241
الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني

قَالَ: فَفَعَلَ، وَخَرَجَ الرَّجُلُ، فَصَارَ إِلى أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام بَعْدَ ذلِكَ، فَحَدَّثَهُ بِالْحَدِيثِ عَلى جِهَتِهِ، فَجَعَلَ يُسَرُّ بِمَا فَعَلَ، فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللّهِ، كَأَنَّهُ قَدْ سَرَّكَ مَا فَعَلَ بِي؟
فَقَالَ: «إِي وَاللّهِ، لَقَدْ سَرَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ».

۲۱۳۷.۱۰. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَمَّارٍ أَبِي الْيَقْظَانِ، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ، قَالَ:
سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام عَنْ حَقِّ الْمُؤمِنِ عَلَى الْمُؤمِنِ، فَقَالَ: «حَقُّ الْمُؤمِنِ عَلَى الْمُؤمِنِ أَعْظَمُ مِنْ ذلِكَ، لَوْ حَدَّثْتُكُمْ لَكَفَرْتُمْ ؛ إِنَّ الْمُؤمِنَ إِذَا خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ، خَرَجَ مَعَهُ مِثَالٌ مِنْ قَبْرِهِ يَقُولُ لَهُ: أَبْشِرْ بِالْكَرَامَةِ مِنَ اللّهِ وَالسُّرُورِ، فَيَقُولُ لَهُ: بَشَّرَكَ اللّهُ بِخَيْرٍ».
قَالَ: «ثُمَّ يَمْضِي مَعَهُ يُبَشِّرُهُ بِمِثْلِ مَا قَالَ، وَإِذَا مَرَّ بِهَوْلٍ، قَالَ: لَيْسَ هذَا لَكَ، وَإِذَا مَرَّ بِخَيْرٍ، قَالَ: هذَا لَكَ، فَلاَ يَزَالُ مَعَهُ، يُؤمِنُهُ مِمَّا يَخَافُ، وَيُبَشِّرُهُ بِمَا يُحِبُّ حَتّى يَقِفَ مَعَهُ بَيْنَ يَدَيِ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِذَا أَمَرَ بِهِ إِلَى الْجَنَّةِ، قَالَ لَهُ الْمِثَالُ: أَبْشِرْ ؛ فَإِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ قَدْ أَمَرَ بِكَ إِلَى الْجَنَّةِ».
قَالَ: «فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتَ رَحِمَكَ اللّهُ، تُبَشِّرُنِي مِنْ حِينِ خَرَجْتُ مِنْ قَبْرِي، وَآنَسْتَنِي فِي طَرِيقِي، وَخَبَّرْتَنِي عَنْ رَبِّي؟».
قَالَ: «فَيَقُولُ: أَنَا السُّرُورُ الَّذِي كُنْتَ تُدْخِلُهُ عَلى إِخْوَانِكَ فِي الدُّنْيَا، خُلِقْتُ مِنْهُ لِأُبَشِّرَكَ، وَأُونِسَ وَحْشَتَكَ».
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ، مِثْلَهُ.

۲۱۳۸.۱۱. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى الْمُؤمِنِ: تَطْرُدُ عَنْهُ جَوْعَتَهُ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَتَهُ».


الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
240

عَزَّ وَجَلَّ، فَيُحَاسِبُهُ حِسَاباً يَسِيراً، وَيَأْمُرُ بِهِ إِلَى الْجَنَّةِ، وَالْمِثَالُ أَمَامَهُ، فَيَقُولُ لَهُ الْمُؤمِنُ: يَرْحَمُكَ اللّهُ نِعْمَ الْخَارِجُ خَرَجْتَ مَعِي مِنْ قَبْرِي، وَمَا زِلْتَ تُبَشِّرُنِي بِالسُّرُورِ وَالْكَرَامَةِ مِنَ اللّهِ حَتّى رَأَيْتُ ذلِكَ، فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَيَقُولُ: أَنَا السُّرُورُ الَّذِي كُنْتَ أَدْخَلْتَهُ عَلى أَخِيكَ الْمُؤمِنِ فِي الدُّنْيَا، خَلَقَنِي اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مِنْهُ لِأُبَشِّرَكَ».

۲۱۳۶.۹. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، عَنِ السَّيَّارِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ، قَالَ:
كَانَ النَّجَاشِيُّ ـ وَ هُوَ رَجُلٌ مِنَ الدَّهَاقِينِ۱ ـ عَامِلاً عَلَى الْأَهْوَازِ وَفَارِسَ، فَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ عَمَلِهِ لِأَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام: إِنَّ فِي دِيوَانِ النَّجَاشِيِّ عَلَيَّ خَرَاجاً۲ وَهُوَ مُؤمِنٌ يَدِينُ بِطَاعَتِكَ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَكْتُبَ لِي إِلَيْهِ كِتَاباً.
قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام: «بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، سُرَّ أَخَاكَ؛ يَسُرَّكَ اللّهُ».
قَالَ: فَلَمَّا وَرَدَ الْكِتَابُ عَلَيْهِ، دَخَلَ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي مَجْلِسِهِ، فَلَمَّا خَلاَ نَاوَلَهُ الْكِتَابَ، وَقَالَ: هذَا كِتَابُ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، فَقَبَّلَهُ، وَوَضَعَهُ عَلى عَيْنَيْهِ، وَقَالَ لَهُ: مَا حَاجَتُكَ؟ قَالَ: خَرَاجٌ عَلَيَّ فِي دِيوَانِكَ، فَقَالَ لَهُ: وَ كَمْ هُوَ؟ قَالَ: عَشَرَةُ آلاَفِ دِرْهَمٍ، فَدَعَا كَاتِبَهُ، وَأَمَرَهُ بِأَدَائِهَا عَنْهُ، ثُمَّ أَخْرَجَهُ مِنْهَا، وَأَمَرَ أَنْ يُثْبِتَهَا لَهُ لِقَابِلٍ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: سَرَرْتُكَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ، ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِمَرْكَبٍ وَجَارِيَةٍ وَغُلاَمٍ، وَأَمَرَ لَهُ بِتَخْتِ ثِيَابٍ، فِي كُلِّ ذلِكَ
يَقُولُ لَهُ: هَلْ سَرَرْتُكَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَكُلَّمَا قَالَ: نَعَمْ، زَادَهُ حَتّى فَرَغَ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: احْمِلْ فُرُشَ هذَا الْبَيْتِ الَّذِي كُنْتَ جَالِساً فِيهِ حِينَ دَفَعْتَ إِلَيَّ كِتَابَ مَوْلاَيَ الَّذِي نَاوَلْتَنِي فِيهِ، وَارْفَعْ إِلَيَّ حَوَائِجَكَ.

1.. «الدّهقان» : رئيس القرية . وقيل : هو التاجر ، فارسيّ معرّب . راجع : النهاية ، ج ۲ ، ص ۱۴۵ ؛ لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۱۶۳ دهقن .

2.. «الخراج» : ما يخرج من المال في السنة بقَدَر معلوم ، وما يأخذه السلطان . راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ۱ ، ص ۴۷۳ خرج .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 19431
صفحه از 803
پرینت  ارسال به