587
الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام: إِنَّ لِي جَاراً مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ آلِ مُحْرِزٍ قَدْ نَوَّهَ۱ بِاسْمِي وَ شَهَرَنِي، كُلَّمَا مَرَرْتُ بِهِ قَالَ: هذَا الرَّافِضِيُّ يَحْمِلُ الْأَمْوَالَ إِلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ.
قَالَ: فَقَالَ لِيَ: «ادْعُ اللّهَ عَلَيْهِ إِذَا كُنْتَ فِي صَلاَةِ اللَّيْلِ وَ أَنْتَ سَاجِدٌ فِي السَّجْدَةِ الْأَخِيرَةِ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ، فَاحْمَدِ اللّهَ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ وَ مَجِّدْهُ، وَ قُلِ: اللّهُمَّ إِنَّ فُلاَنَ بْنَ فُلاَنٍ قَدْ شَهَرَنِي، وَ نَوَّهَ بِي، وَ غَاظَنِي، وَ عَرَضَنِي لِلْمَكَارِهِ؛ اللّهُمَّ اضْرِبْهُ بِسَهْمٍ عَاجِلٍ تَشْغَلْهُ بِهِ عَنِّي؛ اللّهُمَّ وَ قَرِّبْ أَجَلَهُ، وَ اقْطَعْ أَثَرَهُ، وَ عَجِّلْ ذلِكَ يَا رَبِّ السَّاعَةَ السَّاعَةَ».
قَالَ: فَلَمَّا قَدِمْنَا الْكُوفَةَ قَدِمْنَا لَيْلاً، فَسَأَلْتُ أَهْلَنَا عَنْهُ: قُلْتُ: مَا فَعَلَ فُلاَنٌ؟ فَقَالُوا: هُوَ مَرِيضٌ، فَمَا انْقَضى آخِرُ كَلاَمِي حَتّى سَمِعْتُ الصِّيَاحَ مِنْ مَنْزِلِهِ، وَ قَالُوا: قَدْ مَاتَ.

۳۲۵۳.۴. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ سَالِمٍ، قَالَ:
كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، فَقَالَ لَهُ الْعَلاَءُ بْنُ كَامِلٍ: إِنَّ فُلاَناً يَفْعَلُ بِي وَ يَفْعَلُ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَدْعُوَ اللّهَ عَزَّ وَ جَلَّ.
فَقَالَ: «هذَا ضَعْفٌ بِكَ، قُلِ: اللّهُمَّ إِنَّكَ تَكْفِي مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَ لاَ يَكْفِي مِنْكَ شَيْءٌ، فَاكْفِنِي أَمْرَ فُلاَنٍ بِمَ شِئْتَ، وَ كَيْفَ شِئْتَ، وَ مِنْ حَيْثُ شِئْتَ، وَ أَنّى شِئْتَ».

۳۲۵۴.۵. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ الْمِسْمَعِيِّ، قَالَ:
لَمَّا قَتَلَ دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُعَلَّى بْنَ خُنَيْسٍ۲، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام: «لَأَدْعُوَنَّ اللّهَ عَلى مَنْ قَتَلَ مَوْلاَيَ، وَ أَخَذَ مَالِي» فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ: إِنَّكَ لَتُهَدِّدُنِي بِدُعَائِكَ؟
قَالَ حَمَّادٌ: قَالَ الْمِسْمَعِيُّ: فَحَدَّثَنِي مُعَتِّبٌ أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام لَمْ يَزَلْ لَيْلَتَهُ رَاكِعاً وَ

1.. نُهت بالشيء ، ونوّهت به : إذا رفعت ذكره . ترتيب كتاب العين ، ج ۳ ، ص ۱۸۵۵ نوه .

2.. داود بن عليّ ، هو والي المدينة من قبل أبي العبّاس عبداللّه‏ السفّاح ، وكانت ولايته ثلاثة أشهر . «والمعلّي بن خنيس كان مولى الصادق عليه‏السلام» .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
586

سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «ثَلاَثَةٌ تُرَدُّ عَلَيْهِمْ دَعْوَتُهُمْ: رَجُلٌ رَزَقَهُ اللّهُ مَالاً، فَأَنْفَقَهُ فِي غَيْرِ وَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا رَبِّ ارْزُقْنِي، فَيُقَالُ لَهُ: أَ لَمْ أَرْزُقْكَ؟ وَ رَجُلٌ دَعَا عَلَى امْرَأَتِهِ وَ هُوَ لَهَا ظَالِمٌ۱، فَيُقَالُ لَهُ: أَ لَمْ أَجْعَلْ أَمْرَهَا بِيَدِكَ؟ وَ رَجُلٌ جَلَسَ فِي بَيْتِهِ، وَ قَالَ: يَا رَبِّ ارْزُقْنِي، فَيُقَالُ لَهُ: أَ لَمْ أَجْعَلْ لَكَ السَّبِيلَ إِلى طَلَبِ الرِّزْقِ».

۳۳ ـ بَابُ الدُّعَاءِ عَلَى الْعَدُوِّ

۳۲۵۰.۱. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ جَبَلَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ:
شَكَوْتُ إِلى أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام جَاراً لِي وَ مَا أَلْقى مِنْهُ۲، قَالَ: فَقَالَ لِيَ: «ادْعُ عَلَيْهِ»
قَالَ: فَفَعَلْتُ، فَلَمْ أَرَ شَيْئاً، فَعُدْتُ إِلَيْهِ، فَشَكَوْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ لِيَ: «ادْعُ عَلَيْهِ»: فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، قَدْ فَعَلْتُ، فَلَمْ أَرَ شَيْئاً، فَقَالَ: «كَيْفَ دَعَوْتَ عَلَيْهِ؟» فَقُلْتُ: إِذَا لَقِيتُهُ دَعَوْتُ عَلَيْهِ، قَالَ: فَقَالَ: «ادْعُ عَلَيْهِ إِذَا أقْبَلَ وَ إِذَا اسْتَدْبَرَ» فَفَعَلْتُ، فَلَمْ أَلْبَثْ حَتّى أَرَاحَ اللّهُ مِنْهُ.

۳۲۵۱.۲. وَ رُوِيَ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عليه‏السلام، قَالَ:
«إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ عَلى أَحَدٍ، قَالَ: اللّهُمَّ اطْرُقْهُ بِلَيْلَةٍ۳ لاَ أُخْتَ لَهَا، وَ أَبِحْ حَرِيمَهُ۴».

۳۲۵۲.۳. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ:

1.. في شرح المازندراني ومرآة العقول : «وهو لها ظالم ، بسبب الدعاء عليها ؛ لأنّ دعاءه عليها مع قدرته على التخلّص بوجه آخر ظلم » .

2.. في الوافي : «وما ألقى منه ، يعني من الأذى ، ولعلّه كان عدوّا دينيّا له وإنّما يؤذيه من هذه الجهة ، وإلاّ لما استحقّ ذلك منه» .

3.. في مرآة العقول : المعنى، انزل عليه أو لايبقى بعدها إلى ليلة اُخرى .

4.. إباحة الحريم : كناية عن تسليط الأعادي واستيلائهم عليه ، وهتك عرضه ، وكشف معائبه وإذلاله . قال المجلسي : «وإنّما يدعى بذلك لمن يستحقّ ذلك من الكفّار والمخالفين » .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18174
صفحه از 803
پرینت  ارسال به