47
الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني

عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذاباً عَظِيماً»۱ وَلاَ يَلْعَنُ اللّهُ مُؤمِناً ؛ قَالَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ: «إِنَّ اللّهَ لَعَنَ الْكافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً خالِدِينَ فِيها أَبَداً لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً»۲ وَكَيْفَ يَكُونُ۳ فِي الْمَشِيئَةِ وَقَدْ أَلْحَقَ بِهِ ـ حِينَ جَزَاهُ جَهَنَّمَ ـ الْغَضَبَ وَاللَّعْنَةَ، وَ قَدْ بَيَّنَ ذلِكَ۴ مَنِ الْمَلْعُونُونَ فِي كِتَابِهِ.
وَ أَنْزَلَ فِي مَالِ الْيَتِيمِ مَنْ أَكَلَهُ ظُلْماً: «إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ
فِى بُطُونِهِمْ ناراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً»۵ وَذلِكَ أَنَّ آكِلَ مَالِ الْيَتِيمِ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالنَّارُ تَلْتَهِبُ فِي بَطْنِهِ حَتّى يَخْرُجَ لَهَبُ النَّارِ مِنْ فِيهِ يَعْرِفُهُ أَهْلُ الْجَمْعِ أَنَّهُ آكِلُ مَالِ الْيَتِيمِ.
وَ أَنْزَلَ فِي الْكَيْلِ: «وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ»۶ وَلَمْ يَجْعَلِ الْوَيْلَ لِأَحَدٍ حَتّى يُسَمِّيَهُ كَافِراً ؛ قَالَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ: «فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ»۷.
وَ أَنْزَلَ فِي الْعَهْدِ: «إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِى الاْخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ»۸ وَالْخَلاَقُ النَّصِيبُ، فَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ فِي الاْخِرَةِ، فَبِأَيِّ شَيْءٍ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ؟
وَ أَنْزَلَ بِالْمَدِينَةِ: «الزّانِى لا يَنْكِحُ إِلاّ زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزّانِيَةُ لا يَنْكِحُها إِلاّ زانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذلِكَ عَلَى الْمُؤمِنِينَ»۹ فَلَمْ يُسَمِّ اللّهُ الزَّانِيَ مُؤمِناً وَلاَ الزَّانِيَةَ مُؤمِنَةً، وَقَالَ

1.. النساء ۴ : ۹۳ .

2.. الأحزاب ۳۳ : ۶۴ ـ ۶۵ .

3.. في الوافي : «يعني كيف يكون أمر القاتل في مشيئة اللّه‏ إن شاء عذّبه وإن شاء غفر له ، والحال أنّه قد ألحق به بعد أن جزاه جهنّم الغضب واللعنة المختصّين بالكفّار؟!» .

4.. قوله : «ذلك» فاعل «بيّن» . والمراد به آية الأحزاب المذكورة . راجع : شرح المازندراني ومرآة العقول .

5.. النساء ۴ : ۱۰ .

6.. المطفّفين ۸۳ : ۱ .

7.. مريم ۱۹ : ۳۷ .

8.. آل عمران ۳ : ۷۷ .

9.. النور ۲۴ : ۳ .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
46

فَاتَّبَعُوهُمْ عَلى شِرْكِهِمْ، وَهُمْ قَوْمُ مُحَمَّدٍ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله لَيْسَ فِيهِمْ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارى أَحَدٌ.
وَ تَصْدِيقُ ذلِكَ قَوْلُ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ: «كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ۱ قَوْمُ نُوحٍ»۲، «كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ»۳، «كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ»۴ لَيْسَ فِيهِمُ الْيَهُودُ الَّذِينَ قَالُوا: «عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ»، وَلاَ النَّصَارَى الَّذِينَ قَالُوا: «الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ»۵ سَيُدْخِلُ اللّهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى النَّارَ، وَيُدْخِلُ كُلَّ قَوْمٍ بِأَعْمَالِهِمْ.
وَ قَوْلُهُمْ: «وَ ما أَضَلَّنا إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ» إِذْ دَعَوْنَا إِلى سَبِيلِهِمْ ذلِكَ قَوْلُ اللّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِيهِمْ حِينَ جَمَعَهُمْ إِلَى النَّارِ: «قالَتْ أُخْراهُمْ لِأُولاهُمْ رَبَّنا هؤلاءِ أَضَلُّونا فَآتِهِمْ عَذاباً ضِعْفاً مِنَ النّارِ»وَقَوْلُهُ: «كُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَها حَتّى إِذَا ادّارَكُوا فِيها جَمِيعاً»۶ بَرِئَ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ، وَلَعَنَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، يُرِيدُ بَعْضُهُمْ أَنْ يَحُجَّ بَعْضاً رَجَاءَ الْفَلْجِ، فَيُفْلِتُوا مِنْ عَظِيمِ مَا نَزَلَ بِهِمْ، وَلَيْسَ بِأَوَانِ بَلْوى، وَلاَ اخْتِبَارٍ، وَلاَ قَبُولِ مَعْذِرَةٍ، وَلاَتَ حِينَ نَجَاةٍ، وَالاْيَاتُ وَأَشْبَاهُهُنَّ مِمَّا نَزَلَ بِهِ بِمَكَّةَ، وَلاَ يُدْخِلُ اللّهُ النَّارَ إِلاَّ مُشْرِكاً.
فَلَمَّا أَذِنَ اللّهُ لِمُحَمَّدٍ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فِي الْخُرُوجِ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ، بَنَى الاْءِسْلاَمَ عَلى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً صلى‏الله‏عليه‏و‏آله عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحِجِّ الْبَيْتِ، وَصِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْحُدُودَ وَقِسْمَةَ الْفَرَائِضِ، وَأَخْبَرَهُ بِالْمَعَاصِي الَّتِي أَوْجَبَ اللّهُ عَلَيْهَا وَبِهَا النَّارَ لِمَنْ عَمِلَ بِهَا.
وَ أَنْزَلَ فِي بَيَانِ الْقَاتِلِ: «وَ مَنْ يَقْتُلْ مُؤمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها وَغَضِبَ اللّهُ

1.. في مرآة العقول : «قوله : «كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ» ، كأنّه نقل بالمعنى ؛ لأنّ تلك الآيات في سورة الشعراء وليس فيها «قَبْلَهُمْ» وإنّما هي في «ص» [۳۸ : ۱۲] و «المؤمن» [(۴۰) : ۵] .

2.. الحجّ ۲۲ : ۴۲ ؛ ق (۵۰) : ۱۲ ومواضع اُخرى من القرآن .

3.. الشعراء ۲۶ : ۱۷۶ .

4.. الشعراء ۲۶ : ۱۶۰ ؛ القمر (۵۴) : ۳۳ .

5.. التوبة ۹ : ۳۰ .

6.. الأعراف ۷ : ۳۸ .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 19478
صفحه از 803
پرینت  ارسال به