قَالَ: فَلَمْ أَدَعْ شَيْئاً مِمَّا حَضَرَنِي ذِكْرُهُ مِنْ هذَا وَ شِبْهِهِ إِلاَّ ذَكَرْتُهُ.
فَقَالَ لِي: «إِذَا كَانَ ذلِكَ، فَادْعُهُمْ إِلَى الْمُبَاهَلَةِ۱» قُلْتُ: وَ كَيْفَ أَصْنَعُ؟ قَالَ: «أَصْلِحْ نَفْسَكَ» ثَلاَثاً وَ أَظُنُّهُ قَالَ: «وَ صُمْ وَ اغْتَسِلْ وَ ابْرُزْ أَنْتَ وَ هُوَ إِلَى الْجَبَّانِ۲، فَشَبِّكْ أَصَابِعَكَ مِنْ يَدِكَ الْيُمْنى فِي أَصَابِعِهِ، ثُمَّ أَنْصِفْهُ، وَ ابْدَأْ بِنَفْسِكَ، وَ قُلِ: "اللّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ، وَ رَبَّ الْأَرَضِينَ السَّبْعِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَ الشَّهَادَةِ، الرَّحْمنَ الرَّحِيمَ، إِنْ كَانَ أَبُو مَسْرُوقٍ جَحَدَ حَقّاً وَ ادَّعى بَاطِلاً، فَأَنْزِلْ عَلَيْهِ حُسْبَاناً۳ مِنَ السَّمَاءِ أَوْ عَذَاباً أَلِيماً"، ثُمَّ رُدَّ الدَّعْوَةَ عَلَيْهِ، فَقُلْ: وَ إِنْ كَانَ فُلاَنٌ جَحَدَ حَقّاً وَ ادَّعى بَاطِلاً، فَأَنْزِلْ عَلَيْهِ حُسْبَاناً مِنَ السَّمَاءِ أَوْ عَذَاباً أَلِيماً».
ثُمَّ قَالَ لِي: «فَإِنَّكَ لاَ تَلْبَثُ أَنْ تَرى ذلِكَ فِيهِ» فَوَ اللّهِ مَا وَجَدْتُ خَلْقاً يُجِيبُنِي إِلَيْهِ.
۳۲۵۶.۲. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ مَخْلَدٍ أَبِي الشُّكْرِ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ:
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام، قَالَ: «السَّاعَةُ الَّتِي تُبَاهِلُ فِيهَا مَا بَيْنَ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلى طُلُوعِ الشَّمْسِ».
عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مَخْلَدٍ أَبِي الشُّكْرِ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام، مِثْلَهُ.
1.. «المباهلة » : الملاعنة ، وهو أن يجتمع القوم إذا اختلفوا في شيء ، فيقولوا : لعنة اللّه على الظالم منّا . النهاية ، ص ۱۶۷ بهل .
2.. «الجَبّان » و«الجبّانة» : الصحراء ، وتسمّى بهما المقابر لأنّها تكون في الصحراء ، تسمية للشيء بموضعه . لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۸۵ جبن .
3.. «الحُسبان » : الصاعقة . ويطلق أيضا على العذاب والبلاء والشرّ . راجع : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۳۱۳ حسب .