305
الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني

الْمُؤمِنِينَ، أَخْبِرْنَا عَنِ الاْءِخْوَانِ، فَقَالَ عليه‏السلام: الاْءِخْوَانُ صِنْفَانِ: إِخْوَانُ الثِّقَةِ، وَإِخْوَانُ الْمُكَاشَرَةِ۱.
فَأَمَّا إِخْوَانُ الثِّقَةِ، فَهُمُ: الْكَفُّ، وَالْجَنَاحُ، وَالْأَهْلُ، وَالْمَالُ، فَإِذَا كُنْتَ مِنْ أَخِيكَ
عَلى حَدِّ الثِّقَةِ، فَابْذُلْ لَهُ مَالَكَ وَبَدَنَكَ، وَصَافِ مَنْ صَافَاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ، وَاكْتُمْ سِرَّهُ وَعَيْبَهُ، وَأَظْهِرْ مِنْهُ الْحَسَنَ، وَاعْلَمْ أَيُّهَا السَّائِلُ أَنَّهُمْ أَقَلُّ مِنَ الْكِبْرِيتِ الْأَحْمَرِ.
وَ أَمَّا إِخْوَانُ الْمُكَاشَرَةِ، فَإِنَّكَ تُصِيبُ لَذَّتَكَ مِنْهُمْ، فَلاَ تَقْطَعَنَّ ذلِكَ مِنْهُمْ، وَلاَ تَطْلُبَنَّ مَا وَرَاءَ ذلِكَ مِنْ ضَمِيرِهِمْ، وَابْذُلْ لَهُمْ مَابَذَلُوا لَكَ مِنْ طَلاَقَةِ الْوَجْهِ وَحَلاَوَةِ اللِّسَانِ».

۱۰۵ ـ بَابُ مَا أَخَذَهُ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِ مِنَ الصَّبْرِ عَلى مَا يَلْحَقُهُ فِيمَا ابْتُلِيَ بِهِ

۲۳۳۹.۱. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: «أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الْمُؤمِنِ عَلى أَنْ لاَ تُصَدَّقَ مَقَالَتُهُ، وَلاَ يَنْتَصِفَ مِنْ عَدُوِّهِ، وَمَا مِنْ مُؤمِنٍ يَشْفِي نَفْسَهُ إِلاَّ بِفَضِيحَتِهَا ؛ لِأَنَّ كُلَّ مُؤمِنٍ مُلْجَمٌ».

۲۳۴۰.۲. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛ وَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ اللّهَ أَخَذَ مِيثَاقَ الْمُؤمِنِ عَلى بَلاَيَا أَرْبَعٍ أَيْسَرُهَا عَلَيْهِ مُؤمِنٌ يَقُولُ بِقَوْلِهِ يَحْسُدُهُ، أَوْ مُنَافِقٌ يَقْفُو۲ أَثَرَهُ، أَوْ شَيْطَانٌ يُغْوِيهِ، أَوْ كَافِرٌ يَرى جِهَادَهُ، فَمَا بَقَاءُ الْمُؤمِنِ بَعْدَ هذَا؟».

۲۳۴۱.۳. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ:

1.. «الكشْر» : ظهور الأسنان للضحك . وكاشره : إذا ضحك في وجهه وباسطه . النهاية ، ج۴ ، ص۱۷۶ كشر .

2.. قفوتُ أثره : تَبِعْته . المصباح المنير ، ص۵۱۲ قفو .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
304

۱۰۴ ـ بَابٌ فِي أَنَّ الْمُؤمِنَ صِنْفَانِ

۲۳۳۶.۱. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ نُصَيْرٍ أَبِي الْحَكَمِ الْخَثْعَمِيِّ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: «الْمُؤمِنُ مُؤمِنَانِ: فَمُؤمِنٌ صَدَقَ بِعَهْدِ اللّهِ، وَوَفى بِشَرْطِهِ، وَذلِكَ قَوْلُ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ: «رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيْهِ»۱ فَذلِكَ الَّذِي لاَ تُصِيبُهُ أَهْوَالُ الدُّنْيَا وَلاَ أَهْوَالُ الاْخِرَةِ، وَذلِكَ مِمَّنْ يَشْفَعُ وَلاَ يُشْفَعُ لَهُ ؛ وَمُؤمِنٌ كَخَامَةِ۲ الزَّرْعِ تَعْوَجُّ أَحْيَاناً، وَتَقُومُ أَحْيَاناً، فَذلِكَ مِمَّنْ تُصِيبُهُ أَهْوَالُ الدُّنْيَا وَأَهْوَالُ الاْخِرَةِ، وَذلِكَ مِمَّنْ يُشْفَعُ لَهُ وَلاَ يَشْفَعُ».

۲۳۳۷.۲. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ، عَنْ خَالِدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ خَضِرِ بْنِ عَمْرٍو:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «الْمُؤمِنُ مُؤمِنَانِ: مُؤمِنٌ وَفى لِلّهِ بشُرُوطِهِ الَّتِي اشْتَرَطَهَا عَلَيْهِ، فَذلِكَ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ، وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً، وَذلِكَ مِمَّنْ يَشْفَعُ وَلاَ يُشْفَعُ لَهُ، وَذلِكَ مِمَّنْ لاَ تُصِيبُهُ أَهْوَالُ الدُّنْيَا، وَلاَ أَهْوَالُ الاْخِرَةِ ؛ وَمُؤمِنٌ زَلَّتْ بِهِ قَدَمٌ، فَذلِكَ كَخَامَةِ الزَّرْعِ، كَيْفَمَا كَفَأَتْهُ۳ الرِّيحُ انْكَفَأَ، وَذلِكَ مِمَّنْ تُصِيبُهُ أَهْوَالُ الدُّنْيَا وَ الاْخِرَةِ، وَيُشْفَعُ لَهُ وَهُوَ عَلى خَيْرٍ».

۲۳۳۸.۳. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ الْأَنْصَارِيِّ:
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام، قَالَ: «قَامَ رَجُلٌ بِالْبَصْرَةِ إِلى أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ

1.. الأحزاب ۳۳ : ۲۳ .

2.. «الخامة» : الطاقة الغَضّة اللَّيّنَةُ من الزرع ، وأوّل ما نبت على ساق . راجع : النهاية ، ج۲ ، ص۸۹ (خوم) .

3.. كَفَأَه : قَلَبَه . لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۱۴۰ كفأ .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18063
صفحه از 803
پرینت  ارسال به