481
الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني

۱۷۹ ـ بَابُ أَدْنى مَا يَكُونُ بِهِ الْعَبْدُ مُؤمِناً أَوْ كَافِراً أَوْ ضَالاًّ

۲۹۲۲.۱. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ، عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ عَلِيّاً صَلَوَاتُ اللّه‏ِ عَلَيْهِ يَقُولُ وَ أَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ لَهُ: مَا أَدْنى مَا يَكُونُ بِهِ الْعَبْدُ مُؤمِناً، وَ أَدْنى مَا يَكُونُ بِهِ الْعَبْدُ كَافِراً، وَ أَدْنى مَا يَكُونُ بِهِ الْعَبْدُ ضَالاًّ؟
فَقَالَ لَهُ: «قَدْ سَأَلْتَ فَافْهَمِ الْجَوَابَ: أَمَّا أَدْنى مَا يَكُونُ بِهِ الْعَبْدُ مُؤمِناً: أَنْ يُعَرِّفَهُ
اللّهُ ـ تَبَارَكَ وَ تَعَالى ـ نَفْسَهُ، فَيُقِرَّ لَهُ بِالطَّاعَةِ، وَ يُعَرِّفَهُ نَبِيَّهُ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فَيُقِرَّ لَهُ بِالطَّاعَةِ، وَ يُعَرِّفَهُ إِمَامَهَ وَ حُجَّتَهُ فِي أَرْضِهِ وَ شَاهِدَهُ عَلى خَلْقِهِ، فَيُقِرَّ لَهُ بِالطَّاعَةِ».
قُلْتُ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ، وَ إِنْ جَهِلَ جَمِيعَ الْأَشْيَاءِ إِلاَّ مَا وَصَفْتَ؟
قَالَ: «نَعَمْ، إِذَا أُمِرَ أَطَاعَ، وَ إِذَا نُهِيَ انْتَهى.
وَ أَدْنى مَا يَكُونُ بِهِ الْعَبْدُ كَافِراً: مَنْ زَعَمَ أَنَّ شَيْئاً نَهَى اللّهُ عَنْهُ أَنَّ اللّهَ أَمَرَ بِهِ، وَ نَصَبَهُ دِيناً يَتَوَلّى عَلَيْهِ، وَ يَزْعُمُ أَنَّهُ يَعْبُدُ الَّذِي أَمَرَهُ بِهِ، وَ إِنَّمَا يَعْبُدُ الشَّيْطَانَ.
وَ أَدْنى مَا يَكُونُ بِهِ الْعَبْدُ ضَالاًّ: أَنْ لاَ يَعْرِفَ حُجَّةَ اللّهِ ـ تَبَارَكَ وَ تَعَالى ـ وَ شَاهِدَهُ عَلى عِبَادِهِ، الَّذِي أَمَرَ اللّهُ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ بِطَاعَتِهِ، وَ فَرَضَ وَلاَيَتَهُ».
قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ، صِفْهُمْ لِي.
فَقَالَ: «الَّذِينَ قَرَنَهُمُ اللّهُ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ بِنَفْسِهِ وَ نَبِيِّهِ، فَقَالَ: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِى الْأَمْرِ مِنْكُمْ»۱».
قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ، جَعَلَنِيَ اللّهُ فِدَاكَ، أَوْضِحْ لِي.
فَقَالَ: «الَّذِينَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فِي آخِرِ خُطْبَتِهِ يَوْمَ قَبَضَهُ اللّهُ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ

1.. النساء ۴ : ۵۹ .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
480

تَطَيَّرَ۱ وَ كَرِهَ الْمُقَامَ عَلَى الاْءِقْرَارِ بِالنَّبِيِّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فَرَجَعَ إِلَى الْوُقُوفِ وَ الشَّكِّ، فَنَصَبَ الْعَدَاوَةَ لِلّهِ وَ لِرَسُولِهِ، وَ الْجُحُودَ بِالنَّبِيِّ وَ مَا جَاءَ بِهِ».

۲۹۲۱.۲. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ، عَنْ زُرَارَةَ:
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام، قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: «وَ مِنَ النّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللّهَ عَلى حَرْفٍ».
قَالَ: «هُمْ قَوْمٌ وَحَّدُوا اللّهَ، وَ خَلَعُوا عِبَادَةَ مَنْ يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللّهِ، فَخَرَجُوا مِنَ
الشِّرْكِ، وَ لَمْ يَعْرِفُوا أَنَّ مُحَمَّداً صلى‏الله‏عليه‏و‏آله رَسُولُ اللّهِ، فَهُمْ يَعْبُدُونَ اللّهَ عَلى شَكٍّ فِي مُحَمَّدٍ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وَ مَا جَاءَ بِهِ، فَأَتَوْا رَسُولَ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وَ قَالُوا: نَنْظُرُ، فَإِنْ كَثُرَتْ أَمْوَالُنَا وَ عُوفِينَا فِي أَنْفُسِنَا وَ أَوْلاَدِنَا، عَلِمْنَا أَنَّهُ صَادِقٌ وَ أَنَّهُ رَسُولُ اللّهِ، وَ إِنْ كَانَ غَيْرَ ذلِكَ، نَظَرْنَا، قَالَ اللّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: «فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ» يَعْنِي عَافِيَةً فِي الدُّنْيَا «وَ إِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ»يَعْنِي بَلاَءً فِي نَفْسِهِ وَ مَالِهِ «انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ»: انْقَلَبَ عَلى شَكِّهِ إِلَى الشِّرْكِ «خَسِرَ الدُّنْيا وَ الاْخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللّهِ ما لا يَضُرُّهُ وَ ما لا يَنْفَعُهُ»۲» قَالَ: «يَنْقَلِبُ مُشْرِكاً يَدْعُو غَيْرَ اللّهِ، وَ يَعْبُدُ غَيْرَهُ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَعْرِفُ، فَيَدْخُلُ الاْءِيمَانُ قَلْبَهُ، فَيُؤمِنُ وَ يُصَدِّقُ، وَ يَزُولُ عَنْ مَنْزِلَتِهِ مِنَ الشَّكِّ إِلَى الاْءِيمَانِ، وَ مِنْهُمْ مَنْ يَثْبُتُ عَلى شَكِّهِ، وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْقَلِبُ إِلَى الشِّرْكِ».

عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ يُونُسَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ زُرَارَةَ، مِثْلَهُ.

1.. «الطِّيَرة » ـ بفتح الياء وقد تسكّن ـ : هي التشاؤم بالشيء . وأصله فيما يقال : التطيّر بالسوانح والبَوارح من الطير والضِّباء وغيرهما . وكان ذلك يصدّهم عن مقاصدهم ، فنفاه الشرع وأبطله ونهى عنه وأخبر أنّه ليس له تأثير في جلب نفع أو دفع ضرّ . النهاية ، ج ۳ ، ص ۱۵۲ طير .

2.. الحجّ ۲۲ : ۱۱ ـ ۱۲ .

تعداد بازدید : 19410
صفحه از 803
پرینت  ارسال به