315
الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني

حَتّى لَوْ سَأَلَهُ الدُّنْيَا بِمَا فِيهَا، أَعْطَاهُ ذلِكَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْتَقِصَ مِنْ مُلْكِهِ شَيْئاً؛ وَإِنَّ اللّهَ لَيَتَعَاهَدُ عَبْدَهُ الْمُؤمِنَ بِالْبَلاَءِ، كَمَا يَتَعَاهَدُ الْغَائِبُ أَهْلَهُ بِالطُّرَفِ ؛ وَإِنَّهُ لَيَحْمِيهِ الدُّنْيَا، كَمَا يَحْمِي الطَّبِيبُ الْمَرِيضَ».

۲۳۸۰.۲۹. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ سَمَاعَةَ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: «إِنَّ فِي كِتَابِ عَلِيٍّ عليه‏السلام: أَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ بَلاَءً النَّبِيُّونَ، ثُمَّ الْوَصِيُّونَ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ ؛ وَإِنَّمَا يُبْتَلَى الْمُؤمِنُ عَلى قَدْرِ أَعْمَالِهِ الْحَسَنَةِ، فَمَنْ صَحَّ دِينُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ، اشْتَدَّ بَلاَؤهُ، وَذلِكَ أَنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَمْ يَجْعَلِ الدُّنْيَا ثَوَاباً لِمُؤمِنٍ، وَلاَ عُقُوبَةً لِكَافِرٍ، وَمَنْ سَخُفَ دِينُهُ وَضَعُفَ عَمَلُهُ، قَلَّ بَلاَؤهُ ؛ وَ أَنَّ الْبَلاَءَ أَسْرَعُ إِلَى الْمُؤمِنِ التَّقِيِّ مِنَ الْمَطَرِ إِلى قَرَارِ۱ الْأَرْضِ».

۲۳۸۱.۳۰. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ:
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام: إِنَّ هذَا الَّذِي ظَهَرَ بِوَجْهِي يَزْعُمُ النَّاسُ أَنَّ اللّهَ لَمْ يَبْتَلِ بِهِ عَبْداً لَهُ فِيهِ حَاجَةٌ، قَالَ: فَقَالَ لِي: «لَقَدْ كَانَ مُؤمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ مُكَنَّعَ۲ الْأَصَابِعِ، فَكَانَ يَقُولُ هكَذَا، وَيَمُدُّ يَدَيْهِ، وَيَقُولُ: «يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ»۳».
ثُمَّ قَالَ لِي: «إِذَا كَانَ الثُّلُثُ الْأَخِيرُ مِنَ اللَّيْلِ فِي أَوَّلِهِ، فَتَوَضَّ، وَ قُمْ إِلى صَلاَتِكَ الَّتِي تُصَلِّيهَا، فَإِذَا كُنْتَ فِي السَّجْدَةِ الْأَخِيرَةِ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ، فَقُلْ ـ وَ أَنْتَ سَاجِدٌ ـ: يَا عَلِيُّ، يَا عَظِيمُ، يَا رَحْمَانُ، يَا رَحِيمُ، يَا سَامِعَ الدَّعَوَاتِ، يَا مُعْطِيَ الْخَيْرَاتِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَعْطِنِي مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالاْخِرَةِ مَا أَنْتَ أَهْلُهُ،

1.. «القَرار» واحده : القَرارة . وهي المطمئنّ من الأرض وما يستقرّ فيه ماء المطر. لسان العرب، ج۵ ، ص۸۵ قرر.

2.. «مكنّع الأصابع» : أشلّها . راجع : النهاية ، ج ۴ ، ص ۲۰۴ .

3.. يس ۳۶ : ۲۰ .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
314

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَثَلُ الْمُؤمِنِ كَمَثَلِ خَامَةِ۱ الزَّرْعِ تُكْفِئُهَا الرِّيَاحُ كَذَا وَكَذَا، وَكَذلِكَ الْمُؤمِنُ تُكْفِئُهُ الْأَوْجَاعُ وَالْأَمْرَاضُ ؛ وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ كَمَثَلِ الاْءِرْزَبَّةِ الْمُسْتَقِيمَةِ الَّتِي لاَ يُصِيبُهَا شَيْءٌ حَتّى يَأْتِيَهُ الْمَوْتُ، فَيَقْصِفَهُ۲ قَصْفاً».

۲۳۷۷.۲۶. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله يَوْماً لِأَصْحَابِهِ: مَلْعُونٌ كُلُّ مَالٍ لاَ يُزَكّى، مَلْعُونٌ كُلُّ جَسَدٍ لاَ يُزَكّى وَلَوْ فِي كُلِّ أَرْبَعِينَ يَوْماً مَرَّةً، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ‏اللّهِ، أَمَّا زَكَاةُ الْمَالِ فَقَدْ عَرَفْنَاهَا، فَمَا زَكَاةُ الْأَجْسَادِ؟ فَقَالَ لَهُمْ: أَنْ تُصَابَ بِآفَةٍ».
قَالَ: «فَتَغَيَّرَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ سَمِعُوا ذلِكَ مِنْهُ، فَلَمَّا رَآهُمْ قَدْ تَغَيَّرَتْ أَلْوَانُهُمْ، قَالَ لَهُمْ: أَ تَدْرُونَ مَا عَنَيْتُ بِقَوْلِي؟ قَالُوا: لاَ يَا رَسُولَ اللّهِ، قَالَ: بَلى، الرَّجُلُ يُخْدَشُ الْخَدْشَةَ، وَيُنْكَبُ النَّكْبَةَ۳، وَيَعْثُرُ الْعَثْرَةَ، وَيُمْرَضُ الْمَرْضَةَ، وَيُشَاكُ الشَّوْكَةَ، وَمَا أَشْبَهَ هذَا، حَتّى ذَكَرَ فِي حَدِيثِهِ اخْتِلاَجَ الْعَيْنِ».

۲۳۷۸.۲۷. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ، قَالَ:
سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام: أَ يُبْتَلَى الْمُؤمِنُ بِالْجُذَامِ وَالْبَرَصِ۴ وَأَشْبَاهِ هذَا ؟ قَالَ: فَقَالَ: «وَ هَلْ كُتِبَ الْبَلاَءُ إِلاَّ عَلَى الْمُؤمِنِ ؟».

۲۳۷۹.۲۸. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَمَّنْ رَوَاهُ، عَنِ الْحَلَبِيِّ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: «إِنَّ الْمُؤمِنَ لَيَكْرُمُ عَلَى اللّهِ حَتّى لَوْ سَأَلَهُ الْجَنَّةَ
بِمَا فِيهَا، أَعْطَاهُ ذلِكَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْتَقِصَ مِنْ مُلْكِهِ شَيْئاً ؛ وَإِنَّ الْكَافِرَ لَيَهُونُ عَلَى اللّهِ

1.. «الخامة» : الطاقة الغَضّة اللَّيّنَة من الزرع . النهاية ، ج۲ ، ص۸۹ خوم .

2.. قصفتُ العُودَ فانقصف : مثل كسرتُه فانكسر وزنا ومعنى . المصباح المنير ، ص۵۰۶ قصف .

3.. في مرآة العقول : «النكبة» أن يقع رجله على الحجارة ونحوها ، أو يسقط على وجهه ، أو أصابته بليّة خفيفة من بلايا الدهر» .

4.. «البَرَص» : بياض يظهر في ظاهر البدن لفساد مزاج . القاموس المحيط ، ج۱ ، ص۸۳۳ برص .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18362
صفحه از 803
پرینت  ارسال به