قَالَ: «لاَ تَغْتَمَّ لِمَا رَأَيْتَ مِنْ نَزَقِ أَصْحَابِكَ، وَلِمَا رَأَيْتَ مِنْ حُسْنِ سِيمَاءِ مَنْ خَالَفَكَ؛ إِنَّ اللّهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ عليهالسلام، خَلَقَ تِلْكَ الطِّينَتَيْنِ، ثُمَّ فَرَّقَهُمَا فِرْقَتَيْنِ، فَقَالَ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ: كُونُوا خَلْقاً بِإِذْنِي، فَكَانُوا خَلْقاً بِمَنْزِلَةِ الذَّرِّ يَسْعى، وَقَالَ لِأَهْلِ الشِّمَالِ: كُونُوا خَلْقاً بِإِذْنِي، فَكَانُوا خَلْقاً بِمَنْزِلَةِ الذَّرِّ يَدْرُجُ، ثُمَّ رَفَعَ لَهُمْ نَاراً، فَقَالَ: ادْخُلُوهَا بِإِذْنِي، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ دَخَلَهَا مُحَمَّدٌ صلىاللهعليهوآله، ثُمَّ اتَّبَعَهُ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَأَوْصِيَاؤهُمْ وَأَتْبَاعُهُمْ.
ثُمَّ قَالَ لِأَصْحَابِ الشِّمَالِ: ادْخُلُوهَا بِإِذْنِي، فَقَالُوا: رَبَّنَا، خَلَقْتَنَا لِتُحْرِقَنَا؟ فَعَصَوْا، فَقَالَ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ: اخْرُجُوا بِإِذْنِي مِنَ النَّارِ، فَخَرَجُوا لَمْ تَكْلِمِ۱ النَّارُ مِنْهُمْ كَلْماً، وَلَمْ تُؤثِّرْ فِيهِمْ أَثَراً، فَلَمَّا رَآهُمْ أَصْحَابُ الشِّمَالِ قَالُوا: رَبَّنَا، نَرى أَصْحَابَنَا قَدْ سَلِمُوا، فَأَقِلْنَا۲ وَمُرْنَا بِالدُّخُولِ، قَالَ: قَدْ أَقَلْتُكُمْ، فَادْخُلُوهَا، فَلَمَّا دَنَوْا وَأَصَابَهُمُ الْوَهَجُ۳ رَجَعُوا، فَقَالُوا: يَا رَبَّنَا، لاَ صَبْرَ لَنَا عَلَى الاِحْتِرَاقِ، فَعَصَوْا، فَأَمَرَهُمْ بِالدُّخُولِ ثَلاَثاً، كُلَّ ذلِكَ يَعْصُونَ وَيَرْجِعُونَ، وَأَمَرَ أُولئِكَ ثَلاَثاً، كُلَّ ذلِكَ يُطِيعُونَ وَيَخْرُجُونَ، فَقَالَ لَهُمْ: كُونُوا طِيناً بِإِذْنِي، فَخَلَقَ مِنْهُ آدَمَ عليهالسلام».
قَالَ: «فَمَنْ كَانَ مِنْ هؤلاَءِ لاَ يَكُونُ مِنْ هؤلاَءِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ هؤلاَءِ لاَ يَكُونُ مِنْ هؤلاَءِ؛ وَمَا رَأَيْتَ مِنْ نَزَقِ أَصْحَابِكَ وَخُلُقِهِمْ، فَمِمَّا أَصَابَهُمْ مِنْ لَطْخِ۴ أَصْحَابِ الشِّمَالِ؛ وَمَا رَأَيْتَ مِنْ حُسْنِ سِيمَاءِ مَنْ خَالَفَكُمْ وَوَقَارِهِمْ، فَمِمَّا أَصَابَهُمْ مِنْ لَطْخِ أَصْحَابِ الْيَمِينِ».
۱۴۶۴.۳. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ سَهْلٍ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليهالسلام، قَالَ: «سُئِلَ رَسُولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله: بِأَيِّ شَيْءٍ سَبَقْتَ وُلْدَ آدَمَ؟
1.. أصل الكلم : الجرح . النهاية ، ج ۴ ، ص ۱۹۹ كلم .
2.. أقال اللّه عثرته: رفعه من سقوطه . المصباح المنير ، ص ۵۲۱ قيل.
3.. «الوَهَجُ» : حرّ النار . الصحاح ، ج ۱ ، ص ۳۴۸ وهج .
4.. «اللطخ» : التلويث ، والمراد المخالطة . راجع : القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۳۸۴ لطخ .