459
الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني

وَ الْحَفِيظَةُ عَلى أَرْبَعِ شُعَبٍ: عَلَى الْكِبْرِ، وَ الْفَخْرِ، وَ الْحَمِيَّةِ۱، وَ الْعَصَبِيَّةِ؛ فَمَنِ اسْتَكْبَرَ أَدْبَرَ عَنِ الْحَقِّ؛ وَ مَنْ فَخَرَ فَجَرَ؛ وَ مَنْ حَمِيَ أَصَرَّ عَلَى الذُّنُوبِ؛ وَ مَنْ أَخَذَتْهُ الْعَصَبِيَّةُ جَارَ، فَبِئْسَ الْأَمْرُ أَمْرٌ بَيْنَ إِدْبَارٍ وَ فُجُورٍ، وَ إِصْرَارٍ وَ جَوْرٍ عَلَى الصِّرَاطِ.
وَ الطَّمَعُ عَلى أَرْبَعِ شُعَبٍ: الْفَرَحِ، وَ الْمَرَحِ۲، وَ اللَّجَاجَةِ، وَ التَّكَاثُرِ؛ فَالْفَرَحُ مَكْرُوهٌ عِنْدَ اللّهِ، وَ الْمَرَحُ خُيَلاَءُ، وَ اللَّجَاجَةُ بَلاَءٌ لِمَنِ اضْطَرَّتْهُ إِلى حَمْلِ الاْثَامِ، وَ التَّكَاثُرُ لَهْوٌ وَ لَعِبٌ وَ شُغُلٌ وَ اسْتِبْدَالُ الَّذِي هُوَ أَدْنى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ.
فَذلِكَ النِّفَاقُ وَ دَعَائِمُهُ وَ شُعَبُهُ، وَ اللّهُ قَاهِرٌ فَوْقَ عِبَادِهِ، تَعَالى ذِكْرُهُ، وَ جَلَّ وَجْهُهُ، وَ أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ، وَ انْبَسَطَتْ يَدَاهُ، وَ وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَتُهُ، وَ ظَهَرَ أَمْرُهُ،
وَ أَشْرَقَ نُورُهُ، وَ فَاضَتْ بَرَكَتُهُ، وَ اسْتَضَاءَتْ حِكْمَتُهُ، وَ هَيْمَنَ كِتَابُهُ، وَ فَلَجَتْ۳ حُجَّتُهُ، وَ خَلَصَ دِينُهُ، وَ اسْتَظْهَرَ۴ سُلْطَانُهُ، وَ حَقَّتْ كَلِمَتُهُ، وَ أَقْسَطَتْ مَوَازِينُهُ، وَ بَلَّغَتْ رُسُلُهُ، فَجَعَلَ السَّيِّئَةَ ذَنْباً، وَ الذَّنْبَ فِتْنَةً، وَ الْفِتْنَةَ دَنَساً؛ وَ جَعَلَ الْحُسْنى عُتْبى۵، وَ الْعُتْبى تَوْبَةً، وَ التَّوْبَةَ طَهُوراً؛ فَمَنْ تَابَ اهْتَدى؛ وَ مَنِ افْتُتِنَ غَوى مَا لَمْ يَتُبْ إِلَى اللّهِ، وَ يَعْتَرِفْ بِذَنْبِهِ، وَ لاَ يَهْلِكُ عَلَى اللّهِ إِلاَّ هَالِكٌ.
اللّهَ اللّهَ؛ فَمَا أَوْسَعَ مَا لَدَيْهِ مِنَ التَّوْبَةِ وَ الرَّحْمَةِ وَ الْبُشْرى وَ الْحِلْمِ الْعَظِيمِ! وَ مَا أَنْكَلَ۶ مَا عِنْدَهُ مِنَ الْأَنْكَالِ وَ الْجَحِيمِ وَ الْبَطْشِ۷ الشَّدِيدِ! فَمَنْ ظَفِرَ بِطَاعَتِهِ اجْتَلَبَ

1.. «الحميّة » : الأنَفَة والغَيْرَة . النهاية، ج ۱ ، ص ۴۴۷ حما. وفي مرآة العقول : «التعصّب : المحاماة والمدافعة ، وهي والحميّة من توابع الكبر ، وكان الفرق بينهما بأنّ الحميّة للنفس او الاهل والعصبيّة للأقارب» .

2.. «المَرَح» : شدّة الفَرَح والنشاط . والاسم : المِراح . الصحاح ، ج ۱ ، ص ۴۰۴ مرح .

3.. «الفُلْج » : الظَّفر بمن تخاصمه . ترتيب كتاب العين ، ج ۳ ، ص ۱۴۱۳ فلج .

4.. ظَهَرتُ على الرجل : غلبتُه . وظَهَرتُ البيتَ : علوتُه . ويستظهر بحجج اللّه‏ على خلقه ، أي يطلب الغلبة عليهم بما عرّفه اللّه‏ من الحجج . الصحاح ، ج ۲ ، ص ۷۳۲ ؛ مجمع البحرين ، ج ۳ ، ص ۳۹۰ ظهر .

5.. «الحسنى»: الأعمال الحسنة، أو الكلمة الحسنى، وهي العقائد الحقّة. و«العتبى»: الرضا، أي سببا لرضا الخالق.

