سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «ثَلاَثَةٌ تُرَدُّ عَلَيْهِمْ دَعْوَتُهُمْ: رَجُلٌ رَزَقَهُ اللّهُ مَالاً، فَأَنْفَقَهُ فِي غَيْرِ وَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا رَبِّ ارْزُقْنِي، فَيُقَالُ لَهُ: أَ لَمْ أَرْزُقْكَ؟ وَ رَجُلٌ دَعَا عَلَى امْرَأَتِهِ وَ هُوَ لَهَا ظَالِمٌ۱، فَيُقَالُ لَهُ: أَ لَمْ أَجْعَلْ أَمْرَهَا بِيَدِكَ؟ وَ رَجُلٌ جَلَسَ فِي بَيْتِهِ، وَ قَالَ: يَا رَبِّ ارْزُقْنِي، فَيُقَالُ لَهُ: أَ لَمْ أَجْعَلْ لَكَ السَّبِيلَ إِلى طَلَبِ الرِّزْقِ».
۳۳ ـ بَابُ الدُّعَاءِ عَلَى الْعَدُوِّ
۳۲۵۰.۱. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ جَبَلَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ:
شَكَوْتُ إِلى أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليهالسلام جَاراً لِي وَ مَا أَلْقى مِنْهُ۲، قَالَ: فَقَالَ لِيَ: «ادْعُ عَلَيْهِ»
قَالَ: فَفَعَلْتُ، فَلَمْ أَرَ شَيْئاً، فَعُدْتُ إِلَيْهِ، فَشَكَوْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ لِيَ: «ادْعُ عَلَيْهِ»: فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، قَدْ فَعَلْتُ، فَلَمْ أَرَ شَيْئاً، فَقَالَ: «كَيْفَ دَعَوْتَ عَلَيْهِ؟» فَقُلْتُ: إِذَا لَقِيتُهُ دَعَوْتُ عَلَيْهِ، قَالَ: فَقَالَ: «ادْعُ عَلَيْهِ إِذَا أقْبَلَ وَ إِذَا اسْتَدْبَرَ» فَفَعَلْتُ، فَلَمْ أَلْبَثْ حَتّى أَرَاحَ اللّهُ مِنْهُ.
۳۲۵۱.۲. وَ رُوِيَ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عليهالسلام، قَالَ:
«إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ عَلى أَحَدٍ، قَالَ: اللّهُمَّ اطْرُقْهُ بِلَيْلَةٍ۳ لاَ أُخْتَ لَهَا، وَ أَبِحْ حَرِيمَهُ۴».
۳۲۵۲.۳. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ:
1.. في شرح المازندراني ومرآة العقول : «وهو لها ظالم ، بسبب الدعاء عليها ؛ لأنّ دعاءه عليها مع قدرته على التخلّص بوجه آخر ظلم » .
2.. في الوافي : «وما ألقى منه ، يعني من الأذى ، ولعلّه كان عدوّا دينيّا له وإنّما يؤذيه من هذه الجهة ، وإلاّ لما استحقّ ذلك منه» .
3.. في مرآة العقول : المعنى، انزل عليه أو لايبقى بعدها إلى ليلة اُخرى .
4.. إباحة الحريم : كناية عن تسليط الأعادي واستيلائهم عليه ، وهتك عرضه ، وكشف معائبه وإذلاله . قال المجلسي : «وإنّما يدعى بذلك لمن يستحقّ ذلك من الكفّار والمخالفين » .