فِيهِ هذِهِ السَّبْعَةَ الْأَسْهُمِ، فَهُوَ كَامِلٌ مُحْتَمِلٌ، وَ قَسَمَ لِبَعْضِ النَّاسِ السَّهْمَ، وَلِبَعْضٍ السَّهْمَيْنِ، وَلِبَعْضٍ الثَّلاَثَةَ حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى السَّبْعَةِ». ثُمَّ قَالَ: «لاَ تَحْمِلُوا عَلى صَاحِبِ السَّهْمِ سَهْمَيْنِ، وَلاَ عَلى صَاحِبِ السَّهْمَيْنِ ثَلاَثَةً ؛ فَتَبْهَضُوهُمْ». ثُمَّ قَالَ كَذلِكَ حَتّى يَنْتَهِيَ إِلَى السَّبْعَةِ.
۱۵۳۱.۲. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى جَمِيعاً، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ، عَنْ أَبِي الْيَقْظَانِ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ الضَّحَّاكِ ـ: رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا
ـ سَرَّاجٍ وَكَانَ خَادِماً لِأَبِي عَبْدِ اللّهِ عليهالسلام ـ قَالَ:
بَعَثَنِي أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليهالسلام فِي حَاجَةٍ ـ وَ هُوَ بِالْحِيرَةِ ـ أَنَا وَجَمَاعَةً مِنْ مَوَالِيهِ، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا فِيهَا، ثُمَّ رَجَعْنَا مُغْتَمِّينَ، قَالَ: وَكَانَ فِرَاشِي فِي الْحَائِرِ الَّذِي كُنَّا فِيهِ نُزُولاً، فَجِئْتُ ـ وَ أَنَا بِحَالٍ ـ فَرَمَيْتُ بِنَفْسِي، فَبَيْنَا أَنَا كَذلِكَ إِذَا أَنَا بِأَبِي عَبْدِ اللّهِ عليهالسلام قَدْ أَقْبَلَ، قَالَ: فَقَالَ: «قَدْ أَتَيْنَاكَ»، أَوْ قَالَ: «جِئْنَاكَ»، فَاسْتَوَيْتُ جَالِساً، وَجَلَسَ عَلى صَدْرِ فِرَاشِي، فَسَأَلَنِي عَمَّا بَعَثَنِي لَهُ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَحَمِدَ اللّهَ.
ثُمَّ جَرى ذِكْرُ قَوْمٍ، فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنَّا نَبْرَأُ مِنْهُمْ ؛ إِنَّهُمْ لاَ يَقُولُونَ مَا نَقُولُ، قَالَ: فَقَالَ: «يَتَوَلَّوْنَا وَلاَ يَقُولُونَ مَا تَقُولُونَ، تَبْرَؤُونَ مِنْهُمْ؟» قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «فَهُوَ ذَا عِنْدَنَا مَا لَيْسَ عِنْدَكُمْ، فَيَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَبْرَأَ مِنْكُمْ؟» قَالَ: قُلْتُ: لاَ، جُعِلْتُ فِدَاكَ، قَالَ: «وَ هُوَ ذَا عِنْدَ اللّهِ مَا لَيْسَ عِنْدَنَا، أَ فَتَرَاهُ اطَّرَحَنَا؟» قَالَ: قُلْتُ: لاَ وَاللّهِ جُعِلْتُ فِدَاكَ، مَا نَفْعَلُ؟
قَالَ: «فَتَوَلَّوْهُمْ وَلاَ تَبَرَّؤُوا مِنْهُمْ ؛ إِنَّ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مَنْ لَهُ سَهْمٌ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَهُ سَهْمَانِ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَهُ ثَلاَثَةُ أَسْهُمٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَهُ أَرْبَعَةُ أَسْهُمٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَهُ خَمْسَةُ أَسْهُمٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَهُ سِتَّةُ أَسْهُمٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَهُ سَبْعَةُ أَسْهُمٍ، فَلَيْسَ يَنْبَغِي أَنْ يُحْمَلَ صَاحِبُ السَّهْمِ عَلى مَا عَلَيْهِ صَاحِبُ السَّهْمَيْنِ، وَلاَ صَاحِبُ السَّهْمَيْنِ عَلى مَا عَلَيْهِ صَاحِبُ الثَّلاَثَةِ، وَلاَ صَاحِبُ الثَّلاَثَةِ عَلى مَا عَلَيْهِ صَاحِبُ الْأَرْبَعَةِ، وَلاَ صَاحِبُ الْأَرْبَعَةِ عَلى مَا عَلَيْهِ صَاحِبُ الْخَمْسَةِ، وَلاَ صَاحِبُ الْخَمْسَةِ عَلى مَا عَلَيْهِ صَاحِبُ السِّتَّةِ، وَلاَ صَاحِبُ السِّتَّةِ عَلى مَا عَلَيْهِ صَاحِبُ السَّبْعَةِ.