31
الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني

أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً»۱ أَمَا لَوْ أَنَّ رَجُلاً قَامَ لَيْلَهُ وَصَامَ نَهَارَهُ وَتَصَدَّقَ بِجَمِيعِ مَالِهِ وَحَجَّ جَمِيعَ دَهْرِهِ وَلَمْ يَعْرِفْ وَلاَيَةَ وَلِيِّ اللّهِ فَيُوَالِيَهُ وَيَكُونَ جَمِيعُ أَعْمَالِهِ بِدَلاَلَتِهِ إِلَيْهِ، مَا كَانَ لَهُ عَلَى اللّهِ حَقٌّ فِي ثَوَابِهِ، وَلاَ كَانَ مِنْ أَهْلِ الاْءِيمَانِ». ثُمَّ قَالَ: «أُولئِكَ الْمُحْسِنُ مِنْهُمْ يُدْخِلُهُ اللّهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ».

۱۴۹۵.۶. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى، عَنْ عِيسَى بْنِ السَّرِيِّ أَبِي الْيَسَعِ، قَالَ:
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام: أَخْبِرْنِي بِدَعَائِمِ الاْءِسْلاَمِ، الَّتِي لاَ يَسَعُ أَحَداً التَّقْصِيرُ عَنْ مَعْرِفَةِ شَيْءٍ مِنْهَا، الَّتِي مَنْ قَصَّرَ عَنْ مَعْرِفَةِ شَيْءٍ مِنْهَا فَسَدَ دِينُهُ وَلَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ
عَمَلُهُ، وَمَنْ عَرَفَهَا وَعَمِلَ بِهَا صَلَحَ لَهُ دِينُهُ وَقُبِلَ مِنْهُ عَمَلُهُ، وَلَمْ يَضِقْ بِهِ مِمَّا هُوَ فِيهِ لِجَهْلِ شَيْءٍ مِنَ الْأُمُورِ جَهِلَهُ؟
فَقَالَ: «شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ، وَالاْءِيمَانُ بِأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وَالاْءِقْرَارُ بِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللّهِ، وَحَقٌّ۲ فِي الْأَمْوَالِ الزَّكَاةُ، وَالْوَِلاَيَةُ۳ الَّتِي أَمَرَ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهَا وَِلاَيَةُ آلِ مُحَمَّدٍ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله».
قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: هَلْ فِي الْوَِلاَيَةِ شَيْءٌ دُونَ شَيْءٍ فَضْلٌ يُعْرَفُ لِمَنْ أَخَذَ بِهِ؟
قَالَ: «نَعَمْ ؛ قَالَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِى الْأَمْرِ مِنْكُمْ»۴ وَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَنْ مَاتَ وَ لاَ يَعْرِفُ إِمَامَهُ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً، وَكَانَ رَسُولَ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وَكَانَ عَلِيّاً عليه‏السلام، وَقَالَ الاْخَرُونَ: كَانَ مُعَاوِيَةَ ؛ ثُمَّ كَانَ الْحَسَنَ، ثُمَّ كَانَ

1.. النساء ۴ : ۸۰ .

2.. يجوز فيه الجرّ عطفا على الموصول ، والرفع عطفا على شهادة ، أو خبرا للزكاة . والزكاة على الأوّل والثاني بدل عنه . واستبعد المجلسي الثاني ، ثمّ قال : «يمكن أن يقرأ حقّ على بناء الماضي المجهول» .

3.. في الوافي : «وأراد عليه‏السلام بالولاية المأمور بها ـ بالكسر ـ الإمارة وأولويّة التصرّف» . وفي مرآة العقول : «أقول : بل الوَلاية ـ بالفتح ـ بمعنى المحبّة والنصرة والطاعة ، واعتقاد الإمامة هنا أنسب كما لا يخفى» .

