43
الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني

تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ»۱ الاْيَةَ، فَالْمَنْسُوخَاتُ مِنَ الْمُتَشَابِهَاتِ، وَالْمُحْكَمَاتُ مِنَ النَّاسِخَاتِ.
إِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بَعَثَ نُوحاً إِلى قَوْمِهِ: «أَنِ اعْبُدُوا اللّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ» ثُمَّ
دَعَاهُمْ إِلَى اللّهِ وَحْدَهُ، وَأَنْ يَعْبُدُوهُ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً، ثُمَّ بَعَثَ الْأَنْبِيَاءَ عَلى ذلِكَ إِلى أَنْ بَلَغُوا مُحَمَّداً صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فَدَعَاهُمْ إِلى أَنْ يَعْبُدُوا اللّهَ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً، وَقَالَ: «شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِى أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللّهُ يَجْتَبِى إِلَيْهِ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِى إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ» فَبَعَثَ الْأَنْبِيَاءَ إِلى قَوْمِهِمْ بِشَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ، وَالاْءِقْرَارِ بِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللّهِ، فَمَنْ آمَنَ مُخْلِصاً وَمَاتَ عَلى ذلِكَ، أَدْخَلَهُ اللّهُ الْجَنَّةَ بِذلِكَ، وَذلِكَ أَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ، وَذلِكَ أَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُنْ يُعَذِّبُ عَبْداً حَتّى يُغَلِّظَ عَلَيْهِ فِي الْقَتْلِ، وَالْمَعَاصِي الَّتِي أَوْجَبَ اللّهُ عَلَيْهِ بِهَا النَّارَ لِمَنْ عَمِلَ بِهَا.
فَلَمَّا اسْتَجَابَ لِكُلِّ نَبِيٍّ مَنِ اسْتَجَابَ لَهُ مِنْ قَوْمِهِ مِنَ الْمُؤمِنِينَ، جَعَلَ لِكُلِّ نَبِيٍّ مِنْهُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً، وَالشِّرْعَةُ وَالْمِنْهَاجُ سَبِيلٌ وَسُنَّةٌ، وَقَالَ اللّهُ لِمُحَمَّدٍ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: «إِنّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ»۲ وَأَمَرَ كُلَّ نَبِيٍّ بِالْأَخْذِ بِالسَّبِيلِ وَالسُّنَّةِ، وَكَانَ مِنَ السَّبِيلِ وَالسُّنَّةِ الَّتِي أَمَرَ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهَا مُوسى عليه‏السلام أَنْ جَعَلَ عَلَيْهِمُ السَّبْتَ، وَكَانَ مَنْ أَعْظَمَ السَّبْتَ وَلَمْ يَسْتَحِلَّ أَنْ يَفْعَلَ ذلِكَ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ، أَدْخَلَهُ اللّهُ الْجَنَّةَ، وَمَنِ اسْتَخَفَّ بِحَقِّهِ، وَاسْتَحَلَّ مَا حَرَّمَ اللّهُ عَلَيْهِ مِنَ الْعَمَلِ الَّذِي نَهَاهُ اللّهُ عَنْهُ فِيهِ، أَدْخَلَهُ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ النَّارَ، وَذلِكَ حَيْثُ اسْتَحَلُّوا الْحِيتَانَ، وَاحْتَبَسُوهَا، وَأَكَلُوهَا يَوْمَ السَّبْتِ، غَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا أَشْرَكُوا بِالرَّحْمنِ، وَلاَ شَكُّوا فِي شَيْءٍ مِمَّا جَاءَ بِهِ مُوسى عليه‏السلام، قَالَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ: «وَ لَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِى السَّبْتِ فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ»۳.

1.. آل عمران ۳ : ۷ .

2.. النساء ۴ : ۱۶۳ .

3.. البقرة ۲ : ۶۵ .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
42

۱۵۱۷.۲. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ:
سَأَلْتُهُ عَنِ الاْءِيمَانِ وَالاْءِسْلاَمِ: قُلْتُ لَهُ: أَ فَرْقٌ بَيْنَ الاْءِسْلاَمِ وَالاْءِيمَانِ؟
قَالَ: «فَأَضْرِبُ لَكَ مَثَلَهُ؟» قَالَ: قُلْتُ: أَوْرِدْ ذلِكَ، قَالَ: «مَثَلُ الاْءِيمَانِ وَالاْءِسْلاَمِ مَثَلُ الْكَعْبَةِ الْحَرَامِ مِنَ الْحَرَمِ، قَدْ يَكُونُ فِي الْحَرَمِ وَلاَ يَكُونُ فِي الْكَعْبَةِ، وَلاَ يَكُونُ فِي الْكَعْبَةِ حَتّى يَكُونَ فِي الْحَرَمِ، وَقَدْ يَكُونُ مُسْلِماً وَلاَ يَكُونُ مُؤمِناً، وَلاَ يَكُونُ مُؤمِناً حَتّى يَكُونَ مُسْلِماً».
قَالَ: قُلْتُ: فَيُخْرِجُ مِنَ الاْءِيمَانِ شَيْءٌ؟ قَالَ: «نَعَمْ». قُلْتُ: فَيُصَيِّرُهُ إِلى مَا ذَا؟ قَالَ: «إِلَى الاْءِسْلاَمِ أَوِ الْكُفْرِ». وَقَالَ: «لَوْ أَنَّ رَجُلاً دَخَلَ الْكَعْبَةَ، فَأَفْلَتَ مِنْهُ بَوْلُهُ۱، أُخْرِجَ مِنَ الْكَعْبَةِ وَلَمْ يُخْرَجْ مِنَ الْحَرَمِ، فَغَسَلَ ثَوْبَهُ وَتَطَهَّرَ، ثُمَّ لَمْ يُمْنَعْ أَنْ يَدْخُلَ الْكَعْبَةَ ؛ وَلَوْ أَنَّ رَجُلاً دَخَلَ الْكَعْبَةَ، فَبَالَ فِيهَا مُعَانِداً، أُخْرِجَ مِنَ الْكَعْبَةِ وَمِنَ الْحَرَمِ، وَضُرِبَتْ عُنُقُهُ».

۱۷ ـ بَابٌ۲

۱۵۱۸.۱. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، عَنْ آدَمَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ:
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام، قَالَ: «إِنَّ أُ نَاساً تَكَلَّمُوا فِي هذَا الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ، وَذلِكَ أَنَّ اللّهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ يَقُولُ: «هُوَ الَّذِى أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَمايَعْلَمُ

1.. «فَأَفْلَتَ مِنْهُ بَولُهُ» ، أي خرج فجأة ؛ من الإفلات ، وهو التخلّص من الشيء فجأة من غير تمكّث . راجع : النهاية ، ج ۳ ، ص ۴۶۷ ؛ لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۶۶ فلت .

2.. في مرآة العقول ، ج ۷ ، ص ۱۶۴ : «إنّما لم يعنون الباب لأنّه قريب من البابين السابقين في أنّه مشتمل على معاني الإسلام والإيمان ، لكن لمّا كان فيه زيادة تفصيل وتوضيح وفوائد كبيرة جعله بابا آخر» .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18082
صفحه از 803
پرینت  ارسال به