295
الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني

قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَأَيْنَ أَطْلُبُ هؤلاَءِ؟
قَالَ: «فِي أَطْرَافِ الْأَرْضِ، أُولئِكَ الْخَفِيضُ۱ عَيْشُهُمْ، الْمُنْتَقِلَةُ دِيَارُهُمْ ؛ إِنْ شَهِدُوا لَمْ يُعْرَفُوا، وَإِنْ غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا، وَ مِنَ الْمَوْتِ لاَ يَجْزَعُونَ، وَفِي الْقُبُورِ يَتَزَاوَرُونَ، وَ إِنْ لَجَأَ إِلَيْهِمْ ذُو حَاجَةٍ مِنْهُمْ رَحِمُوهُ، لَنْ تَخْتَلِفَ قُلُوبُهُمْ وَإِنِ اخْتَلَفَ بِهِمُ الدَّارُ».
ثُمَّ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أَنَا الْمَدِينَةُ وَعَلِيٌّ عليه‏السلام الْبَابُ، وَكَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ لاَ مِنْ قِبَلِ الْبَابِ، وَكَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يُحِبُّنِي وَيُبْغِضُ عَلِيّاً صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيْهِ».

۲۳۰۷.۲۸. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: قَالَ: «مَنْ عَامَلَ النَّاسَ فَلَمْ يَظْلِمْهُمْ، وَحَدَّثَهُمْ فَلَمْ يَكْذِبْهُمْ، وَوَعَدَهُمْ فَلَمْ يُخْلِفْهُمْ، كَانَ مِمَّنْ حُرِّمَتْ غِيبَتُهُ، وَكَمَلَتْ مُرُوءَتُهُ، وَظَهَرَ عَدْلُهُ، وَوَجَبَتْ أُخُوَّتُهُ».

۲۳۰۸.۲۹. عَنْهُ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ الْحَسَنِ:
عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عليهماالسلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: «ثَلاَثُ خِصَالٍ مَنْ كُنَّ فِيهِ اسْتَكْمَلَ خِصَالَ الاْءِيمَانِ: إِذَا رَضِيَ لَمْ يُدْخِلْهُ رِضَاهُ فِي بَاطِلٍ، وَإِذَا غَضِبَ لَمْ يُخْرِجْهُ الْغَضَبُ مِنَ الْحَقِّ، وَإِذَا قَدَرَ لَمْ يَتَعَاطَ مَا لَيْسَ لَهُ».

۲۳۰۹.۳۰. عَنْهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: «قَالَ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام: إِنَّ لِأَهْلِ الدِّينِ عَلاَمَاتٍ يُعْرَفُونَ بِهَا: صِدْقَ الْحَدِيثِ، وَأَدَاءَ الْأَمَانَةِ، وَوَفَاءً بِالْعَهْدِ، وَصِلَةَ الْأَرْحَامِ، وَرَحْمَةَ

1.. خَفُضَ عَيشُه : سهل ووَطُؤ . أساس البلاغة ، ص۱۱۶ خفض .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
294

الْجِدُّ۱ كَانَ لَيْثا عَادِيا، كَانَ لاَ يَلُومُ أَحَداً فِيمَا يَقَعُ الْعُذْرُ فِي مِثْلِهِ حَتّى يَرَى اعْتِذَاراً، كَانَ يَفْعَلُ مَا يَقُولُ، وَيَفْعَلُ مَا لاَ يَقُولُ، كَانَ إِذَا ابْتَزَّهُ۲ أَمْرَانِ لاَ يَدْرِي أَيُّهُمَا أَفْضَلُ، نَظَرَ إِلى أَقْرَبِهِمَا إِلَى الْهَوى فَخَالَفَهُ، كَانَ لاَ يَشْكُو وَجَعاً إِلاَّ عِنْدَ مَنْ يَرْجُو عِنْدَهُ الْبُرْءَ، وَلاَ يَسْتَشِيرُ إِلاَّ مَنْ يَرْجُو عِنْدَهُ النَّصِيحَةَ، كَانَ لاَ يَتَبَرَّمُ وَلاَ يَتَسَخَّطُ وَلاَ يَتَشَكّى وَلاَ يَتَشَهّى وَلاَ يَنْتَقِمُ، وَلاَ يَغْفُلُ عَنِ الْعَدُوِّ؛ فَعَلَيْكُمْ بِمِثْلِ هذِهِ الْأَخْلاَقِ الْكَرِيمَةِ إِنْ أَطَقْتُمُوهَا، فَإِنْ لَمْ تُطِيقُوهَا كُلَّهَا، فَأَخْذُ الْقَلِيلِ خَيْرٌ مِنْ تَرْكِ الْكَثِيرِ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللّهِ».

۲۳۰۶.۲۷. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ يُونُسَ، عَنْ مِهْزَمٍ؛ وَبَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْكَاهِلِيِّ؛ وَ أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ رَبِيعِ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً، عَنْ مِهْزَمٍ الْأَسَدِيِّ، قَالَ:
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام: «يَا مِهْزَمُ، شِيعَتُنَا مَنْ لاَ يَعْدُو صَوْتُهُ سَمْعَهُ، وَلاَ شَحْنَاؤهُ۳ بَدَنَهُ، وَلاَ يَمْتَدِحُ بِنَا مُعْلِنا، وَلاَ يُجَالِسُ لَنَا عَائِبا، وَلاَ يُخَاصِمُ لَنَا قَالِيا۴ ؛ إِنْ لَقِيَ مُؤمِناً أَكْرَمَهُ، وَإِنْ لَقِيَ جَاهِلاً هَجَرَهُ».
قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَكَيْفَ أَصْنَعُ بِهؤلاَءِ الْمُتَشَيِّعَةِ؟
قَالَ: «فِيهِمُ التَّمْيِيزُ، وَفِيهِمُ التَّبْدِيلُ، وَفِيهِمُ التَّمْحِيصُ، تَأْتِي عَلَيْهِمْ سِنُونَ۵ تُفْنِيهِمْ، وَطَاعُونٌ يَقْتُلُهُمْ، وَاخْتِلاَفٌ يُبَدِّدُهُمْ ؛ شِيعَتُنَا مَنْ لاَ يَهِرُّ۶ هَرِيرَ الْكَلْبِ، وَلاَ
يَطْمَعُ طَمَعَ الْغُرَابِ، وَلاَ يَسْأَلُ عَدُوَّنَا وَإِنْ مَاتَ جُوعاً».

1.. الجِدُّ في الأمر : الاجتهاد . المصباح المنير ، ص۹۲ جدد . والمراد به هنا المحاربة والمجاهدة . شرح المازندراني ، ج۹ ، ص۱۶۲ .

2.. «البَزّ» : الغلبة ، كالابتزاز . القاموس المحيط ، ج۱ ، ص۶۹۵ بزز .

3.. «الشحناء» : العداوة والبغضاء . المصباح المنير ، ص۳۰۶ شحن .

4.. «القِلى» : البُغض . يقال : قلاه يقليه قِلًى وقَلًى : إذا أبغضه . النهاية ، ج۴ ، ص۱۰۵ قلا .

5.. السِنون : جمع السَّنَة ، وهي الجَدْب والقَحْط . راجع : المصباح المنير ، ص ۲۹۲ .

6.. هرّ الكلبُ إليه يَهِرُّ هَريرا : هو صوتُه دون نُباحه من قلّة صبره على البرد . القاموس المحيط ، ج۱ ، ص۶۸۷ .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18495
صفحه از 803
پرینت  ارسال به