53
الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني

كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ»۱ يَعْنِي بِالْجُلُودِ الْفُرُوجَ وَالْأَفْخَاذَ، وَقَالَ: «وَ لا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤ'c۷دَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤلاً»۲ فَهذَا مَا فَرَضَ اللّهُ عَلَى الْعَيْنَيْنِ مِنْ غَضِّ الْبَصَرِ عَمَّا حَرَّمَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَهُوَ عَمَلُهُمَا، وَهُوَ مِنَ الاْءِيمَانِ.
وَ فَرَضَ اللّهُ عَلَى الْيَدَيْنِ أَنْ لاَ يَبْطِشَ بِهِمَا إِلى مَا حَرَّمَ اللّهُ، وَأَنْ يَبْطِشَ بِهِمَا إِلى مَا أَمَرَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَفَرَضَ عَلَيْهِمَا مِنَ الصَّدَقَةِ وَصِلَةِ الرَّحِمِ وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالطَّهُورِ لِلصَّلاَةِ، فَقَالَ: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ»۳ وَقَالَ: «فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمّا فِداءً حَتّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها»۴ فَهذَا مَا فَرَضَ اللّهُ عَلَى الْيَدَيْنِ ؛ لِأَنَّ الضَّرْبَ مِنْ عِلاَجِهِمَا.
وَ فَرَضَ عَلَى الرِّجْلَيْنِ أَنْ لاَ يَمْشِيَ بِهِمَا إِلى شَيْءٍ مِنْ مَعَاصِي اللّهِ، وَفَرَضَ عَلَيْهِمَا الْمَشْيَ إِلى مَا يُرْضِي اللّهَ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ: «وَ لا تَمْشِ فِى الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولاً»۵ وَقَالَ: «وَ اقْصِدْ فِى مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ»۶ وَقَالَ ـ فِيمَا شَهِدَتِ الْأَيْدِي وَالْأَرْجُلُ عَلى أَنْفُسِهِمَا، وَعَلى أَرْبَابِهِمَا مِنْ تَضْيِيعِهِمَا لِمَا أَمَرَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ، وَفَرَضَهُ عَلَيْهِمَا ـ: «الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ»۷ فَهذَا أَيْضاً مِمَّا فَرَضَ اللّهُ عَلَى الْيَدَيْنِ وَعَلَى الرِّجْلَيْنِ، وَهُوَ عَمَلُهُمَا، وَهُوَ مِنَ الاْءِيمَانِ.
وَ فَرَضَ عَلَى الْوَجْهِ السُّجُودَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ فِي مَوَاقِيتِ الصَّلاَةِ، فَقَالَ: «يا أَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ»۸ فَهذِهِ فَرِيضَةٌ

1.. فصّلت ۴۱ : ۲۲ .

2.. الإسراء ۱۷ : ۳۶ .

3.. المائدة ۵ : ۶ .

4.. محمّد ۴۷ : ۴ .

5.. الإسراء ۱۷ : ۳۷ .

6.. لقمان ۳۱ : ۱۹ .

7.. يس ۳۶ : ۶۵ .

8.. الحجّ ۲۲ : ۷۷ .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
52

وَ فَرَضَ عَلَى السَّمْعِ أَنْ يَتَنَزَّهَ عَنِ الاِسْتِمَاعِ إِلى مَا حَرَّمَ اللّهُ، وَأَنْ يُعْرِضَ عَمَّا لاَ يَحِلُّ لَهُ مِمَّا نَهَى اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عَنْهُ، وَالاْءِصْغَاءِ إِلى مَا أَسْخَطَ اللّهَ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ فِي ذلِكَ: «وَ قَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِى الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللّهِ يُكْفَرُ بِها وَيُسْتَهْزَأُ بِها فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتّى يَخُوضُوا فِى حَدِيثٍ غَيْرِهِ»۱ ثُمَّ اسْتَثْنَى اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مَوْضِعَ النِّسْيَانِ، فَقَالَ: «وَ إِمّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ الظّالِمِينَ»۲ وَقَالَ: «فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللّهُ وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ»۳ وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: «قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِى صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ»۴ وَقَالَ: «وَ إِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقالُوا لَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ»۵ وَقَالَ: «وَ إِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً»۶ فَهذَا مَا فَرَضَ اللّهُ عَلَى السَّمْعِ مِنَ الاْءِيمَانِ أَنْ لاَ يُصْغِيَ إِلى مَا لاَ يَحِلُّ لَهُ، وَهُوَ عَمَلُهُ، وَهُوَ مِنَ الاْءِيمَانِ.
وَ فَرَضَ عَلَى الْبَصَرِ أَنْ لاَ يَنْظُرَ إِلى مَا حَرَّمَ اللّهُ عَلَيْهِ، وَأَنْ يُعْرِضَ عَمَّا نَهَى اللّهُ عَنْهُ مِمَّا لاَ يَحِلُّ لَهُ، وَهُوَ عَمَلُهُ، وَهُوَ مِنَ الاْءِيمَانِ، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالى: «قُلْ لِلْمُؤمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ»، فَنَهَاهُمْ أَنْ يَنْظُرُوا إِلى عَوْرَاتِهِمْ، وَأَنْ يَنْظُرَ الْمَرْءُ إِلى فَرْجِ أَخِيهِ، وَيَحْفَظَ فَرْجَهُ أَنْ يُنْظَرَ إِلَيْهِ، وَ قَالَ:
«وَ قُلْ لِلْمُؤمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ»۷ مِنْ أَنْ تَنْظُرَ إِحْدَاهُنَّ إِلى فَرْجِ أُخْتِهَا، وَتَحْفَظَ فَرْجَهَا مِنْ أَنْ يُنْظَرَ إِلَيْهَا ـ وَ قَالَ ـ: كُلُّ شَيْءٍ فِي الْقُرْآنِ مِنْ حِفْظِ الْفَرْجِ فَهُوَ مِنْ الزِّنى إِلاَّ هذِهِ الاْيَةَ ؛ فَإِنَّهَا مِنَ النَّظَرِ.
ثُمَّ نَظَمَ مَا فَرَضَ عَلَى الْقَلْبِ وَاللِّسَانِ وَالسَّمْعِ وَالْبَصَرِ فِي آيَةٍ أُخْرى، فَقَالَ: «وَما

1.. النساء ۴ : ۱۴۰ .

2.. الأنعام ۶ : ۶۸ .

3.. الزمر ۳۹ : ۱۷ ـ ۱۸ .

4.. المؤمنون ۲۳ : ۱ ـ ۴ .

5.. القصص۲۸: ۵۵ .

6.. الفرقان ۲۵ : ۷۲ .

7.. النور ۲۴ : ۳۰ و ۳۱ .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18529
صفحه از 803
پرینت  ارسال به