219
الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني

فَقَالَ ابْنُ أَبِي يَعْفُورٍ: وَ مَا لَهُمْ لاَ يَرَوْنَ وَهُمْ عَنْ يَمِينِ اللّهِ؟
فَقَالَ: «يَا ابْنَ أَبِي يَعْفُورٍ، إِنَّهُمْ مَحْجُوبُونَ بِنُورِ اللّهِ، أَ مَا بَلَغَكَ الْحَدِيثُ أَنَّ رَسُولَ‏اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله كَانَ يَقُولُ: إِنَّ لِلّهِ خَلْقاً عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ بَيْنَ يَدَيِ اللّهِ وَعَنْ يَمِينِ اللّهِ، وُجُوهُهُمْ أَبْيَضُ مِنَ الثَّلْجِ، وَأَضْوَأُ مِنَ الشَّمْسِ الضَّاحِيَةِ، يَسْأَلُ السَّائِلُ: مَا هؤلاَءِ؟ فَيُقَالُ: هؤلاَءِ الَّذِينَ تَحَابُّوا فِي جَلاَلِ اللّهِ».

۲۰۶۵.۱۰. عَنْهُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلاَنَ، قَالَ:
كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، فَدَخَلَ رَجُلٌ، فَسَلَّمَ، فَسَأَلَهُ عليه‏السلام: «كَيْفَ مَنْ خَلَّفْتَ مِنْ إِخْوَانِكَ؟» قَالَ: فَأَحْسَنَ الثَّنَاءَ، وَزَكّى وَأَطْرى۱، فَقَالَ لَهُ: «كَيْفَ عِيَادَةُ أَغْنِيَائِهِمْ عَلى فُقَرَائِهِمْ؟» فَقَالَ: قَلِيلَةٌ، قَالَ: «وَ كَيْفَ مُشَاهَدَةُ أَغْنِيَائِهِمْ لِفُقَرَائِهِمْ؟» قَالَ: قَلِيلَةٌ، قَالَ: «فَكَيْفَ صِلَةُ أَغْنِيَائِهِمْ لِفُقَرَائِهِمْ فِي ذَاتِ أَيْدِيهِمْ۲؟» فَقَالَ: إِنَّكَ لَتَذْكُرُ أَخْلاَقاً قَلَّمَا هِيَ فِيمَنْ عِنْدَنَا، قَالَ: فَقَالَ: «فَكَيْفَ يَزْعُمُ هؤلاَءِ أَنَّهُمْ شِيعَةٌ؟!».

۲۰۶۶.۱۱. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ، عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، قَالَ:
قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنَّ الشِّيعَةَ عِنْدَنَا كَثِيرٌ، فَقَالَ: «فَهَلْ يَعْطِفُ الْغَنِيُّ عَلَى الْفَقِيرِ؟ وَهَلْ يَتَجَاوَزُ الْمُحْسِنُ عَنِ الْمُسِيءِ، وَيَتَوَاسَوْنَ؟» فَقُلْتُ: لاَ، فَقَالَ: «لَيْسَ هؤلاَءِ شِيعَةً، الشِّيعَةُ مَنْ يَفْعَلُ هذَا».

۲۰۶۷.۱۲. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ الْفُضَيْلِ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: «كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ ـ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيْهِ ـ يَقُولُ: عَظِّمُوا

1.. الإطراء : مجاوزة الحدّ في المدح . لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۲۷۴ طرأ .

2.. أي أموالهم . يقال : كان خفيف ذات اليد ، أي فقيرا قليلَ المال والحظّ من الدنيا . راجع : النهاية ، ج ۲ ، ص ۵۴ .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
218

