ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام: «أَمَا إِنَّ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآله قَالُوا: يَا رَسُولَ اللّهِ، نَخَافُ عَلَيْنَا النِّفَاقَ».
قَالَ: فَقَالَ: «وَ لِمَ تَخَافُونَ ذلِكَ؟ قَالُوا: إِذَا كُنَّا عِنْدَكَ فَذَكَّرْتَنَا وَ رَغَّبْتَنَا، وَجِلْنَا۱ وَ نَسِينَا الدُّنْيَا وَ زَهِدْنَا، حَتّى كَأَنَّا نُعَايِنُ الاْخِرَةَ وَ الْجَنَّةَ وَ النَّارَ وَ نَحْنُ عِنْدَكَ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ، وَ دَخَلْنَا هذِهِ الْبُيُوتَ، وَ شَمِمْنَا الْأَوْلاَدَ، وَ رَأَيْنَا الْعِيَالَ وَ الْأَهْلَ، يَكَادُ أَنْ نُحَوَّلَ عَنِ الْحَالِ الَّتِي كُنَّا عَلَيْهَا عِنْدَكَ وَ حَتّى كَأَنَّا لَمْ نَكُنْ عَلى شَيْءٍ، أَ فَتَخَافُ عَلَيْنَا أَنْ يَكُونَ ذلِكَ نِفَاقاً؟
فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله: كَلاَّ إِنَّ هذِهِ خُطُوَاتُ الشَّيْطَانِ، فَيُرَغِّبُكُمْ فِي الدُّنْيَا، وَ اللّهِ لَوْ تَدُومُونَ عَلَى الْحَالَةِ الَّتِي وَصَفْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِهَا، لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلاَئِكَةُ، وَ مَشَيْتُمْ عَلَى الْمَاءِ، وَ لَوْ لاَ أَنَّكُمْ تُذْنِبُونَ فَتَسْتَغْفِرُونَ اللّهَ، لَخَلَقَ اللّهُ خَلْقاً حَتّى يُذْنِبُوا، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُوا اللّهَ، فَيَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ، إِنَّ الْمُؤمِنَ مُفَتَّنٌ۲ تَوَّابٌ، أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: «إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوّابِينَ وَ يُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ»۳ وَ قَالَ: «اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ»۴؟».
۱۸۷ ـ بَابُ الْوَسْوَسَةِ وَ حَدِيثِ النَّفْسِ
۲۹۴۲.۱. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْوَشَّاءِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ، قَالَ:
سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليهالسلام عَنِ الْوَسْوَسَةِ وَإِنْ كَثُرَتْ، فَقَالَ: «لاَ شَيْءَ فِيهَا، تَقُولُ: لاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ».
۲۹۴۳.۲. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليهالسلام، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: إِنَّهُ يَقَعُ فِي قَلْبِي أَمْرٌ عَظِيمٌ، فَقَالَ: «قُلْ: لاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ». قَالَ جَمِيلٌ: فَكُلَّمَا وَقَعَ فِي قَلْبِي شَيْءٌ، قُلْتُ: لاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ، فَيَذْهَبُ عَنِّي.