41
الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني

بِهِ فَضْلَ الاْءِيمَانِ عَلَى الاْءِسْلاَمِ: أَ رَأَيْتَ لَوْ أَبْصَرْتَ رَجُلاً فِي الْمَسْجِدِ، أَ كُنْتَ تَشْهَدُ أَنَّكَ رَأَيْتَهُ فِي الْكَعْبَةِ؟» قُلْتُ: لاَ يَجُوزُ لِي ذلِكَ.
قَالَ: «فَلَوْ أَبْصَرْتَ رَجُلاً فِي الْكَعْبَةِ، أَ كُنْتَ شَاهِداً أَنَّهُ قَدْ دَخَلَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ؟» قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «وَ كَيْفَ ذلِكَ؟!» قُلْتُ: إِنَّهُ لاَ يَصِلُ إِلى دُخُولِ الْكَعْبَةِ حَتّى يَدْخُلَ الْمَسْجِدَ، فَقَالَ: «قَدْ أَصَبْتَ وَأَحْسَنْتَ» ثُمَّ قَالَ: «كَذلِكَ الاْءِيمَانُ وَالاْءِسْلاَمُ».

۱۶ ـ بَابٌ آخَرُ مِنْهُ وَفِيهِ أَنَّ الاْءِسْلاَمَ قَبْلَ الاْءِيمَانِ

۱۵۱۶.۱. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْقَصِيرِ، قَالَ:
كَتَبْتُ مَعَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَعْيَنَ إِلى أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام أَسْأَلُهُ عَنِ الاْءِيمَانِ: مَا هُوَ؟
فَكَتَبَ إِلَيَّ مَعَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَعْيَنَ: «سَأَلْتَ ـ رَحِمَكَ اللّهُ ـ عَنِ الاْءِيمَانِ ؛ وَ الاْءِيمَانُ هُوَ الاْءِقْرَارُ بِاللِّسَانِ، وَعَقْدٌ فِي الْقَلْبِ، وَعَمَلٌ بِالْأَرْكَانِ، وَالاْءِيمَانُ بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ، وَهُوَ دَارٌ، وَكَذلِكَ الاْءِسْلاَمُ دَارٌ، وَالْكُفْرُ دَارٌ، فَقَدْ يَكُونُ الْعَبْدُ مُسْلِماً قَبْلَ أَنْ يَكُونَ مُؤمِناً، وَلاَ يَكُونُ مُؤمِناً حَتّى يَكُونَ مُسْلِماً، فَالاْءِسْلاَمُ قَبْلَ الاْءِيمَانِ وَهُوَ يُشَارِكُ الاْءِيمَانَ، فَإِذَا أَتَى الْعَبْدُ كَبِيرَةً مِنْ كَبَائِرِ الْمَعَاصِي، أَوْ صَغِيرَةً مِنْ صَغَائِرِ الْمَعَاصِي الَّتِي نَهَى اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عَنْهَا، كَانَ خَارِجاً مِنَ الاْءِيمَانِ، سَاقِطاً عَنْهُ اسْمُ الاْءِيمَانِ، وَثَابِتاً عَلَيْهِ اسْمُ الاْءِسْلاَمِ، فَإِنْ تَابَ وَاسْتَغْفَرَ، عَادَ إِلى دَارِ الاْءِيمَانِ، وَلاَ يُخْرِجُهُ إِلَى الْكُفْرِ إِلاَّ الْجُحُودُ
وَالاِسْتِحْلاَلُ بِأَنْ يَقُولَ لِلْحَلاَلِ: هذَا حَرَامٌ، وَ لِلْحَرَامِ: هذَا حَلاَلٌ، وَدَانَ بِذلِكَ، فَعِنْدَهَا يَكُونُ خَارِجاً مِنَ الاْءِسْلاَمِ وَالاْءِيمَانِ، دَاخِلاً فِي الْكُفْرِ، وَكَانَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ دَخَلَ الْحَرَمَ ثُمَّ دَخَلَ الْكَعْبَةَ، وَأَحْدَثَ فِي الْكَعْبَةِ حَدَثاً، فَأُخْرِجَ عَنِ الْكَعْبَةِ وَعَنِ الْحَرَمِ، فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ، وَصَارَ إِلَى النَّارِ».


الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
40

إِلَى اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَصَدَّقَهُ الْعَمَلُ بِالطَّاعَةِ لِلّهِ وَالتَّسْلِيمِ لِأَمْرِهِ ؛ وَالاْءِسْلاَمُ مَا ظَهَرَ مِنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ، وَهُوَ الَّذِي عَلَيْهِ جَمَاعَةُ النَّاسِ مِنَ الْفِرَقِ كُلِّهَا، وَبِهِ حُقِنَتِ الدِّمَاءُ، وَعَلَيْهِ جَرَتِ الْمَوَارِيثُ، وَجَازَ النِّكَاحُ، وَاجْتَمَعُوا عَلَى الصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ وَالصَّوْمِ وَالْحَجِّ، فَخَرَجُوا بِذلِكَ مِنَ الْكُفْرِ، وَأُضِيفُوا إِلَى الاْءِيمَانِ، وَالاْءِسْلاَمُ لاَ يَشْرَكُ الاْءِيمَانَ، وَالاْءِيمَانُ يَشْرَكُ الاْءِسْلاَمَ، وَهُمَا فِي الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ يَجْتَمِعَانِ، كَمَا صَارَتِ الْكَعْبَةُ فِي الْمَسْجِدِ وَالْمَسْجِدُ لَيْسَ فِي الْكَعْبَةِ، وَكَذلِكَ الاْءِيمَانُ يَشْرَكُ الاْءِسْلاَمَ، وَالاْءِسْلاَمُ لاَ يَشْرَكُ الاْءِيمَانَ ؛ وَقَدْ قَالَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ: «قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنّا قُلْ لَمْ تُؤمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمّا يَدْخُلِ الاْءِيمانُ فِى قُلُوبِكُمْ»۱ فَقَوْلُ اللّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَصْدَقُ الْقَوْلِ».
قُلْتُ: فَهَلْ لِلْمُؤمِنِ فَضْلٌ عَلَى الْمُسْلِمِ فِي شَيْءٍ مِنَ الْفَضَائِلِ وَ الْأَحْكَامِ وَالْحُدُودِ وَغَيْرِ ذلِكَ؟
فَقَالَ: «لاَ، هُمَا يَجْرِيَانِ فِي ذلِكَ مَجْرى وَاحِدٍ، وَلكِنْ لِلْمُؤمِنِ فَضْلٌ عَلَى
الْمُسْلِمِ فِي أَعْمَالِهِمَا وَمَا يَتَقَرَّبَانِ بِهِ إِلَى اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ».
قُلْتُ: أَ لَيْسَ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ: «مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها» وَزَعَمْتَ أَنَّهُمْ مُجْتَمِعُونَ عَلَى الصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ وَالصَّوْمِ وَالْحَجِّ مَعَ الْمُؤمِنِ؟
قَالَ: «أَ لَيْسَ قَدْ قَالَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ: «فَيُضاعِفُهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً»۲؟ فَالْمُؤمِنُونَ هُمُ الَّذِينَ يُضَاعِفُ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَهُمْ حَسَنَاتِهِمْ: لِكُلِّ حَسَنَةٍ سبعين ضِعْفاً، فَهذَا فَضْلُ الْمُؤمِنِ، وَيَزِيدُهُ اللّهُ فِي حَسَنَاتِهِ عَلى قَدْرِ صِحَّةِ إِيمَانِهِ أَضْعَافاً كَثِيرَةً، وَيَفْعَلُ اللّهُ بِالْمُؤمِنِينَ مَا يَشَاءُ مِنَ الْخَيْرِ».
قُلْتُ: أَ رَأَيْتَ مَنْ دَخَلَ فِي الاْءِسْلاَمِ أَ لَيْسَ هُوَ دَاخِلاً فِي الاْءِيمَانِ؟
فَقَالَ: «لاَ، وَلكِنَّهُ قَدْ أُضِيفَ إِلَى الاْءِيمَانِ، وَخَرَجَ مِنَ الْكُفْرِ وَسَأَضْرِبُ لَكَ مَثَلاً تَعْقِلُ

1.. الحجرات ۴۹ : ۱۴ .

2.. البقرة ۲ : ۲۴۵ .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18186
صفحه از 803
پرینت  ارسال به