بِهِ فَضْلَ الاْءِيمَانِ عَلَى الاْءِسْلاَمِ: أَ رَأَيْتَ لَوْ أَبْصَرْتَ رَجُلاً فِي الْمَسْجِدِ، أَ كُنْتَ تَشْهَدُ أَنَّكَ رَأَيْتَهُ فِي الْكَعْبَةِ؟» قُلْتُ: لاَ يَجُوزُ لِي ذلِكَ.
قَالَ: «فَلَوْ أَبْصَرْتَ رَجُلاً فِي الْكَعْبَةِ، أَ كُنْتَ شَاهِداً أَنَّهُ قَدْ دَخَلَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ؟» قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «وَ كَيْفَ ذلِكَ؟!» قُلْتُ: إِنَّهُ لاَ يَصِلُ إِلى دُخُولِ الْكَعْبَةِ حَتّى يَدْخُلَ الْمَسْجِدَ، فَقَالَ: «قَدْ أَصَبْتَ وَأَحْسَنْتَ» ثُمَّ قَالَ: «كَذلِكَ الاْءِيمَانُ وَالاْءِسْلاَمُ».
۱۶ ـ بَابٌ آخَرُ مِنْهُ وَفِيهِ أَنَّ الاْءِسْلاَمَ قَبْلَ الاْءِيمَانِ
۱۵۱۶.۱. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْقَصِيرِ، قَالَ:
كَتَبْتُ مَعَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَعْيَنَ إِلى أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليهالسلام أَسْأَلُهُ عَنِ الاْءِيمَانِ: مَا هُوَ؟
فَكَتَبَ إِلَيَّ مَعَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَعْيَنَ: «سَأَلْتَ ـ رَحِمَكَ اللّهُ ـ عَنِ الاْءِيمَانِ ؛ وَ الاْءِيمَانُ هُوَ الاْءِقْرَارُ بِاللِّسَانِ، وَعَقْدٌ فِي الْقَلْبِ، وَعَمَلٌ بِالْأَرْكَانِ، وَالاْءِيمَانُ بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ، وَهُوَ دَارٌ، وَكَذلِكَ الاْءِسْلاَمُ دَارٌ، وَالْكُفْرُ دَارٌ، فَقَدْ يَكُونُ الْعَبْدُ مُسْلِماً قَبْلَ أَنْ يَكُونَ مُؤمِناً، وَلاَ يَكُونُ مُؤمِناً حَتّى يَكُونَ مُسْلِماً، فَالاْءِسْلاَمُ قَبْلَ الاْءِيمَانِ وَهُوَ يُشَارِكُ الاْءِيمَانَ، فَإِذَا أَتَى الْعَبْدُ كَبِيرَةً مِنْ كَبَائِرِ الْمَعَاصِي، أَوْ صَغِيرَةً مِنْ صَغَائِرِ الْمَعَاصِي الَّتِي نَهَى اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عَنْهَا، كَانَ خَارِجاً مِنَ الاْءِيمَانِ، سَاقِطاً عَنْهُ اسْمُ الاْءِيمَانِ، وَثَابِتاً عَلَيْهِ اسْمُ الاْءِسْلاَمِ، فَإِنْ تَابَ وَاسْتَغْفَرَ، عَادَ إِلى دَارِ الاْءِيمَانِ، وَلاَ يُخْرِجُهُ إِلَى الْكُفْرِ إِلاَّ الْجُحُودُ
وَالاِسْتِحْلاَلُ بِأَنْ يَقُولَ لِلْحَلاَلِ: هذَا حَرَامٌ، وَ لِلْحَرَامِ: هذَا حَلاَلٌ، وَدَانَ بِذلِكَ، فَعِنْدَهَا يَكُونُ خَارِجاً مِنَ الاْءِسْلاَمِ وَالاْءِيمَانِ، دَاخِلاً فِي الْكُفْرِ، وَكَانَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ دَخَلَ الْحَرَمَ ثُمَّ دَخَلَ الْكَعْبَةَ، وَأَحْدَثَ فِي الْكَعْبَةِ حَدَثاً، فَأُخْرِجَ عَنِ الْكَعْبَةِ وَعَنِ الْحَرَمِ، فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ، وَصَارَ إِلَى النَّارِ».