457
الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني

وَ الشَّكُّ عَلى أَرْبَعِ شُعَبٍ: عَلَى الْمِرْيَةِ۱، وَ الْهَوى، وَ التَّرَدُّدِ، وَ الاِسْتِسْلاَمِ۲، وَ هُوَ قَوْلُ اللّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: «فَبِأَىِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمارى»۳».
وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرى: «عَلَى الْمِرْيَةِ، وَ الْهَوْلِ۴ مِنَ الْحَقِّ، وَ التَّرَدُّدِ، وَ الاِسْتِسْلاَمِ لِلْجَهْلِ وَ أَهْلِهِ».
«فَمَنْ هَالَهُ مَا بَيْنَ يَدَيْهِ نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ۵؛ وَ مَنِ امْتَرى فِي الدِّينِ تَرَدَّدَ۶ فِي الرَّيْبِ، وَ سَبَقَهُ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُؤمِنِينَ، وَ أَدْرَكَهُ الاْخِرُونَ، وَ وَطِئَتْهُ سَنَابِكُ۷ الشَّيْطَانِ؛ وَ مَنِ اسْتَسْلَمَ لِهَلَكَةِ الدُّنْيَا وَ الاْخِرَةِ هَلَكَ فِيمَا بَيْنَهُمَا، وَ مَنْ نَجَا مِنْ ذلِكَ، فَمِنْ فَضْلِ الْيَقِينِ، وَ لَمْ يَخْلُقِ اللّهُ خَلْقاً أَقَلَّ مِنَ الْيَقِينِ.
وَ الشُّبْهَةُ عَلى أَرْبَعِ شُعَبٍ: إِعْجَابٍ بِالزِّينَةِ، وَ تَسْوِيلِ۸ النَّفْسِ، وَ تَأَوُّلِ الْعِوَجِ، وَ لَبْسِ الْحَقِّ بِالْبَاطِلِ؛ وَ ذلِكَ بِأَنَّ الزِّينَةَ تَصْدِفُ۹ عَنِ الْبَيِّنَةِ، وَ أَنَّ تَسْوِيلَ النَّفْسِ يُقَحِّمُ۱۰ عَلَى الشَّهْوَةِ، وَ أَنَّ الْعِوَجَ يَمِيلُ بِصَاحِبِهِ مَيْلاً عَظِيماً، وَ أَنَّ اللَّبْسَ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ، فَذلِكَ الْكُفْرُ وَ دَعَائِمُهُ وَ شُعَبُهُ».

1.. «المرية » : التردّد في الأمر، وهو أخصّ من الشكّ . المفردات للراغب ، ص ۷۶۶ مرى

2.. في مرآة العقول: «الاستلام: الانقياد؛ لأنّ الشاكّ واقف على الجهل مستسلم له، أو لما يوجب هلاك الدنيا والآخرة».

3.. النجم ۵۳ : ۵۵ .

4.. «الهَوْل » : المخافة من أمر لاتدري على ما تهجم عليه منه ، كهول الليل ، وهول البحر . تقول : هالني هذا الأمر يهولني ، وأمر هائل . ترتيب كتاب العين ، ج ۳ ، ص ۱۹۰۸ هول .

5.. «نكص على عقبيه » ، أي رجع . من النُكوص ، و هو الرجوع إلى وراء ، وهو القهقرى . والمعنى : رجع القهقرى عمّا كان عليه من خير إلى الباطل والدنيا ، أو إلى الباطل والشرّ . النهاية ، ج ۵ ، ص ۱۱۶ نكص .

6.. في مرآة العقول : «تردّد في الريب ، كسدرة وسدر ، و هو أظهر . أي انتقل من حال إلى حال ، و من شكّ إلى شكّ من غير ثقة بشيء أو استمرار على أمر ، كما هو دأب المعتادين بالتشكيك في الاُمور » .

7.. السُّنْبُك : ضرب من العَدْو ، وطرف الحافر وجانباه من قُدُم . راجع : لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۴۴۴ سنبك .

8.. «التسويل » : تحسين الشيء وتزيينه وتحبيبه إلى الإنسان ليفعله أو يقوله . النهاية، ج ۲ ، ص ۴۲۵ سول .

9.. صدف عنه يَصدِف : أعرض ، وفلانا : صرفه ، كأصدفه . القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۱۰۱ صدف .

