283
الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني

غَضِبَ، رَفِيقٌ إِنْ طَلَبَ، لاَ يَتَهَوَّرُ۱، وَلاَ يَتَهَتَّكُ، وَلاَ يَتَجَبَّرُ، خَالِصُ الْوُدِّ، وَثِيقُ الْعَهْدِ، وَفِيُّ الْعَقْدِ، شَفِيقٌ، وَصُولٌ، حَلِيمٌ، خَمُولٌ، قَلِيلُ الْفُضُولِ، رَاضٍ عَنِ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ، مُخَالِفٌ لِهَوَاهُ، لاَ يَغْلُظُ عَلى مَنْ دُونَهُ، وَلاَ يَخُوضُ فِيمَا لاَ يَعْنِيهِ، نَاصِرٌ لِلدِّينِ، مُحَامٍ عَنِ الْمُؤمِنِينَ، كَهْفٌ لِلْمُسْلِمِينَ، لاَ يَخْرِقُ۲ الثَّنَاءُ سَمْعَهُ، وَلاَ يَنْكِي۳ الطَّمَعُ قَلْبَهُ، وَلاَ يَصْرِفُ اللَّعِبُ حُكْمَهُ، وَلاَ يُطْلِعُ الْجَاهِلَ عِلْمَهُ، قَوَّالٌ، عَمَّالٌ، عَالِمٌ، حَازِمٌ، لاَ بِفَحَّاشٍ، وَلاَ بِطَيَّاشٍ۴، وَصُولٌ فِي غَيْرِ عُنْفٍ، بَذُولٌ فِي غَيْرِ سَرَفٍ، لاَ بِخَتَّالٍ، وَلاَ بِغَدَّارٍ، وَلاَ يَقْتَفِي أَثَراً، وَلاَ يَحِيفُ بَشَراً، رَفِيقٌ بِالْخَلْقِ، سَاعٍ فِي الْأَرْضِ، عَوْنٌ لِلضَّعِيفِ، غَوْثٌ لِلْمَلْهُوفِ، لاَ يَهْتِكُ سِتْراً، وَلاَ يَكْشِفُ سِرّاً، كَثِيرُ الْبَلْوى، قَلِيلُ الشَّكْوى.
إِنْ رَأى خَيْرا ذَكَرَهُ، وَإِنْ عَايَنَ شَرّا سَتَرَهُ، يَسْتُرُ الْعَيْبَ، وَيَحْفَظُ الْغَيْبَ، وَيُقِيلُ۵ الْعَثْرَةَ، وَيَغْفِرُ الزَّلَّةَ، لاَ يَطَّلِعُ عَلى نُصْحٍ فَيَذَرَهُ، وَلاَ يَدَعُ جِنْحَ حَيْفٍ فَيُصْلِحَهُ، أَمِينٌ، رَصِينٌ، تَقِيٌّ، نَقِيٌّ، زَكِيٌّ، رَضِيٌّ، يَقْبَلُ الْعُذْرَ، وَيُجْمِلُ الذِّكْرَ، وَيُحْسِنُ بِالنَّاسِ الظَّنَّ، وَيَتَّهِمُ عَلَى الْعَيْبِ نَفْسَهُ، يُحِبُّ فِي اللّهِ بِفِقْهٍ وَعِلْمٍ، وَيَقْطَعُ فِي اللّهِ بِحَزْمٍ وَعَزْمٍ، لاَ يَخْرَقُ بِهِ فَرَحٌ، وَلاَ يَطِيشُ بِهِ مَرَحٌ۶، مُذَكِّرٌ لِلْعَالِمِ، مُعَلِّمٌ لِلْجَاهِلِ، لاَ يُتَوَقَّعُ لَهُ بَائِقَةٌ۷، وَلاَ يُخَافُ لَهُ غَائِلَةٌ۸، كُلُّ سَعْيٍ أَخْلَصُ عِنْدَهُ مِنْ سَعْيِهِ، وَكُلُّ نَفْسٍ أَصْلَحُ عِنْدَهُ مِنْ

1.. «التَّهَوُّر» : الوقوع في الشيء بقلّة مبالاة . الصحاح ، ج۲ ، ص۸۵۶ هور .

2.. في شرح المازندراني : «أي لا يشقّه ولا يدخل فيه ؛ لأنّه يتأبّى من استماعه ويستكرهه» .

3.. في مرآة العقول : يقال : نكيت في العدوّ أنكي نِكايةً فأنا ناكٍ ، إذا أكثرت فيهم الجراح والقتل فوهنوا لذلك .

4.. «الطَّيش» : النَّزَقُ والخفّة . والرجل طيّاش . الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۰۰۹ طيش .

5.. أقال اللّه‏ عثرته : رفعه من سقوطه . المصباح المنير ، ص۵۲۱ قيل .

6.. مَرِحَ مَرَحا فهو مَرِح ، مثل فَرِحَ ، وزنا ومعنى . وقيل : أشدّ من الفرح . المصباح المنير ، ص۵۶۸ مرح .

7.. «البائقة» : النازلة ، وهي الداهية والشَّرّ الشديد . وجمعها : بوائق . المصباح المنير ، ص۶۶ .

