27
الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني

وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى عليهم‏السلام التَّوْحِيدَ وَالاْءِخْلاَصَ وَخَلْعَ الْأَنْدَادِ، وَالْفِطْرَةَ الْحَنِيفِيَّةَ السَّمْحَةَ، وَ لاَ رَهْبَانِيَّةَ، وَلاَ سِيَاحَةَ، أَحَلَّ فِيهَا الطَّيِّبَاتِ، وَحَرَّمَ فِيهَا الْخَبَائِثَ، وَوَضَعَ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ۱ وَالْأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ.
ثُمَّ افْتَرَضَ عَلَيْهِ فِيهَا الصَّلاَةَ وَالزَّكَاةَ وَالصِّيَامَ وَالْحَجَّ وَالْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَلاَلَ وَالْحَرَامَ وَالْمَوَارِيثَ وَالْحُدُودَ وَالْفَرَائِضَ وَالْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللّهِ، وَزَادَهُ الْوُضُوءَ، وَفَضَّلَهُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَبِخَوَاتِيمِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ وَالْمُفَصَّلِ۲، وَأَحَلَّ لَهُ الْمَغْنَمَ وَالْفَيْءَ، وَنَصَرَهُ بِالرُّعْبِ، وَجَعَلَ لَهُ الْأَرْضَ مَسْجِداً وَطَهُوراً، وَأَرْسَلَهُ كَافَّةً إِلَى الْأَبْيَضِ وَالْأَسْوَدِ، وَالْجِنِّ وَالاْءِنْسِ، وَأَعْطَاهُ الْجِزْيَةَ وَأَسْرَ الْمُشْرِكِينَ وَفِدَاهُمْ، ثُمَّ كُلِّفَ مَا لَمْ يُكَلَّفْ أَحَدٌ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، وَ أُنْزِلَ عَلَيْهِ سَيْفٌ مِنَ السَّمَاءِ فِي غَيْرِ غِمْدٍ، وَقِيلَ لَهُ: قَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاّ نَفْسَكَ۳».

۱۴۸۹.۲. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ:
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام: قَوْلُ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ: «فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ»۴ ؟
فَقَالَ: «نُوحٌ وَإِبْرَاهِيمُ وَمُوسى وَعِيسى وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَعَلَيْهِمْ».
قُلْتُ: كَيْفَ صَارُوا أُولِي الْعَزْمِ؟

1.. أصل الإصر : الضيق والحبس . ويقال للثقل : إصر ؛ لأنّه يأصر صاحبه من الحركة لثقله . مجمع البحرين ، ج ۳ ، ص ۲۰۸ أصر .

2.. قال الراغب : «والمفصَّل من القرآن : السبع الأخير، وذلك للفصل بين القصص بالسور القصار » وقال الشيخ الطبرسي : «أمّا المفصّل فما بعد الحواميم من قصار السور إلى آخر القرآن ؛ سمّيت مفصّلاً لكثرة الفصول بين سورها ببسم اللّه‏ الرحمن الرحيم» . راجع : المفردات للراغب ، ص ۶۳۸ فصل ؛ مجمع البيان ، ج ۱ ، ص ۴۲ .

3.. إشارة إلى الآية ۸۴ من سورة النساء ۴ . وفيه «فَقاتِلْ» بدل «قاتل» .

4.. الأحقاف ۴۶ : ۳۵ .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
26

يَعْنِي أَكْثَرَكُمْ عَمَلاً، وَلكِنْ أَصْوَبَكُمْ عَمَلاً، وَإِنَّمَا الاْءِصَابَةُ خَشْيَةُ اللّهِ وَالنِّيَّةُ الصَّادِقَةُ وَالْحَسَنَةُ».
ثُمَّ قَالَ: «الاْءِبْقَاءُ عَلَى الْعَمَلِ حَتّى يَخْلُصَ أَشَدُّ مِنَ الْعَمَلِ، وَالْعَمَلُ الْخَالِصُ الَّذِي لاَ تُرِيدُ أَنْ يَحْمَدَكَ عَلَيْهِ أَحَدٌ إِلاَّ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَالنِّيَّةُ أَفْضَلُ مِنَ الْعَمَلِ، أَلاَ وَإِنَّ النِّيَّةَ هِيَ الْعَمَلُ»، ثُمَّ تَلاَ قَوْلَهُ عَزَّ وَجَلَّ: «قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ»۱: «يَعْنِي عَلى نِيَّتِهِ».

۱۴۸۶.۵. وَ بِهذَا الاْءِسْنَادِ، قَالَ:
سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ: «إِلاّ مَنْ أَتَى اللّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ»۲ قَالَ: «الْقَلْبُ السَّلِيمُ الَّذِي يَلْقى رَبَّهُ وَلَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ سِوَاهُ». قَالَ: «وَ كُلُّ قَلْبٍ فِيهِ شِرْكٌ أَوْ شَكٌّ فَهُوَ سَاقِطٌ، إِنَّمَا أَرَادُوا بِالزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا لِتَفْرُغَ قُلُوبُهُمْ لِلآخِرَةِ».

۱۴۸۷.۶. وَ بِهذَا الاْءِسْنَادِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ السُدِّيِّ:
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام، قَالَ: «مَا أَخْلَصَ عَبْدٌ الاْءِيمَانَ بِاللّهِ أَرْبَعِينَ يَوْماً ـ أَوْ قَالَ: مَا أَجْمَلَ عَبْدٌ ذِكْرَ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَرْبَعِينَ يَوْماً ـ إِلاَّ زَهَّدَهُ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الدُّنْيَا، وَبَصَّرَهُ دَاءَهَا وَدَوَاءَهَا، وَأَثْبَتَ الْحِكْمَةَ فِي قَلْبِهِ، وَأَنْطَقَ بِهَا لِسَانَهُ».
ثُمَّ تَلاَ«: «إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِى الْحَياةِ الدُّنْيا وَكَذلِكَ نَجْزِى الْمُفْتَرِينَ»۳؛ فَلاَ تَرى صَاحِبَ بِدْعَةٍ إِلاَّ ذَلِيلاً، وَ مُفْتَرِيا
عَلَى اللّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَعَلى رَسُولِهِ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ ـ صَلَوَاتُ اللّه‏ِ عَلَيْهِمْ ـ إِلاَّ ذَلِيلاً».

۱۲ ـ بَابُ الشَّرَائِعِ

۱۴۸۸.۱. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ؛ وَ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ جَمِيعاً، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: إِنَّ اللّهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ أَعْطى مُحَمَّداً صلى‏الله‏عليه‏و‏آله شَرَائِعَ نُوحٍ

1.. الإسراء ۱۷ : ۸۴ .

2.. الشعراء ۲۶ : ۸۹ .

3.. الأعراف ۷ : ۱۵۲ .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18090
صفحه از 803
پرینت  ارسال به