الْفَرِيضَةِ؟ قَالَ: «نَعَمْ».
قَالَ: فَذَهَبْتُ مَعَهُ، ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَيْهِ بَعْدُ، فَسَأَلْتُهُ، فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ حَقِّ الْمُؤمِنِ عَلَى الْمُؤمِنِ، فَقَالَ: «يَا أَبَانُ، دَعْهُ لاَ تَرِدْهُ» قُلْتُ: بَلى جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَلَمْ أَزَلْ أُرَدِّدُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: «يَا أَبَانُ، تُقَاسِمُهُ شَطْرَ مَالِكَ». ثُمَّ نَظَرَ إِلَيَّ، فَرَأى مَا دَخَلَنِي، فَقَالَ: «يَا أَبَانُ، أَمَا تَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ قَدْ ذَكَرَ الْمُؤثِرِينَ عَلى أَنْفُسِهِمْ؟» قُلْتُ: بَلى جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَقَالَ: «أَمَّا إِذَا أَنْتَ قَاسَمْتَهُ فَلَمْ تُؤثِرْهُ بَعْدُ، إِنَّمَا أَنْتَ وَهُوَ سَوَاءٌ، إِنَّمَا تُؤثِرُهُ إِذَا أَنْتَ أَعْطَيْتَهُ مِنَ النِّصْفِ الاْخَرِ».

۲۰۶۴.۹. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ، قَالَ:
كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام أَنَا وَابْنُ أَبِي يَعْفُورٍ وَعَبْدُ اللّهِ بْنُ طَلْحَةَ، فَقَالَ ابْتِدَاءً مِنْهُ: «يَا ابْنَ أَبِي يَعْفُورٍ، قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: سِتُّ خِصَالٍ مَنْ كُنَّ فِيهِ، كَانَ بَيْنَ يَدَيِ اللّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَعَنْ يَمِينِ اللّهِ۱».
فَقَالَ ابْنُ أَبِي يَعْفُورٍ: وَمَا هُنَّ جُعِلْتُ فِدَاكَ؟
قَالَ: «يُحِبُّ الْمَرْءُ الْمُسْلِمُ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِأَعَزِّ أَهْلِهِ، وَيَكْرَهُ الْمَرْءُ الْمُسْلِمُ لِأَخِيهِ مَا يَكْرَهُ لِأَعَزِّ أَهْلِهِ، وَيُنَاصِحُهُ الْوَلاَيَةَ».
فَبَكَى ابْنُ أَبِي يَعْفُورٍ، وَقَالَ: كَيْفَ يُنَاصِحُهُ الْوَلاَيَةَ؟
قَالَ: «يَا ابْنَ أَبِي يَعْفُورٍ، إِذَا كَانَ مِنْهُ بِتِلْكَ الْمَنْزِلَةِ بَثَّهُ هَمَّهُ، فَفَرِحَ لِفَرَحِهِ إِنْ هُوَ فَرِحَ، وَحَزِنَ لِحُزْنِهِ إِنْ هُوَ حَزِنَ، وَإِنْ كَانَ عِنْدَهُ مَا يُفَرِّجُ عَنْهُ فَرَّجَ عَنْهُ، وَإِلاَّ دَعَا اللّهَ لَهُ».
قَالَ: ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام: «ثَلاَثٌ لَكُمْ، وَثَلاَثٌ لَنَا: أَنْ تَعْرِفُوا فَضْلَنَا، وَ أَنْ
تَطَؤوا عَقِبَنَا، وَأَنْ تَنْتَظِرُوا عَاقِبَتَنَا، فَمَنْ كَانَ هكَذَا، كَانَ بَيْنَ يَدَيِ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَيَسْتَضِيءُ بِنُورِهِمْ مَنْ هُوَ أَسْفَلُ مِنْهُمْ ؛ وَأَمَّا الَّذِينَ عَنْ يَمِينِ اللّهِ، فَلَوْ أَنَّهُمْ يَرَاهُمْ مَنْ دُونَهُمْ لَمْ يَهْنِئْهُمُ الْعَيْشُ مِمَّا يَرَوْنَ مِنْ فَضْلِهِمْ».

1.. في مرآة العقول ، ج ۹ ، ص ۴۲ : «بين يدي اللّه‏ ، أي قدّام عرشه ، وعن يمين عرشه ؛ أو كناية عن نهاية القرب والمنزلة عنده تعالى .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 19437
صفحه از 803
پرینت  ارسال به