45
الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني

وَالْفُؤ'c۷دَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤلاً وَلا تَمْشِ فِى الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولاً كُلُّ ذلِكَ كانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً ذلِكَ مِمّا أَوْحى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللّهِ إِلهاً آخَرَ فَتُلْقى فِى جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً»۱.
وَ أَنْزَلَ فِي «وَ اللَّيْلِ إِذَا يَغْشى»:«فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظّى لا يَصْلاها إِلاَّ الْأَشْقَى الَّذِى كَذَّبَ وَتَوَلّى»۲ فَهذَا مُشْرِكٌ.
وَ أَنْزَلَ فِي «إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ»:«وَأَمّا مَنْ أُوتِىَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ فَسَوْفَ يَدْعُوا ثُبُوراً وَيَصْلى سَعِيراً إِنَّهُ كانَ فِى أَهْلِهِ مَسْرُوراً إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ بَلى»۳ فَهذَا مُشْرِكٌ.
وَ أَنْزَلَ فِي «تَبَارَكَ»: «كُلَّما أُلْقِىَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَ لَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قالُوا بَلى قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنا وَقُلْنا ما نَزَّلَ اللّهُ مِنْ شَىْ‏ءٍ»۴ فَهؤلاَءِ مُشْرِكُونَ.
وَ أَنْزَلَ فِي «الْوَاقِعَةِ»: «وَ أَمّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضّالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ»۵ فَهؤلاَءِ مُشْرِكُونَ.
وَ أَنْزَلَ فِي «الْحَاقَّةِ»: «وَ أَمّا مَنْ أُوتِىَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ فَيَقُولُ يا لَيْتَنِى لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ وَ لَمْ أَدْرِ ما حِسابِيَهْ يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ ما أَغْنى عَنِّى مالِيَهْ» إِلى قَوْلِهِ: «إِنَّهُ كانَ لا يُؤمِنُ بِاللّهِ الْعَظِيمِ»۶ فَهذَا مُشْرِكٌ.
وَأَنْزَلَ فِي «طسم»: «وَ بُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغاوِينَ وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ
اللّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ»۷ جُنُودُ إِبْلِيسَ ذُرِّيَّتُهُ مِنَ الشَّيَاطِينِ.
وَ قَوْلُهُ: «وَ ما أَضَلَّنا إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ»۸ يَعْنِي الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ اقْتَدَوْا بِهِمْ هؤلاَءِ،

1.. الإسراء ۱۷ : ۳۱ ـ ۳۹ .

2.. الليل ۹۲ : ۱۴ ـ ۱۶ .

3.. الانشقاق ۸۴ : ۱۰ ـ ۱۵ .

4.. الملك ۶۷ : ۸ ـ ۹ .

5.. الواقعة ۵۶ : ۹۲ ـ ۹۴ .

6.. الحاقّة ۶۹ : ۲۵ ـ ۳۳ .

7.. الشعراء ۲۶ : ۹۱ ـ ۹۵ .

8.. الشعراء ۲۶ : ۹۹ .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
44

ثُمَّ بَعَثَ اللّهُ عِيسى عليه‏السلام بِشَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ، وَالاْءِقْرَارِ بِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللّهِ، وَجَعَلَ لَهُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً، فَهَدَمَتِ السَّبْتَ الَّذِي أُمِرُوا بِهِ أَنْ يُعْظِمُوهُ قَبْلَ ذلِكَ، وَعَامَّةَ مَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنَ السَّبِيلِ وَالسُّنَّةِ الَّتِي جَاءَ بِهَا مُوسى، فَمَنْ لَمْ يَتَّبِعْ سَبِيلَ عِيسى، أَدْخَلَهُ اللّهُ النَّارَ وَإِنْ كَانَ الَّذِي جَاءَ بِهِ النَّبِيُّونَ جَمِيعاً أَنْ لاَ يُشْرِكُوا بِاللّهِ شَيْئاً.
ثُمَّ بَعَثَ اللّهُ مُحَمَّداً صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ـ وَ هُوَ بِمَكَّةَ ـ عَشْرَ سِنِينَ۱، فَلَمْ يَمُتْ بِمَكَّةَ فِي تِلْكَ الْعَشْرِ سِنِينَ أَحَدٌ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً صلى‏الله‏عليه‏و‏آله رَسُولُ اللّهِ إِلاَّ أَدْخَلَهُ اللّهُ الْجَنَّةَ
بِإِقْرَارِهِ ـ وَ هُوَ إِيمَانُ التَّصْدِيقِ ـ وَلَمْ يُعَذِّبِ اللّهُ أَحَداً مِمَّنْ مَاتَ ـ وَ هُوَ مُتَّبِعٌ لِمُحَمَّدٍ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله عَلى ذلِكَ ـ إِلاَّ مَنْ أَشْرَكَ بِالرَّحْمنِ.
وَ تَصْدِيقُ ذلِكَ أَنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَنْزَلَ عَلَيْهِ فِي سُورَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَكَّةَ: «وَقَضى رَبُّكَ أَلاّ تَعْبُدُوا إِلاّ إِيّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً» إِلى قَوْلِهِ تَعَالى: «إِنَّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً»۲ أَدَبٌ وَعِظَةٌ وَتَعْلِيمٌ وَنَهْيٌ خَفِيفٌ، وَلَمْ يَعِدْ عَلَيْهِ، وَلَمْ يَتَوَاعَدْ عَلَى اجْتِرَاحِ شَيْءٍ مِمَّا نَهى عَنْهُ، وَأَنْزَلَ نَهْياً عَنْ أَشْيَاءَ حَذَّرَ عَلَيْهَا، وَلَمْ يُغَلِّظْ فِيهَا، وَلَمْ يَتَوَاعَدْ عَلَيْهَا.
وَ قَالَ: «وَ لا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً كَبِيراً وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبِيلاً وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِى حَرَّمَ اللّهُ إِلاّ بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِى الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلاّ بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ حَتّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤلاً وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ

1.. في مرآة العقول : «قوله عليه‏السلام : عشر سنين . أقول : هذا مخالف لما مرّ في تاريخ النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ، ولما هو المشهور من أنّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آلهأقام بعد البعثة بمكّة ثلاث عشرة سنة» . ثمّ ذكر وجوها في توجيهه .

2.. الإسراء ۱۷ : ۲۳ ـ ۳۰ .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 19483
صفحه از 803
پرینت  ارسال به