57
الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني

اللّهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ فَرَضَ الاْءِيمَانَ عَلى جَوَارِحِ بَنِي آدَمَ، وَقَسَّمَهُ عَلَيْهَا، وَفَرَّقَهُ عَلَيْهَا ؛ فَلَيْسَ مِنْ جَوَارِحِهِمْ جَارِحَةٌ إِلاَّ وَهِيَ مُوَكَّلَةٌ مِنَ الاْءِيمَانِ بِغَيْرِ مَا وُكِّلَتْ بِهِ أُخْتُهَا، فَمِنْهَا قَلْبُهُ الَّذِي بِهِ يَعْقِلُ وَيَفْقَهُ وَيَفْهَمُ، وَهُوَ أَمِيرُ بَدَنِهِ الَّذِي لاَ تُورَدُ۱ الْجَوَارِحُ وَلاَ تَصْدُرُ إِلاَّ عَنْ رَأْيِهِ وَأَمْرِهِ، وَمِنْهَا يَدَاهُ اللَّتَانِ يَبْطِشُ بِهِمَا، وَرِجْلاَهُ اللَّتَانِ يَمْشِي بِهِمَا، وَفَرْجُهُ الَّذِي الْبَاهُ مِنْ قِبَلِهِ، وَلِسَانُهُ الَّذِي يَنْطِقُ بِهِ الْكِتَابُ۲، وَيَشْهَدُ بِهِ عَلَيْهَا، وَعَيْنَاهُ اللَّتَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا، وَأُذُنَاهُ اللَّتَانِ يَسْمَعُ بِهِمَا.
وَ فَرَضَ عَلَى الْقَلْبِ غَيْرَ مَا فَرَضَ عَلَى اللِّسَانِ، وَفَرَضَ عَلَى اللِّسَانِ غَيْرَ مَا فَرَضَ عَلَى الْعَيْنَيْنِ، وَفَرَضَ عَلَى الْعَيْنَيْنِ غَيْرَ مَا فَرَضَ عَلَى السَّمْعِ، وَفَرَضَ عَلَى السَّمْعِ غَيْرَ مَا فَرَضَ عَلَى الْيَدَيْنِ، وَفَرَضَ عَلَى الْيَدَيْنِ غَيْرَ مَا فَرَضَ عَلَى الرِّجْلَيْنِ، وَفَرَضَ عَلَى الرِّجْلَيْنِ غَيْرَ مَا فَرَضَ عَلَى الْفَرْجِ، وَفَرَضَ عَلَى الْفَرْجِ غَيْرَ مَا فَرَضَ عَلَى الْوَجْهِ.
فَأَمَّا مَا فَرَضَ عَلَى الْقَلْبِ مِنَ الاْءِيمَانِ، فَالاْءِقْرَارُ وَالْمَعْرِفَةُ وَالتَّصْدِيقُ وَالتَّسْلِيمُ وَالْعَقْدُ وَالرِّضَا بِأَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، أَحَداً صَمَداً، لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَلاَ وَلَداً، وَأَنَّ مُحَمَّداً صلى‏الله‏عليه‏و‏آله عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ».

۱۵۲۸.۸. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصِ بْنِ خَارِجَةَ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام يَقُولُ ـ وَ سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ قَوْلِ الْمُرْجِئَةِ۳ فِي الْكُفْرِ وَالاْءِيمَانِ،

1.. في مرآة العقول : «وقوله : لا تورد ، على بناء المجهول ، والأصحّ : لا ترد ، كما في بعض النسخ هنا أيضا» . وهو الذي مرّ في الحديث الأوّل .

2.. في شرح المازندراني ، ج ۸ ، ص ۱۱۶ : «قراءة الكتاب بضمّ الكاف وشدّ التاء وإرادة الحفظة بعيدة» . وفي مرآة العقول ، ج ۷ ، ص ۲۴۷ : «قوله : ينطق به الكتاب ، يظهر ممّا مرّ أنّه سقط هنا نحو من سطرين من «ينطق به» إلى «ينطق به» ـ أي في ضمن الحديث الأوّل من هذا الباب ـ .

