589
الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني

قَالَ: فَلَمْ أَدَعْ شَيْئاً مِمَّا حَضَرَنِي ذِكْرُهُ مِنْ هذَا وَ شِبْهِهِ إِلاَّ ذَكَرْتُهُ.
فَقَالَ لِي: «إِذَا كَانَ ذلِكَ، فَادْعُهُمْ إِلَى الْمُبَاهَلَةِ۱» قُلْتُ: وَ كَيْفَ أَصْنَعُ؟ قَالَ: «أَصْلِحْ نَفْسَكَ» ثَلاَثاً وَ أَظُنُّهُ قَالَ: «وَ صُمْ وَ اغْتَسِلْ وَ ابْرُزْ أَنْتَ وَ هُوَ إِلَى الْجَبَّانِ۲، فَشَبِّكْ أَصَابِعَكَ مِنْ يَدِكَ الْيُمْنى فِي أَصَابِعِهِ، ثُمَّ أَنْصِفْهُ، وَ ابْدَأْ بِنَفْسِكَ، وَ قُلِ: "اللّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ، وَ رَبَّ الْأَرَضِينَ السَّبْعِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَ الشَّهَادَةِ، الرَّحْمنَ الرَّحِيمَ، إِنْ كَانَ أَبُو مَسْرُوقٍ جَحَدَ حَقّاً وَ ادَّعى بَاطِلاً، فَأَنْزِلْ عَلَيْهِ حُسْبَاناً۳ مِنَ السَّمَاءِ أَوْ عَذَاباً أَلِيماً"، ثُمَّ رُدَّ الدَّعْوَةَ عَلَيْهِ، فَقُلْ: وَ إِنْ كَانَ فُلاَنٌ جَحَدَ حَقّاً وَ ادَّعى بَاطِلاً، فَأَنْزِلْ عَلَيْهِ حُسْبَاناً مِنَ السَّمَاءِ أَوْ عَذَاباً أَلِيماً».
ثُمَّ قَالَ لِي: «فَإِنَّكَ لاَ تَلْبَثُ أَنْ تَرى ذلِكَ فِيهِ» فَوَ اللّهِ مَا وَجَدْتُ خَلْقاً يُجِيبُنِي إِلَيْهِ.

۳۲۵۶.۲. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ مَخْلَدٍ أَبِي الشُّكْرِ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ:
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام، قَالَ: «السَّاعَةُ الَّتِي تُبَاهِلُ فِيهَا مَا بَيْنَ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلى طُلُوعِ الشَّمْسِ».

عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مَخْلَدٍ أَبِي الشُّكْرِ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام، مِثْلَهُ.

1.. «المباهلة » : الملاعنة ، وهو أن يجتمع القوم إذا اختلفوا في شيء ، فيقولوا : لعنة اللّه‏ على الظالم منّا . النهاية ، ص ۱۶۷ بهل .

2.. «الجَبّان » و«الجبّانة» : الصحراء ، وتسمّى بهما المقابر لأنّها تكون في الصحراء ، تسمية للشيء بموضعه . لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۸۵ جبن .

3.. «الحُسبان » : الصاعقة . ويطلق أيضا على العذاب والبلاء والشرّ . راجع : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۳۱۳ حسب .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
588

سَاجِداً، فَلَمَّا كَانَ فِي السَّحَرِ سَمِعْتُهُ يَقُولُ ـ وَ هُوَ سَاجِدٌ ـ: «اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَ لُكَ بِقُوَّتِكَ الْقَوِيَّةِ۱، وَ بِجَلاَلِكَ۲ الشَّدِيدِ الَّذِي كُلُّ خَلْقِكَ لَهُ ذَلِيلٌ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَ أَنْ تَأْخُذَهُ السَّاعَةَ السَّاعَةَ».
فَمَا رَفَعَ رَأْسَهُ حَتّى سَمِعْنَا الصَّيْحَةَ فِي دَارِ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ، فَرَفَعَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام رَأْسَهُ، وَ قَالَ: «إِنِّي دَعَوْتُ اللّهَ بِدَعْوَةٍ بَعَثَ اللّهُ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ عَلَيْهِ مَلَكاً، فَضَرَبَ رَأْسَهُ بِمِرْزَبَةٍ۳ مِنْ حَدِيدٍ انْشَقَّتْ مِنْهَا مَثَانَتُهُ، فَمَاتَ».

۳۴ ـ بَابُ الْمُبَاهَلَةِ

۳۲۵۵.۱. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي مَسْرُوقٍ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: قُلْتُ: إِنَّا نُكَلِّمُ النَّاسَ، فَنَحْتَجُّ عَلَيْهِمْ بِقَوْلِ اللّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: «أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِى الْأَمْرِ مِنْكُمْ»۴ فَيَقُولُونَ: نَزَلَتْ فِي أُمَرَاءِ السَّرَايَا۵، فَنَحْتَجُّ عَلَيْهِمْ بِقَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ: «إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ»۶ إِلى آخِرِ الاْيَةِ، فَيَقُولُونَ نَزَلَتْ فِي الْمُؤمِنِينَ، وَ نَحْتَجُّ عَلَيْهِمْ بِقَوْلِ اللّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: «قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبى»۷ فَيَقُولُونَ: نَزَلَتْ فِي قُرْبَى الْمُسْلِمِينَ.

1.. في شرح المازندراني ومرآة العقول : «القوّة والقدرة متقاربتان . ووصف القوّة بالقوّية للتأكيد إشارة إلى كمالها واستيلائها على جميع الممكنات وعدم تطرّق العجز إليها » .

2.. «الجلال » : العظمة . يقال : جلّ يَجِلّ جَلالةً : عَظُم ، فهو جليل . القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۲۹۴ جلل.

3.. و«المِرْزَبة : شِبه عُصَيّة من حديد . ترتيب كتاب العين ، ج ۱ ، ص ۶۷۳ رزب .

4.. النساء ۴ : ۵۹ .

5.. «السَّرِيّة » : قطعة من الجيش ، فعيلة بمعنى فاعِلة ؛ لأنّها تسري في خُفية . المصباح المنير، ص ۲۷۵ سرى .

6.. المائدة ۵ : ۵۵ .

7.. الشورى ۴۲ : ۲۳ .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18417
صفحه از 803
پرینت  ارسال به