8.. «الغائلة» : الفساد والشرّ . المصباح المنير ، ص۴۵۷ غول .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
282

وَيَشْنَأُ السُّمْعَةَ، طَوِيلُ الْغَمِّ، بَعِيدُ الْهَمِّ، كَثِيرُ الصَّمْتِ، وَقُورٌ، ذَكُورٌ، صَبُورٌ، شَكُورٌ، مَغْمُومٌ بِفِكْرِهِ، مَسْرُورٌ بِفَقْرِهِ، سَهْلُ الْخَلِيقَةِ، لَيِّنُ الْعَرِيكَةِ۱، رَصِينُ۲ الْوَفَاءِ، قَلِيلُ الْأَذى، لاَ مُتَأَفِّكٌ۳ وَلاَ مُتَهَتِّكٌ۴.
إِنْ ضَحِكَ لَمْ يَخْرَقْ۵، وَإِنْ غَضِبَ لَمْ يَنْزَقْ۶ ؛ ضِحْكُهُ تَبَسُّمٌ، وَاسْتِفْهَامُهُ تَعَلُّمٌ، وَمُرَاجَعَتُهُ تَفَهُّمٌ، كَثِيرٌ عِلْمُهُ، عَظِيمٌ حِلْمُهُ، كَثِيرُ الرَّحْمَةِ، لاَ يَبْخَلُ، وَلاَ يَعْجَلُ، وَلاَ يَضْجَرُ۷، وَلاَ يَبْطَرُ۸، وَلاَ يَحِيفُ۹ فِي حُكْمِهِ، وَلاَ يَجُورُ فِي عِلْمِهِ، نَفْسُهُ أَصْلَبُ مِنَ الصَّلْدِ۱۰، وَمُكَادَحَتُهُ۱۱ أَحْلى مِنَ الشَّهْدِ، لاَ جَشِعٌ۱۲، وَلاَ هَلِعٌ۱۳، وَلاَ عَنِفٌ۱۴، وَلاَ
صَلِفٌ۱۵، وَلاَ مُتَكَلِّفٌ، وَلاَ مُتَعَمِّقٌ۱۶، جَمِيلُ الْمُنَازَعَةِ، كَرِيمُ الْمُرَاجَعَةِ، عَدْلٌ إِنْ

1.. «العَريكة» : الطبيعة . وفلان ليِّن العريكة : إذا كان سلسا مطاوعا منقادا . النهاية ، ج۳ ، ص۲۲۲ عرك .

2.. رصنتُ الشيءَ : أحكمتُه . والرَّصين : المحكم الثابت . الصحاح ، ج۵ ، ص۲۱۴۴ رصن .

3.. «المتأفّك» : من لا يبالي أن ينسب إليه الإفك ، أي الكذب ؛ قاله المازندراني .

4.. رجل مُنْهَتِكٌ ومُتَهتِّك : لا يبالي أن يُهتَك ستره . القاموس المحيط ، ج۲ ، ص۱۲۶۷ هتك .

5.. «لم يخرق» من الخَرْق بمعنى الشقّ ، والمعنى : إن ضحك لم يشقّ فاه ولم يفتحه كثيرا حتّى يبلغ القهقهة كما هو شأن الكرماء ، أو من الخُرْق والخَرَق بمعنى الحمق ، والمعنى : لا يبالغ في الضحك حتّى ينتهي إلى الخرق والسفه والحمق ، بل يقتصر على التبسّم . راجع : القاموس المحيط ، ج۲ ، ص۱۱۶۷ خرق .

6.. «النَّزق» : خِفّةٌ في كلّ أمر ، وعجلة في جهل وحمق . ترتيب الكتاب العين ، ج۳ ، ص۱۷۸۰ نزق .

7.. الضَجْر : القلق والاضطراب من الغمّ . راجع : الصحاح ، ج ۲ ، ص ۷۱۹ .

8.. البَطَر : الأَشَر ، وهو شدّة الفرح ، والنشاط ، وقلّة احتمال النعمة . راجع : الصحاح ، ج ۲ ، ص ۵۹۲ .

9.. حاف يحيف حَيْفا : جار وظَلَم ، وسواء كان حاكما أو غير حاكم . المصباح المنير ، ص۱۵۹ حيف .

10.. حجرٌ صَلْد : صُلْب أملس . كناية عن شدّة تحمّله للميثاق . راجع : الصحاح ، ج۲ ، ص۴۹۸ صلد .

11.. «الكَدْح» : العمل والسعي والكسب ، يقال : هو يَكدَح في كذا ، أي يَكِدّ .

12.. «الجَشَعُ» : أشدّ الحِرص وأسوَؤه ، أو أن تأخذ نصيبك وتطمع في نصيب غيرك . القاموس المحيط ، ج۲ ، ص۹۵۴ جشع .

13.. «الهلع» : أشدّ الجزع والضَّجَر . ورجل هَلِعٌ : جَزوع حريص . النهاية ، ج۵ ، ص۲۶۹ .

14.. عَنُف به وعليه عُنْفا : إذا لم يَرفُق به . المصباح المنير ، ص۴۳۲ ؛ النهاية ، ج۳ ، ص۳۰۹ عنف .

15.. «الصَّلَف» : التكلّم بما يكرهه صاحبك ، والتمدّح بما ليس عندك . القاموس المحيط ، ج۲ ، ص۱۱۰۴ صلف .

16.. «المتعمّق» : المبالغ في الأمر ، المتشدّد فيه ، الذي يطلب أقصى غايته . راجع : النهاية ، ج۳ ، ص۲۹۹ عمق .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 22890
صفحه از 803
پرینت  ارسال به