6.. «نكلتُه » : قيّدته . والنَّكل : قيد الدابّة وحديدة اللجام ؛ لكونهما مانِعَين . والجمع : الأنكال . ونكَّلتُ به : إذا فعلت به ما يُنكِّل به غيره . واسم ذلك الفعل : نكال . المفردات للراغب ، ص ۸۲۵ نكل .

7.. «البَطْش » : الأخذ بسُرعة ، والأخذ بعُنف وسَطْوة . مجمع البحرين ، ج ۴ ، ص ۱۳۰ بطش .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
458

۱۶۸ ـ بَابُ صِفَةِ النِّفَاقِ وَ الْمُنَافِقِ

۲۸۶۷.۱. قَالَ۱ عليه‏السلام: «وَ النِّفَاقُ عَلى أَرْبَعِ دَعَائِمَ: عَلَى الْهَوى، وَ الْهُوَيْنَا۲، وَ الْحَفِيظَةِ۳، وَ الطَّمَعِ.
فَالْهَوى عَلى أَرْبَعِ شُعَبٍ: عَلَى الْبَغْيِ، وَ الْعُدْوَانِ، وَ الشَّهْوَةِ، وَ الطُّغْيَانِ؛ فَمَنْ بَغى كَثُرَتْ غَوَائِلُهُ۴، وَ تُخُلِّيَ مِنْهُ، وَ قُصِرَ عَلَيْهِ؛ وَ مَنِ اعْتَدَى لَمْ يُؤمَنْ بَوَائِقُهُ۵، وَ لَمْ يَسْلَمْ قَلْبُهُ، وَ لَمْ يَمْلِكْ نَفْسَهُ عَنِ الشَّهَوَاتِ؛ وَ مَنْ لَمْ يَعْذِلْ۶ نَفْسَهُ فِي الشَّهَوَاتِ خَاضَ فِي الْخَبِيثَاتِ؛ وَ مَنْ طَغى ضَلَّ عَلى عَمْدٍ بِلاَ حُجَّةٍ.
وَ الْهُوَيْنَا عَلى أَرْبَعِ شُعَبٍ: عَلَى الْغِرَّةِ۷، وَ الْأَمَلِ، وَ الْهَيْبَةِ، وَ الْمُمَاطَلَةِ؛ وَ ذلِكَ بِأَنَّ الْهَيْبَةَ تَرُدُّ عَنِ الْحَقِّ، وَ الْمُمَاطَلَةَ تُفَرِّطُ فِي الْعَمَلِ حَتّى يَقْدَمَ عَلَيْهِ الْأَجَلُ؛ وَ لَوْ لاَ الْأَمَلُ عَلِمَ الاْءِنْسَانُ حَسَبَ۸ مَا هُوَ فِيهِ، وَ لَوْ عَلِمَ حَسَبَ مَا هُوَ فِيهِ، مَاتَ خُفَاتاً۹ مِنَ الْهَوْلِ وَ الْوَجَلِ؛ وَ الْغِرَّةَ تَقْصُرُ بِالْمَرْءِ عَنِ الْعَمَلِ.

1.. الضمير المستتر في «قال » راجع إلى أميرالمؤمنين عليه‏السلام المذكور في الحديث السابق ، فيكون الخبر مرويّا بذاك السند. وهذا الحديث من تتمّة الحديث السابق ، أفرده المصنّف عنه و جعله جزءَ هذاالباب ، كما أنّه جعل سائر أجزائه أجزاءً لأبواب اُخر.

2.. الهَوْن » : الرِّفق واللِّين والتثبّت . والهُوَينا: تصغير الهُونَى ، تأنيث الأهون ، وهو من الأوّل . النهاية ، ج ۵ ، ص ۲۸۴ هون . وفي مرآة العقول ، ج ۱۱ ، ص ۱۵۶ : «والمراد هنا: التهاون في أمر الدين وترك الاهتمام فيه كما هو طريقة المتّقين » .

3.. «الحفيظة » : الغضب . النهاية ، ج ۱ ، ص ۴۰۸ حفظ .

4.. الغائلة : الفساد والشرّ . والجمع الغوائل. النهاية ، ج ۳ ، ص ۳۹۷ غول .

5.. «بوائقه » : غوائله وشروره . واحدها بائقة ، و هي الداهية . النهاية ، ج ۱ ، ص ۱۶۲ بوق .

6.. عَذَل يعذِل عَذْلاً وعَذَلاً : هو اللوم . ترتيب كتاب العين ، ج ۲ ، ص ۱۱۶۳ عذل .

7.. «الغِرَّة» : الغفلة . النهاية، ج ۳ ، ص ۳۵۴ غرر .

8.. حَسَبتُه أحسَبُه حَسْبا وحِسابا وحُسْبانا وحِسابةً : إذا عَدَدتَه . والمعدود: محسوب ، وحَسَب أيضا ، و هو فَعَل بمعنى مفعول . الصحاح ، ج ۱ ص ۱۱۰ حسب .

9.. خفت الصَّوت خُفُوتا : سكن . وخَفَت خُفاتا ، أي مات فجأةً . الصحاح ، ج ۱ ، ص ۲۴۸ خفت .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18104
صفحه از 803
پرینت  ارسال به