مَغْفُوراً لَكُمَا فَاسْتَأْنِفَا، فَإِذَا أَقْبَلاَ عَلَى الْمُسَاءَلَةِ، قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ بَعْضُهَا لِبَعْضٍ: تَنَحَّوْا عَنْهُمَا ؛ فَإِنَّ لَهُمَا سِرّاً، وَقَدْ سَتَرَ اللّهُ عَلَيْهِمَا».
قَالَ إِسْحَاقُ: فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَلاَ يُكْتَبُ عَلَيْهِمَا لَفْظُهُمَا، وَقَدْ قَالَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ: «ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ»۱؟
قَالَ: فَتَنَفَّسَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليهالسلام الصُّعَدَاءَ۲، ثُمَّ بَكى حَتَّى اخْضَلَّتْ دُمُوعُهُ لِحْيَتَهُ، وَقَالَ: «يَا إِسْحَاقُ، إِنَّ اللّهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ إِنَّمَا أَمَرَ الْمَلاَئِكَةَ أَنْ تَعْتَزِلَ عَنِ الْمُؤمِنَيْنِ إِذَا الْتَقَيَا إِجْلاَلاً لَهُمَا، وَإِنَّهُ وَإِنْ كَانَتِ الْمَلاَئِكَةُ لاَ تَكْتُبُ لَفْظَهُمَا، وَلاَ تَعْرِفُ كَلاَمَهُمَا ؛ فَإِنَّهُ يَعْرِفُهُ وَيَحْفَظُهُ عَلَيْهِمَا عَالِمُ السِّرِّ وَأَخْفى».
۸۰ ـ بَابُ التَّقْبِيلِ
۲۱۱۵.۱. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ، عَنْ عُبَيْسِ بْنِ هِشَامٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِنْقَرِيِّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ ظَبْيَانَ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليهالسلام، قَالَ: «إِنَّ لَكُمْ لَنُوراً تُعْرَفُونَ بِهِ فِي الدُّنْيَا، حَتّى أَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا لَقِيَ أَخَاهُ، قَبَّلَهُ فِي مَوْضِعِ النُّورِ مِنْ جَبْهَتِهِ».
۲۱۱۶.۲. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ مُوسى:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليهالسلام، قَالَ: «لاَ يُقَبَّلُ رَأْسُ أَحَدٍ وَلاَ يَدُهُ إِلاَّ يَدُ رَسُولِ اللّهِ صلىاللهعليهوآله، أَوْ مَنْ أُرِيدَ بِهِ رَسُولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله».