337
الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني

فِيهِمْ خَمْسَةَ أَرْوَاحٍ: رُوحَ الْقُدُسِ، وَ رُوحَ الاْءِيمَانِ، وَ رُوحَ الْقُوَّةِ، وَ رُوحَ الشَّهْوَةِ، وَرُوحَ الْبَدَنِ؛ فَبِرُوحِ الْقُدُسِ بُعِثُوا أَنْبِيَاءَ مُرْسَلِينَ‏وَ غَيْرَ مُرْسَلِينَ، وَبِهَا عَلِمُوا الْأَشْيَاءَ؛ وَ بِرُوحِ الاْءِيمَانِ عَبَدُوا اللّهَ، وَ لَمْ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً ؛ وَ بِرُوحِ الْقُوَّةِ جَاهَدُوا عَدُوَّهُمْ، وَ عَالَجُوا مَعَاشَهُمْ ؛ وَ بِرُوحِ الشَّهْوَةِ أَصَابُوا لَذِيذَ الطَّعَامِ، وَ نَكَحُوا الْحَلاَلَ مِنْ شَبَابِ النِّسَاءِ ؛ وَ بِرُوحِ الْبَدَنِ دَبُّوا۱ وَ دَرَجُوا ؛ فَهؤلاَءِ مَغْفُورٌ لَهُمْ، مَصْفُوحٌ عَنْ ذُنُوبِهِمْ».
ثُمَّ قَالَ: «قَالَ اللّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: «تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ وَ آتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَ أَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ»۲ ثُمَّ قَالَ فِي جَمَاعَتِهِمْ: «وَ أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ»۳ يَقُولُ: أَكْرَمَهُمْ بِهَا، فَفَضَّلَهُمْ عَلى مَنْ سِوَاهُمْ ؛ فَهؤلاَءِ مَغْفُورٌ لَهُمْ، مَصْفُوحٌ عَنْ ذُنُوبِهِمْ.
ثُمَّ ذَكَرَ أَصْحَابَ الْمَيْمَنَةِ ـ وَ هُمُ الْمُؤمِنُونَ حَقّاً ـ بِأَعْيَانِهِمْ، جَعَلَ اللّهُ فِيهِمْ أَرْبَعَةَ أَرْوَاحٍ: رُوحَ الاْءِيمَانِ، وَ رُوحَ الْقُوَّةِ، وَ رُوحَ الشَّهْوَةِ، وَ رُوحَ الْبَدَنِ؛ فَلاَ يَزَالُ الْعَبْدُ
يَسْتَكْمِلُ هذِهِ الْأَرْوَاحَ الْأَرْبَعَةَ حَتّى تَأْتِيَ عَلَيْهِ حَالاَتٌ».
فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ، مَا هذِهِ الْحَالاَتُ؟
فَقَالَ: «أَمَّا أُولاَهُنَّ، فَهُوَ كَمَا قَالَ اللّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: «وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَىْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً»۴ فَهذَا يَنْتَقِصُ مِنْهُ جَمِيعُ الْأَرْوَاحِ، وَ لَيْسَ بِالَّذِي يَخْرُجُ مِنْ دِينِ اللّهِ ؛ لِأَنَّ الْفَاعِلَ بِهِ رَدَّهُ إِلى أَرْذَلِ عُمُرِهِ، فَهُوَ لاَ يَعْرِفُ لِلصَّلاَةِ وَقْتاً، وَ لاَ يَسْتَطِيعُ التَّهَجُّدَ بِاللَّيْلِ وَ لاَ بِالنَّهَارِ، وَ لاَ الْقِيَامَ فِي الصَّفِّ مَعَ النَّاسِ ؛ فَهذَا نُقْصَانٌ مِنْ رُوحِ الاْءِيمَانِ، وَ لَيْسَ يَضُرُّهُ شَيْئاً.
وَ مِنْهُمْ: مَنْ يَنْتَقِصُ مِنْهُ رُوحُ الْقُوَّةِ، فَلاَ يَسْتَطِيعُ جِهَادَ عَدُوِّهِ، وَ لاَ يَسْتَطِيعُ طَلَبَ الْمَعِيشَةِ.

1.. دبّ الصغير يدبّ دبيبا ، ودبّ الجيش دبيبا أيضا: ساروا سَيرا ليّنا. المصباح المنير ، ص ۱۸۸ دبّ.

2.. البقرة ۲: ۲۵۳.

3.. المجادلة ۵۸ : ۲۲ .

4.. النحل ۱۶: ۷۰.


الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
336

۲۴۵۶.۱۵. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْوَشَّاءِ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «الْكَبَائِرُ سَبْعَةٌ: مِنْهَا: قَتْلُ النَّفْسِ مُتَعَمِّداً، وَ الشِّرْكُ بِاللّهِ الْعَظِيمِ، وَ قَذْفُ الْمُحْصَنَةِ، وَ أَكْلُ الرِّبَا بَعْدَ الْبَيِّنَةِ، وَ الْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ، وَ التَّعَرُّبُ بَعْدَ الْهِجْرَةِ، وَ عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَ أَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ ظُلْماً».
قَالَ: «وَ التَّعَرُّبُ وَ الشِّرْكُ وَاحِدٌ».

۲۴۵۷.۱۶. أَبَانٌ، عَنْ زِيَادٍ الْكُنَاسِيِّ، قَالَ:
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام: «وَ الَّذِي إِذَا دَعَاهُ أَبُوهُ لَعَنَ أَبَاهُ، وَ الَّذِي إِذَا أَجَابَهُ ابْنُهُ يَضْرِبُهُ».

۲۴۵۸.۱۷. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ رَفَعَهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ الْغَنَوِيِّ، عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ، قَالَ:

جَاءَ رَجُلٌ إِلى أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ، إِنَّ نَاساً زَعَمُوا أَنَّ الْعَبْدَ لاَ يَزْنِي وَ هُوَ مُؤمِنٌ، وَ لاَ يَسْرِقُ وَ هُوَ مُؤمِنٌ، وَ لاَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ وَ هُوَ مُؤمِنٌ، وَ لاَ يَأْكُلُ الرِّبَا وَ هُوَ مُؤمِنٌ، وَ لاَ يَسْفِكُ الدَّمَ الْحَرَامَ وَ هُوَ مُؤمِنٌ، فَقَدْ ثَقُلَ عَلَيَّ هذَا وَحَرِجَ مِنْهُ صَدْرِي حِينَ أَزْعُمُ أَنَّ هذَا الْعَبْدَ يُصَلِّي صَلاَتِي، وَ يَدْعُو دُعَائِي، وَ يُنَاكِحُنِي وَ أُنَاكِحُهُ، وَ يُوَارِثُنِي وَ أُوَارِثُهُ، وَ قَدْ خَرَجَ مِنَ الاْءِيمَانِ مِنْ أَجْلِ ذَنْبٍ يَسِيرٍ أَصَابَهُ؟
فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيْهِ: «صَدَقْتَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله يَقُولُ: وَ الدَّلِيلُ عَلَيْهِ كِتَابُ اللّهِ، خَلَقَ اللّهُ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ النَّاسَ عَلى ثَلاَثِ طَبَقَاتٍ، وَ أَنْزَلَهُمْ ثَلاَثَ مَنَازِلَ، وَ ذلِكَ قَوْلُ اللّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِي الْكِتَابِ: «أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ»،«وأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ»،«وَالسَّابِقُونَ».۱
فَأَمَّا مَا ذَكَرَ مِنْ أَمْرِ السَّابِقِينَ، فَإِنَّهُمْ أَنْبِيَاءُ مُرْسَلُونَ وَ غَيْرُ مُرْسَلِينَ، جَعَلَ اللّهُ

1.. الواقعة ۵۶: ۸ ـ ۱۰.

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 19455
صفحه از 803
پرینت  ارسال به