455
الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني

«إِنِّى كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ»۱ وَ قَالَ: «إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللّهِ أَوْثاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِى الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَ يَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً»۲ يَعْنِي يَتَبَرَّأُ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ».

۱۶۷ ـ بَابُ دَعَائِمِ الْكُفْرِ وَ شُعَبِهِ

۲۸۶۶.۱. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ، عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ الْهِلاَلِيِّ:
عَنْ أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ صَلَواتُ اللّه‏ِ عَلَيْهِ، قَالَ: «بُنِيَ الْكُفْرُ عَلى أَرْبَعِ دَعَائِمَ۳: الْفِسْقِ۴، وَ الْغُلُوِّ۵، وَ الشَّكِّ، وَ الشُّبْهَةِ.۶
وَ الْفِسْقُ عَلى أَرْبَعِ شُعَبٍ: عَلَى الْجَفَاءِ۷، وَ الْعَمى، وَ الْغَفْلَةِ، وَ الْعُتُوِّ۸؛ فَمَنْ جَفَا احْتَقَرَ الْحَقَّ، وَ مَقَتَ۹ الْفُقَهَاءَ، وَ أَصَرَّ عَلَى الْحِنْثِ۱۰ الْعَظِيمِ؛ وَ مَنْ عَمِيَ نَسِيَ الذِّكْرَ، وَ اتَّبَعَ الظَّنَّ، وَ بَارَزَ خَالِقَهُ، وَ أَلَحَّ عَلَيْهِ الشَّيْطَانُ، وَ طَلَبَ الْمَغْفِرَةَ بِلاَ تَوْبَةٍ وَ لاَ اسْتِكَانَةٍ۱۱

1.. إبراهيم ۱۴ : ۲۲ .

2.. العنكبوت ۲۹ : ۲۵ .

3.. دعائم الاُمور : ما كان قوامها . ترتيب كتاب العين ، ج ۱ ، ص ۵۷۷ دعم .

4.. «الفِسْق» : العصيان والترك لأمر اللّه‏ عزّوجلّ والخروج عن طريق الحقّ . لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۳۰۸ فسق .

5.. «الغلوّ » : التشدّد ومجاوزة الحدّ . النهاية، ج ۳ ، ص ۳۸۲ غلا.

6.. في الوافي : «الشكّ ، يعني في الدين . والشبهة : ما يشبه الحقّ وليس به» .

7.. «الجفاء» : ترك الصِّلة والبرّ ، وغِلَظ الطبع . وجَفَوْتُ الرجلَ أجفوه : أعرضت عنه أو طردتُه ، راجع: النهاية ، ج ۱ ، ص ۲۸۱ .

8.. «العتوّ » . التجبّر والتكبّر . النهاية ، ج ۳ ، ص ۱۸۱ عتا.

9.. «المقت » في الأصل : أشدّ البُغض . النهاية ، ج ۴ ، ص ۳۴۶ مقت .

10.. «الحِنْث » : الذَّنب ، والميل من الحقّ إلى الباطل . راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ۱ ، ص ۴۳۳ حنث .

11.. «الاستكانة» : الخضوع والتواضع ؛ أي بلا تواضع للّه‏ . راجع : لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۳۶۳ كون .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
454

عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكافِرِينَ»۱ فَهذَا تَفْسِيرُ وَجْهَيِ الْجُحُودِ.
وَ الْوَجْهُ الثَّالِثُ مِنَ الْكُفْرِ كُفْرُ النِّعَمِ، وَ ذلِكَ قَوْلُهُ تَعَالى يَحْكِي قَوْلَ سُلَيْمَانَ عليه‏السلام: «هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّى لِيَبْلُوَنِى أَ أَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَ مَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّى غَنِىٌّ كَرِيمٌ»۲ وَ قَالَ: «لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَ لَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِى لَشَدِيدٌ»۳ وَ قَالَ: «فَاذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ وَ اشْكُرُوا لِى وَ لا تَكْفُرُونِ»۴.
وَ الْوَجْهُ الرَّابِعُ مِنَ الْكُفْرِ تَرْكُ مَا أَمَرَ اللّهُ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ بِهِ، وَ هُوَ قَوْلُ اللّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: «وَ إِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ وَ لا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَ أَنْتُمْ تَشْهَدُونَ ثُمَّ أَنْتُمْ هؤلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَ تُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيارِهِمْ تَظاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالاْءِثْمِ وَ الْعُدْوانِ وَ إِنْ يَأْتُوكُمْ أُسارى تُفادُوهُمْ وَ هُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْراجُهُمْ أَ فَتُؤمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَ تَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ»۵ فَكَفَّرَهُمْ بِتَرْكِ مَا أَمَرَ اللّهُ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ بِهِ، وَ نَسَبَهُمْ إِلَى الاْءِيمَانِ، وَ لَمْ يَقْبَلْهُ مِنْهُمْ، وَ لَمْ يَنْفَعْهُمْ عِنْدَهُ، فَقَالَ: «فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْىٌ فِى الْحَياةِ الدُّنْيا وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ يُرَدُّونَ إِلى أَشَدِّ الْعَذابِ وَ مَا اللّهُ بِغافِلٍ عَمّا تَعْمَلُونَ»۶.
وَ الْوَجْهُ الْخَامِسُ مِنَ الْكُفْرِ كُفْرُ الْبَرَاءَةِ، وَ ذلِكَ قَوْلُهُ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ يَحْكِي قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ عليه‏السلام: «كَفَرْنا بِكُمْ وَ بَدا بَيْنَنا وَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ وَ الْبَغْضاءُ أَبَداً حَتّى تُؤمِنُوا بِاللّهِ وَحْدَهُ»۷يَعْنِي تَبَرَّأْنَا مِنْكُمْ، وَ قَالَ: يَذْكُرُ إِبْلِيسَ وَ تَبْرِئَتَهُ مِنْ أَوْلِيَائِهِ مِنَ الاْءِنْسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ:

1.. البقرة ۲ : ۸۹ .

2.. النمل ۲۷ : ۴۰ .

3.. إبراهيم ۱۴ : ۷ .

4.. البقرة ۲ : ۱۵۲.

5.. البقرة ۲ : ۸۴ ـ ۸۵ .

6.. البقرة ۲ : ۸۵ .

7.. الممتحنة ۶۰: ۴ .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18314
صفحه از 803
پرینت  ارسال به