3.. اختُلف في المرجئة . فقيل : هم فرقة من فرق الإسلام يعتقدون أنّه لا يضرّ مع الإيمان معصية ، كما لا ينفع مع الكفر طاعة .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
56

۱۵۲۶.۶. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ، قَالَ:
سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام عَنِ الاْءِيمَانِ، فَقَالَ: «شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللّهِ».
قَالَ: قُلْتُ: أَ لَيْسَ هذَا عَمَلٌ؟ قَالَ: «بَلى». قُلْتُ: فَالْعَمَلُ مِنَ الاْءِيمَانِ؟ قَالَ: «لاَ يَثْبُتُ لَهُ الاْءِيمَانُ إِلاَّ بِالْعَمَلِ، وَالْعَمَلُ مِنْهُ».

۱۵۲۷.۷. بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْعَبَّاسِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُيَسِّرٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عَمْرٍو النَّصِيبِيِّ، قَالَ:
سَأَلَ رَجُلٌ الْعَالِمَ عليه‏السلام، فَقَالَ: أَيُّهَا الْعَالِمُ، أَخْبِرْنِي أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ عِنْدَ اللّهِ؟
قَالَ: «مَا لاَ يُقْبَلُ عَمَلٌ إِلاَّ بِهِ» فَقَالَ: وَمَا ذلِكَ؟ قَالَ: «الاْءِيمَانُ بِاللّهِ الَّذِي هُوَ۱ أَعْلَى الْأَعْمَالِ دَرَجَةً، وَأَسْنَاهَا۲ حَظّاً، وَأَشْرَفُهَا مَنْزِلَةً».
قُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنِ الاْءِيمَانِ: أَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ، أَمْ قَوْلٌ بِلاَ عَمَلٍ؟
قَالَ: «الاْءِيمَانُ عَمَلٌ كُلُّهُ، وَالْقَوْلُ بَعْضُ ذلِكَ الْعَمَلِ، بِفَرْضٍ مِنَ اللّهِ، بَيَّنَهُ فِي كِتَابِهِ، وَاضِحٍ نُورُهُ، ثَابِتَةٍ حُجَّتُهُ، يَشْهَدُ بِهِ الْكِتَابُ، وَيَدْعُو إِلَيْهِ».
قُلْتُ: صِفْ لِي ذلِكَ حَتّى أَفْهَمَهُ.
فَقَالَ: «إِنَّ الاْءِيمَانَ حَالاَتٌ وَدَرَجَاتٌ وَطَبَقَاتٌ وَمَنَازِلُ، فَمِنْهُ التَّامُّ الْمُنْتَهِي تَمَامُهُ، وَمِنْهُ النَّاقِصُ الْمُنْتَهِي نُقْصَانُهُ۳، وَمِنْهُ الزَّائِدُ الرَّاجِحُ زِيَادَتُهُ».
قُلْتُ: وَإِنَّ الاْءِيمَانَ لَيَتِمُّ وَيَزِيدُ وَيَنْقُصُ؟ قَالَ: «نَعَمْ». قُلْتُ: وَ كَيْفَ ذلِكَ؟ قَالَ: «إِنَّ

1.. في مرآة العقول : «هو ـ أي هذا الخبر ـ جزء من الحديث الأوّل بتغييرات مخلّة ، منها قوله : باللّه‏ الذي هو ؛ فإنّ الصحيح : باللّه‏ الذي لا إله إلاّ هو» .

2.. «أسناها» ، أي أرفعها ، من السناء : الرفعة. وأسناه : رَفَعه . القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۷۰۱ سنى .

3.. في مرآة العقول: «وقوله: المنتهي نقصانه، كأنّ البيّن نقصانه أصحّ». وهو الذي مرّ في الحديث الأوّل صدر الباب.

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18215
صفحه از 803
پرینت  ارسال به