10.. قحم في الأمر قُحوما : رمى بنفسه فيه فجأة بلا رويّة . القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۵۰۹ قحم .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
456

وَ لاَ غَفْلَةٍ؛ وَ مَنْ غَفَلَ جَنى عَلى نَفْسِهِ، وَ انْقَلَبَ عَلى ظَهْرِهِ، وَ حَسِبَ غَيَّهُ۱ رُشْداً، وَ غَرَّتْهُ الْأَمَانِيُّ، وَ أَخَذَتْهُ الْحَسْرَةُ وَ النَّدَامَةُ إِذَا قُضِيَ الْأَمْرُ، وَ انْكَشَفَ عَنْهُ الْغِطَاءُ، وَ بَدَا لَهُ مَا لَمْ يَكُنْ يَحْتَسِبُ؛ وَ مَنْ عَتَا عَنْ أَمْرِ اللّهِ شَكَّ؛ وَ مَنْ شَكَّ، تَعَالَى اللّهُ عَلَيْهِ، فَأَذَلَّهُ بِسُلْطَانِهِ، وَ صَغَّرَهُ بِجَلاَلِهِ، كَمَا اغْتَرَّ بِرَبِّهِ الْكَرِيمِ، وَ فَرَّطَ فِي أَمْرِهِ.
وَ الْغُلُوُّ عَلى أَرْبَعِ شُعَبٍ: عَلَى التَّعَمُّقِ۲ بِالرَّأْيِ، وَ التَّنَازُعِ فِيهِ، وَ الزَّيْغِ۳، وَ الشِّقَاقِ۴؛ فَمَنْ تَعَمَّقَ لَمْ يُنِبْ۵ إِلَى الْحَقِّ، وَ لَمْ يَزْدَدْ إِلاَّ غَرَقاً فِي الْغَمَرَاتِ۶، وَ لَمْ تَنْحَسِرْ۷ عَنْهُ فِتْنَةٌ إِلاَّ غَشِيَتْهُ أُخْرى، وَ انْخَرَقَ دِينُهُ، فَهُوَ يَهْوِي فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ۸؛ وَ مَنْ نَازَعَ فِي الرَّأْيِ۹ وَ خَاصَمَ، شُهِرَ بِالْعَثَلِ۱۰ مِنْ طُولِ اللَّجَاجِ؛ وَ مَنْ زَاغَ قَبُحَتْ عِنْدَهُ الْحَسَنَةُ، وَحَسُنَتْ عِنْدَهُ السَّيِّئَةُ؛ وَ مَنْ شَاقَّ۱۱ اعْوَرَّتْ۱۲ عَلَيْهِ طُرُقُهُ، وَ اعْتَرَضَ۱۳ عَلَيْهِ أَمْرُهُ، فَضَاقَ عَلَيْهِ مَخْرَجُهُ إِذَا لَمْ يَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُؤمِنِينَ.

1.. غوي غيّا : انهمك في الجهل ، وهو خلاف الرشد . والاسم : الغَواية . المصباح المنير، ص ۴۵۷ غوي.

2.. «التعمّق » : المبالغة في الأمر والتشدّد فيه ، الذي يطلب أقصى غايته . والمراد التعمّق والغور في الاُمور بالآراء والمقاييس الباطلة . راجع : النهاية ، ج ۳ ، ص ۲۹۹ عمق .

3.. يقال : زاغ عن الطريق يَزيغ : إذا عدل عنه . النهاية ، ج ۲ ، ص ۳۲۴ زيغ . والمراد : الزيغ عن الحقّ .

4.. «الشِّقاق » : المُخالفة ، و كونُك في شقٍّ غير شقّ صاحِبك . المفردات للراغب ، ص ۴۵۹ شقق .

5.. أناب يُنيب إنابة : راجع . مجمع البحرين ، ج ۲ ، ص ۱۷۷ نوب .

6.. «إلاّ غرقا في الغمرات » ، أي الشبه القويّة الشديدة ، والآراء الفاسدة المتراكمة بعضها فوق بعض ، التي لم يمكنه التخلّص منها . و«الغمرات » : واحدتها غَمْرَة . وهي الماء الكثير . راجع : شرح المازندراني ، ج ۱۰ ، ص ۶۷ ؛ مرآة العقول ، ج ۱۱ ، ص ۱۴۸ ؛ النهاية ، ج ۳ ، ص ۳۸۴ غمر .

7.. «تنحسر»: تنكشف. يقال: حَسَرت العمامة عن رأسي والثوب عن بدني، أي كشفتها. النهاية، ج۱، ص۳۸۳ حسر.

8.. مَرِجَ الدين والأمر : اختلط واضطرب . الصحاح ، ج ۱ ، ص ۳۴۱ مرج .

9.. في «بف » : «الدين » .

10.. العثل ، بالعين والثاء المثلّثة : الحمق . والعثول ـ كصبور ـ : الأحمق . وفي القاموس : العثل ، ككتف ويحرّك : الغليظ الضخم . القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۳۶۰ عثل .

11.. المشاقّة والشِّقاق : الخلاف والعداوة . والمراد العداوة لأهل الدين والإمام المبين . راجع : الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۵۰۳ شقق .

12.. في مرآة العقول : «أعورت عليه طرقُه ـ على بناء الإفعال أو الافعلال ـ : أي صار أيّ طريق سلك فيه أعور ، أي بلا عَلَم يهتدى به فيتحيّر فيها .

13.. في مرآة العقول : «واعترض عليه أمره، أي يحول بينه و بين الوصول إلى مقصوده ، أو يصعب عليه ولا يتأتّى له بسهولة.

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18458
صفحه از 803
پرینت  ارسال به