وَ الشَّكُّ عَلى أَرْبَعِ شُعَبٍ: عَلَى الْمِرْيَةِ۱، وَ الْهَوى، وَ التَّرَدُّدِ، وَ الاِسْتِسْلاَمِ۲، وَ هُوَ قَوْلُ اللّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: «فَبِأَىِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمارى»۳».
وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرى: «عَلَى الْمِرْيَةِ، وَ الْهَوْلِ۴ مِنَ الْحَقِّ، وَ التَّرَدُّدِ، وَ الاِسْتِسْلاَمِ لِلْجَهْلِ وَ أَهْلِهِ».
«فَمَنْ هَالَهُ مَا بَيْنَ يَدَيْهِ نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ۵؛ وَ مَنِ امْتَرى فِي الدِّينِ تَرَدَّدَ۶ فِي الرَّيْبِ، وَ سَبَقَهُ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُؤمِنِينَ، وَ أَدْرَكَهُ الاْخِرُونَ، وَ وَطِئَتْهُ سَنَابِكُ۷ الشَّيْطَانِ؛ وَ مَنِ اسْتَسْلَمَ لِهَلَكَةِ الدُّنْيَا وَ الاْخِرَةِ هَلَكَ فِيمَا بَيْنَهُمَا، وَ مَنْ نَجَا مِنْ ذلِكَ، فَمِنْ فَضْلِ الْيَقِينِ، وَ لَمْ يَخْلُقِ اللّهُ خَلْقاً أَقَلَّ مِنَ الْيَقِينِ.
وَ الشُّبْهَةُ عَلى أَرْبَعِ شُعَبٍ: إِعْجَابٍ بِالزِّينَةِ، وَ تَسْوِيلِ۸ النَّفْسِ، وَ تَأَوُّلِ الْعِوَجِ، وَ لَبْسِ الْحَقِّ بِالْبَاطِلِ؛ وَ ذلِكَ بِأَنَّ الزِّينَةَ تَصْدِفُ۹ عَنِ الْبَيِّنَةِ، وَ أَنَّ تَسْوِيلَ النَّفْسِ يُقَحِّمُ۱۰ عَلَى الشَّهْوَةِ، وَ أَنَّ الْعِوَجَ يَمِيلُ بِصَاحِبِهِ مَيْلاً عَظِيماً، وَ أَنَّ اللَّبْسَ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ، فَذلِكَ الْكُفْرُ وَ دَعَائِمُهُ وَ شُعَبُهُ».
1.. «المرية » : التردّد في الأمر، وهو أخصّ من الشكّ . المفردات للراغب ، ص ۷۶۶ مرى
2.. في مرآة العقول: «الاستلام: الانقياد؛ لأنّ الشاكّ واقف على الجهل مستسلم له، أو لما يوجب هلاك الدنيا والآخرة».
3.. النجم ۵۳ : ۵۵ .
4.. «الهَوْل » : المخافة من أمر لاتدري على ما تهجم عليه منه ، كهول الليل ، وهول البحر . تقول : هالني هذا الأمر يهولني ، وأمر هائل . ترتيب كتاب العين ، ج ۳ ، ص ۱۹۰۸ هول .
5.. «نكص على عقبيه » ، أي رجع . من النُكوص ، و هو الرجوع إلى وراء ، وهو القهقرى . والمعنى : رجع القهقرى عمّا كان عليه من خير إلى الباطل والدنيا ، أو إلى الباطل والشرّ . النهاية ، ج ۵ ، ص ۱۱۶ نكص .
6.. في مرآة العقول : «تردّد في الريب ، كسدرة وسدر ، و هو أظهر . أي انتقل من حال إلى حال ، و من شكّ إلى شكّ من غير ثقة بشيء أو استمرار على أمر ، كما هو دأب المعتادين بالتشكيك في الاُمور » .
7.. السُّنْبُك : ضرب من العَدْو ، وطرف الحافر وجانباه من قُدُم . راجع : لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۴۴۴ سنبك .
8.. «التسويل » : تحسين الشيء وتزيينه وتحبيبه إلى الإنسان ليفعله أو يقوله . النهاية، ج ۲ ، ص ۴۲۵ سول .
9.. صدف عنه يَصدِف : أعرض ، وفلانا : صرفه ، كأصدفه . القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۱۰۱ صدف .
10.. قحم في الأمر قُحوما : رمى بنفسه فيه فجأة بلا رويّة . القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۵۰۹ قحم .