467
الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني

حَضَرْتَ وَ غَابَا، وَ لكِنْ مَوْعِدُكُمُ اللَّيْلَةَ الْجَمْرَةُ الْوُسْطى بِمِنى».
فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ، اجْتَمَعْنَا عِنْدَهُ وَ أَبُو الْخَطَّابِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، فَتَنَاوَلَ وِسَادَةً۱، فَوَضَعَهَا فِي صَدْرِهِ، ثُمَّ قَالَ لَنَا: «مَا تَقُولُونَ فِي خَدَمِكُمْ وَ نِسَائِكُمْ وَ أَهْلِيكُمْ؟ أَ لَيْسَ يَشْهَدُونَ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ؟» قُلْتُ: بَلى، قَالَ: «أَ لَيْسَ يَشْهَدُونَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ؟» قُلْتُ: بَلى، قَالَ: «أَ لَيْسَ يُصَلُّونَ وَ يَصُومُونَ وَ يَحُجُّونَ؟» قُلْتُ: بَلى، قَالَ: «فَيَعْرِفُونَ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ؟» قُلْتُ: لاَ، قَالَ: «فَمَا هُمْ عِنْدَكُمْ؟» قُلْتُ: مَنْ لَمْ يَعْرِفْ هذَا الْأَمْرَ، فَهُوَ كَافِرٌ.
قَالَ: «سُبْحَانَ اللّهِ! أَ مَا رَأَيْتَ أَهْلَ الطَّرِيقِ وَ أَهْلَ الْمِيَاهِ؟» قُلْتُ: بَلى، قَالَ: «أَلَيْسَ يُصَلُّونَ وَ يَصُومُونَ وَ يَحُجُّونَ؟ أَ لَيْسَ يَشْهَدُونَ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ، وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللّهِ؟» قُلْتُ: بَلى، قَالَ: «فَيَعْرِفُونَ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ؟» قُلْتُ: لاَ، قَالَ: «فَمَا هُمْ عِنْدَكُمْ؟» قُلْتُ: مَنْ لَمْ يَعْرِفْ هذَا الْأَمْرَ، فَهُوَ كَافِرٌ.
قَالَ: «سُبْحَانَ اللّهِ! أَ مَا رَأَيْتَ الْكَعْبَةَ وَ الطَّوَّافَ وَ أَهْلَ الْيَمَنِ وَ تَعَلُّقَهُمْ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ؟» قُلْتُ: بَلى، قَالَ: «أَ لَيْسَ يَشْهَدُونَ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ، وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وَ يُصَلُّونَ وَ يَصُومُونَ وَ يَحُجُّونَ؟» قُلْتُ: بَلى، قَالَ: «فَيَعْرِفُونَ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ؟» قُلْتُ: لاَ، قَالَ: «فَمَا تَقُولُونَ فِيهِمْ؟» قُلْتُ: مَنْ لَمْ يَعْرِفْ، فَهُوَ كَافِرٌ.
قَالَ: «سُبْحَانَ اللّهِ! هذَا قَوْلُ الْخَوَارِجِ» ثُمَّ قَالَ: «إِنْ شِئْتُمْ أَخْبَرْتُكُمْ» فَقُلْتُ أَنَا: لاَ، فَقَالَ: «أَمَا إِنَّهُ شَرٌّ عَلَيْكُمْ أَنْ تَقُولُوا بِشَيْءٍ مَا لَمْ تَسْمَعُوهُ مِنَّا» قَالَ: فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يُدِيرُنَا عَلى قَوْلِ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ.