4.. النساء ۴ : ۵۹ .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
30

فَقَالَ: «الصَّلاَةُ ؛ إِنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله قَالَ: الصَّلاَةُ عَمُودُ دِينِكُمْ».
قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ الَّذِي يَلِيهَا فِي الْفَضْلِ؟
قَالَ: «الزَّكَاةُ ؛ لِأَنَّهُ قَرَنَهَا بِهَا، وَبَدَأَ بِالصَّلاَةِ قَبْلَهَا، وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الزَّكَاةُ تُذْهِبُ الذُّنُوبَ».
قُلْتُ: وَالَّذِي يَلِيهَا فِي الْفَضْلِ؟
قَالَ: «الْحَجُّ ؛ قَالَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ: «وَ لِلّهِ عَلَى النّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللّهَ غَنِىٌّ عَنِ الْعالَمِينَ»۱ ؛ وَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لَحَجَّةٌ مَقْبُولَةٌ خَيْرٌ مِنْ عِشْرِينَ صَلاَةً نَافِلَةً، وَمَنْ طَافَ بِهذَا الْبَيْتِ طَوَافاً أَحْصى فِيهِ أُسْبُوعَهُ وَأَحْسَنَ رَكْعَتَيْهِ، غَفَرَ اللّهُ لَهُ ؛ وَقَالَ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ وَيَوْمِ الْمُزْدَلِفَةِ مَا قَالَ».
قُلْتُ: فَمَا ذَا يَتْبَعُهُ؟ قَالَ: «الصَّوْمُ».
قُلْتُ: وَمَا بَالُ الصَّوْمِ صَارَ آخِرَ ذلِكَ أَجْمَعَ؟
قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الصَّوْمُ جُنَّةٌ۲ مِنَ النَّارِ».
قَالَ: ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ أَفْضَلَ الْأَشْيَاءِ مَا إِذَا فَاتَكَ لَمْ تَكُنْ مِنْهُ تَوْبَةٌ دُونَ أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْهِ فَتُؤدِّيَهُ بِعَيْنِهِ، إِنَّ الصَّلاَةَ وَالزَّكَاةَ وَالْحَجَّ وَالْوَِلاَيَةَ لَيْسَ يَنْفَعُ شَيْءٌ مَكَانَهَا دُونَ أَدَائِهَا، وَإِنَّ الصَّوْمَ إِذَا فَاتَكَ أَوْ قَصَّرْتَ أَوْ سَافَرْتَ فِيهِ، أَدَّيْتَ مَكَانَهُ أَيَّاماً غَيْرَهَا، وَجَزَيْتَ ذلِكَ الذَّنْبَ بِصَدَقَةٍ، وَلاَ قَضَاءَ عَلَيْكَ، وَلَيْسَ مِنْ تِلْكَ الْأَرْبَعَةِ شَيْءٌ يُجْزِيكَ مَكَانَهُ غَيْرُهُ».
قَالَ: ثُمَّ قَالَ: «ذِرْوَةُ۳ الْأَمْرِ وَسَنَامُهُ۴ وَمِفْتَاحُهُ وَبَابُ الْأَشْيَاءِ وَرِضَا الرَّحْمنِ الطَّاعَةُ لِلاْءِمَامِ بَعْدَ مَعْرِفَتِهِ، إِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ: «مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللّهَ وَمَنْ تَوَلّى فَما

1.. آل عمران ۳ : ۹۷ .

2.. «الجُنّة» : الدِّرع . وكلّ ما وقاك فهو جُنَّتك . ترتيب كتاب العين ، ج ۱ ، ص ۳۲۴ جنّ .

3.. الذِّروَة ـ بالكسر والضمّ ـ من كلّ شيء : أعلاه . المصباح المنير ، ص ۲۰۸ ذرو .

4.. سَنام كلّ شيء : أعلاه . مجمع البحرين ، ج ۶ ، ص ۹۲ سنم .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18498
صفحه از 803
پرینت  ارسال به