523
الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني

الدُّنْيَا، وَ كَذلِكَ وَصَفَهُمُ اللّهُ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ فَقَالَ: «وَ الَّذِينَ يُؤتُونَ ما آتَوْا وَ قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ%«$.
ثُمَّ قَالَ: «مَا الَّذِي آتَوْا؟ آتَوْا وَ اللّهِ مَعَ الطَّاعَةِ الْمَحَبَّةَ وَ الْوَلاَيَةَ، وَ هُمْ فِي ذلِكَ خَائِفُونَ، لَيْسَ خَوْفُهُمْ خَوْفَ شَكٍّ، وَ لكِنَّهُمْ خَافُوا أَنْ يَكُونُوا مُقَصِّرِينَ فِي مَحَبَّتِنَا وَ طَاعَتِنَا».

۳۰۳۶.۱۶. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِهْزَمٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ سَالِمٍ، قَالَ۱:
دَخَلَ قَوْمٌ فَوَعَظَهُمْ، ثُمَّ قَالَ: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ وَ قَدْ عَايَنَ الْجَنَّةَ وَ مَا فِيهَا، وَ عَايَنَ النَّارَ وَ مَا فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تُصَدِّقُونَ بِالْكِتَابِ۲».

۳۰۳۷.۱۷. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى، عَنْ سَمَاعَةَ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عليه‏السلام يَقُولُ: «لاَ تَسْتَكْثِرُوا كَثِيرَ الْخَيْرِ وَ تَسْتَقِلُّوا۳ قَلِيلَ الذُّنُوبِ، فَإِنَّ قَلِيلَ الذُّنُوبِ يَجْتَمِعُ حَتّى يَصِيرَ كَثِيراً؛ وَ خَافُوا اللّهَ فِي السِّرِّ حَتّى تُعْطُوا مِنْ أَنْفُسِكُمُ النَّصَفَ۴، وَ سَارِعُوا إِلى طَاعَةِ اللّهِ، وَ اصْدُقُوا الْحَدِيثَ، وَ أَدُّوا الْأَمَانَةَ، فَإِنَّمَا ذلِكَ لَكُمْ؛ وَ لاَ تَدْخُلُوا فِيمَا لاَ يَحِلُّ لَكُمْ، فَإِنَّمَا ذلِكَ عَلَيْكُمْ».

۳۰۳۸.۱۸. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ:
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «مَا أَحْسَنَ الْحَسَنَاتِ بَعْدَ السَّيِّئَاتِ! وَ مَا

1.. المرويّ عنه في الخبر يحتمل الصادق والباقر عليهماالسلام بقرينة الرواة عنمها عليهماالسلام .

2.. في مرآة العقول : «المعنى أنّ في القرآن المجيد أحوال الجنّة ودرجاتها وما فيها ، وأوصاف النار و دركاتها وما فيها ، واللّه‏ سبحانه أصدق الصادقين ؛ فمن صدّق بالكتاب كان كمن عاينهما وما فيهما ، و من عاينهما ترك المعصية قطعا ، فمن ادّعى التصديق بالكتاب و عصى ربّه فهو كاذب في دعواه ، وتصديقه ليس في درجة اليقين» .

3.. في المطبوع وبعض آخر : «ولاتستقلّوا».

4.. «النَصَف » و«النَّصَفَة » : اسم الإنصاف . ترتيب كتاب العين ، ج ۳ ، ص ۱۷۹۹.


الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
522

وَ شَنَآنِهَا، لَوِ اطَّلَعْتَ عَلى قَلْبِهِ، عَجِبْتَ مِنْ عِفَّتِهِ وَ تَوَاضُعِهِ وَ حَزْمِهِ۱.
وَ أَمَّا الرَّاغِبُ، فَلاَ يُبَالِي مِنْ أَيْنَ جَاءَتْهُ الدُّنْيَا، مِنْ حِلِّهَا أَوْ مِنْ حَرَامِهَا، وَ لاَ يُبَالِي مَا دَنَّسَ فِيهَا عِرْضَهُ، وَ أَهْلَكَ نَفْسَهُ، وَ أَذْهَبَ مُرُوءَتَهُ؛ فَهُمْ فِي غَمْرَةٍ۲ يَضْطَرِبُونَ».

۳۰۳۴.۱۴. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِيمٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: «قَالَ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّه‏ِ عَلَيْهِ: لاَ يَصْغَرُ مَا يَنْفَعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلاَ يَصْغَرُ مَا يَضُرُّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَكُونُوا فِيمَا أَخْبَرَكُمُ اللّهُ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ كَمَنْ عَايَنَ».

۳۰۳۵.۱۵. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ وَ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِيِّ جَمِيعاً، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْمِنْقَرِيِّ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام يَقُولُ: «إِنْ قَدَرْتَ أَنْ لاَ تُعْرَفَ فَافْعَلْ، وَ مَا عَلَيْكَ أَلاَّ يُثْنِيَ
عَلَيْكَ النَّاسُ، وَ مَا عَلَيْكَ أَنْ تَكُونَ مَذْمُوماً عِنْدَ النَّاسِ إِذَا كُنْتَ مَحْمُوداً عِنْدَ اللّهِ».
ثُمَّ قَالَ: «قَالَ أَبِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه‏السلام: لاَ خَيْرَ فِي الْعَيْشِ إِلاَّ لِرَجُلَيْنِ: رَجُلٍ يَزْدَادُ كُلَّ يَوْمٍ خَيْراً، وَ رَجُلٍ يَتَدَارَكُ سَيِّئَتَهُ بِالتَّوْبَةِ، وَ أَنّى لَهُ بِالتَّوْبَةِ! وَ اللّهِ، لَوْ سَجَدَ حَتّى يَنْقَطِعَ عُنُقُهُ مَا قَبِلَ اللّهُ ـ تَبَارَكَ وَ تَعَالى ـ مِنْهُ إِلاَّ بِوَلاَيَتِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ عليهم‏السلام. أَلاَ وَ مَنْ عَرَفَ حَقَّنَا، وَ رَجَا الثَّوَابَ فِينَا، وَ رَضِيَ بِقُوتِهِ۳ ـ نِصْفِ مُدٍّ۴ فِي كُلِّ يَوْمٍ ـ وَ مَا سَتَرَ عَوْرَتَهُ، وَ مَا أَكَنَّ۵ رَأْسَهُ، وَ هُمْ وَ اللّهِ فِي ذلِكَ خَائِفُونَ وَجِلُونَ، وَدُّوا أَنَّهُ حَظُّهُمْ مِنَ

1.. «الحزم » : ضبط الرجل أمره ، والحذر من فواته . النهاية، ج ۱ ، ص ۳۷۹ حزم .

2.. النهاية، ج ۳ ، ص ۳۸۴ غمر : «الغمرة : الماء الكثير».

3.. «القوت » : ما يمسك الرمق من الرزق . ترتيب كتاب العين ، ج ۳ ، ص ۱۵۳۸ قوت.

4.. «المدّ» : كيل ، وهو رِطْلٌ وثلث عند أهل الحجاز ، رطلان عند أهل العراق . المصباح المنير ، ص ۵۶۶ مدد .

5.. «الكِنّ » : كلّ شيء وقى شيئا ، فهو كِنّه وكِنانه . ترتيب كتاب العين ، ج ۳ ، ص ۱۶۰۱ كنّ .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18564
صفحه از 803
پرینت  ارسال به