۲۸۹۱.۲. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ يُونُسَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ زُرَارَةَ:
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: مَا تَقُولُ فِي مُنَاكَحَةِ النَّاسِ؛ فَإِنِّي قَدْ بَلَغْتُ مَا تَرَاهُ

1.. «الوِسادة » : المِخَدَّة . والجمع : وسادات ووسائد . المصباح المنير ، ص ۶۵۸ وسد .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
466

عَنْ أَحَدِهِمَا عليهماالسلام، قَالَ: قُلْتُ: إِنَّا لَنَرَى الرَّجُلَ لَهُ عِبَادَةٌ وَ اجْتِهَادٌ وَ خُشُوعٌ وَ لاَ يَقُولُ بِالْحَقِّ، فَهَلْ يَنْفَعُهُ ذلِكَ شَيْئاً؟
فَقَالَ: «يَا مُحَمَّدُ، إِنَّمَا مَثَلُ أَهْلِ الْبَيْتِ عليهم‏السلام مَثَلُ أَهْلِ بَيْتٍ كَانُوا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، كَانَ لاَ يَجْتَهِدُ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً إِلاَّ دَعَا فَأُجِيبَ؛ وَ إِنَّ رَجُلاً مِنْهُمُ اجْتَهَدَ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، ثُمَّ دَعَا، فَلَمْ يُسْتَجَبْ لَهُ، فَأَتى عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ عليه‏السلام يَشْكُو إِلَيْهِ مَا هُوَ فِيهِ، وَ يَسْأَلُهُ الدُّعَاءَ».
قَالَ: «فَتَطَهَّرَ عِيسى وَ صَلَّى، ثُمَّ دَعَا اللّهَ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ فَأَوْحَى اللّهُ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ إِلَيْهِ: يَا عِيسى، إِنَّ عَبْدِي أَتَانِي مِنْ غَيْرِ الْبَابِ الَّذِي أُوتى مِنْهُ، إِنَّهُ دَعَانِي وَ فِي قَلْبِهِ شَكٌّ مِنْكَ، فَلَوْ دَعَانِي حَتّى يَنْقَطِعَ عُنُقُهُ، وَ تَنْتَثِرَ۱ أَنَامِلُهُ، مَا اسْتَجَبْتُ لَهُ».
قَالَ: «فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ عِيسى عليه‏السلام، فَقَالَ: تَدْعُو رَبَّكَ وَ أَنْتَ فِي شَكٍّ مِنْ نَبِيِّهِ؟ فَقَالَ: يَا رُوحَ اللّهِ وَ كَلِمَتَهُ، قَدْ كَانَ وَ اللّهِ مَا قُلْتَ، فَادْعُ اللّهَ لِي أَنْ يَذْهَبَ بِهِ عَنِّي». قَالَ: «فَدَعَا لَهُ عِيسى عليه‏السلام، فَتَابَ اللّهُ عَلَيْهِ، وَ قَبِلَ مِنْهُ، وَ صَارَ فِي حَدِّ أَهْلِ بَيْتِهِ».

۱۷۱ ـ بَابُ الضَّلاَلِ

۲۸۹۰.۱. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ هَاشِمٍ صَاحِبِ الْبَرِيدِ، قَالَ:
كُنْتُ أَنَا وَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَ أَبُو الْخَطَّابِ مُجْتَمِعِينَ، فَقَالَ لَنَا أَبُو الْخَطَّابِ: مَا تَقُولُونَ فِيمَنْ لَمْ يَعْرِفْ هذَا الْأَمْرَ؟ فَقُلْتُ: مَنْ لَمْ يَعْرِفْ هذَا الْأَمْرَ، فَهُوَ كَافِرٌ، فَقَالَ أَبُو الْخَطَّابِ: لَيْسَ بِكَافِرٍ حَتّى تَقُومَ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ، فَإِذَا قَامَتْ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ فَلَمْ يَعْرِفْ، فَهُوَ كَافِرٌ، فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ: سُبْحَانَ اللّهِ! مَا لَهُ إِذَا لَمْ يَعْرِفْ وَ لَمْ يَجْحَدْ يَكْفُرُ؟ لَيْسَ بِكَافِرٍ إِذَا لَمْ يَجْحَدْ.
قَالَ: فَلَمَّا حَجَجْتُ، دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، فَأَخْبَرْتُهُ بِذلِكَ، فَقَالَ: «إِنَّكَ قَدْ

1.. «النثر » : رَمْيُك الشيء بيدك متفرّقا . وقد نثرت النخلة فهي ناثر ومِنْثار : تنفض بُسرها . ترتيب كتاب العين ، ج ۳ ، ص ۱۷۵۳ .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18277
صفحه از 803
پرینت  ارسال به