19
الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني

قَالَ: «لاَ تَغْتَمَّ لِمَا رَأَيْتَ مِنْ نَزَقِ أَصْحَابِكَ، وَلِمَا رَأَيْتَ مِنْ حُسْنِ سِيمَاءِ مَنْ خَالَفَكَ؛ إِنَّ اللّهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ عليه‏السلام، خَلَقَ تِلْكَ الطِّينَتَيْنِ، ثُمَّ فَرَّقَهُمَا فِرْقَتَيْنِ، فَقَالَ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ: كُونُوا خَلْقاً بِإِذْنِي، فَكَانُوا خَلْقاً بِمَنْزِلَةِ الذَّرِّ يَسْعى، وَقَالَ لِأَهْلِ الشِّمَالِ: كُونُوا خَلْقاً بِإِذْنِي، فَكَانُوا خَلْقاً بِمَنْزِلَةِ الذَّرِّ يَدْرُجُ، ثُمَّ رَفَعَ لَهُمْ نَاراً، فَقَالَ: ادْخُلُوهَا بِإِذْنِي، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ دَخَلَهَا مُحَمَّدٌ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، ثُمَّ اتَّبَعَهُ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَأَوْصِيَاؤهُمْ وَأَتْبَاعُهُمْ.
ثُمَّ قَالَ لِأَصْحَابِ الشِّمَالِ: ادْخُلُوهَا بِإِذْنِي، فَقَالُوا: رَبَّنَا، خَلَقْتَنَا لِتُحْرِقَنَا؟ فَعَصَوْا، فَقَالَ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ: اخْرُجُوا بِإِذْنِي مِنَ النَّارِ، فَخَرَجُوا لَمْ تَكْلِمِ۱ النَّارُ مِنْهُمْ كَلْماً، وَلَمْ تُؤثِّرْ فِيهِمْ أَثَراً، فَلَمَّا رَآهُمْ أَصْحَابُ الشِّمَالِ قَالُوا: رَبَّنَا، نَرى أَصْحَابَنَا قَدْ سَلِمُوا، فَأَقِلْنَا۲ وَمُرْنَا بِالدُّخُولِ، قَالَ: قَدْ أَقَلْتُكُمْ، فَادْخُلُوهَا، فَلَمَّا دَنَوْا وَأَصَابَهُمُ الْوَهَجُ۳ رَجَعُوا، فَقَالُوا: يَا رَبَّنَا، لاَ صَبْرَ لَنَا عَلَى الاِحْتِرَاقِ، فَعَصَوْا، فَأَمَرَهُمْ بِالدُّخُولِ ثَلاَثاً، كُلَّ ذلِكَ يَعْصُونَ وَيَرْجِعُونَ، وَأَمَرَ أُولئِكَ ثَلاَثاً، كُلَّ ذلِكَ يُطِيعُونَ وَيَخْرُجُونَ، فَقَالَ لَهُمْ: كُونُوا طِيناً بِإِذْنِي، فَخَلَقَ مِنْهُ آدَمَ عليه‏السلام».
قَالَ: «فَمَنْ كَانَ مِنْ هؤلاَءِ لاَ يَكُونُ مِنْ هؤلاَءِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ هؤلاَءِ لاَ يَكُونُ مِنْ هؤلاَءِ؛ وَمَا رَأَيْتَ مِنْ نَزَقِ أَصْحَابِكَ وَخُلُقِهِمْ، فَمِمَّا أَصَابَهُمْ مِنْ لَطْخِ۴ أَصْحَابِ الشِّمَالِ؛ وَمَا رَأَيْتَ مِنْ حُسْنِ سِيمَاءِ مَنْ خَالَفَكُمْ وَوَقَارِهِمْ، فَمِمَّا أَصَابَهُمْ مِنْ لَطْخِ أَصْحَابِ الْيَمِينِ».

۱۴۶۴.۳. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ سَهْلٍ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: «سُئِلَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: بِأَيِّ شَيْءٍ سَبَقْتَ وُلْدَ آدَمَ؟

1.. أصل الكلم : الجرح . النهاية ، ج ۴ ، ص ۱۹۹ كلم .

2.. أقال اللّه‏ عثرته: رفعه من سقوطه . المصباح المنير ، ص ۵۲۱ قيل.

3.. «الوَهَجُ» : حرّ النار . الصحاح ، ج ۱ ، ص ۳۴۸ وهج .

4.. «اللطخ» : التلويث ، والمراد المخالطة . راجع : القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۳۸۴ لطخ .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
18

۴ ـ بَابُ أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أَوَّلُ مَنْ أَجَابَ

وَأَقَرَّ لِلّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالرُّبُوبِيَّةِ

۱۴۶۲.۱. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ سَهْلٍ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام: «أَنَّ بَعْضَ قُرَيْشٍ قَالَ لِرَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: بِأَيِّ شَيْءٍ سَبَقْتَ الْأَنْبِيَاءَ وَأَنْتَ بُعِثْتَ آخِرَهُمْ وَخَاتَمَهُمْ؟
فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ آمَنَ بِرَبِّي، وَأَوَّلَ مَنْ أَجَابَ حَيْثُ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ، «وَ أَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ»۱ فَكُنْتُ أَنَا أَوَّلَ نَبِيٍّ قَالَ: بَلى، فَسَبَقْتُهُمْ بِالاْءِقْرَارِ بِاللّهِ عَزَّ وَجَلَّ».

۱۴۶۳.۲. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ سِنَانٍ، قَالَ:
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنِّي لَأَرى بَعْضَ أَصْحَابِنَا يَعْتَرِيهِ النَّزَقُ۲ وَالْحِدَّةُ۳ وَالطَّيْشُ، فَأَغْتَمُّ لِذلِكَ غَمّاً شَدِيداً، وَأَرى مَنْ خَالَفَنَا، فَأَرَاهُ حَسَنَ السَّمْتِ۴؟
قَالَ: «لاَ تَقُلْ حَسَنَ السَّمْتِ؛ فَإِنَّ السَّمْتَ سَمْتُ الطَّرِيقِ، وَلكِنْ قُلْ: حَسَنَ السِّيمَاءِ؛ فَإِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ: «سِيماهُمْ فِى وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ»۵».
قَالَ: قُلْتُ: فَأَرَاهُ حَسَنَ السِّيمَاءِ، وَ لَهُ وَقَارٌ، فَأَغْتَمُّ لِذلِكَ؟

1.. الأعراف ۷ : ۱۷۲ .

2.. «النزق» : خفّة في كلّ أمرٍ ، وعجلة في جهل وحُمق . ترتيب كتاب العين ، ج ۳ ، ص ۱۷۸۰ نزق.

3.. «الحَدُّ» و «الحِدَّة» : ما يعتري الإنسان من الغضب والنَّزَق . القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۴۰۵ حدد .

4.. «السَّمت» : عبارة عن الحالة التي يكون عليها الإنسان من السكينة والوَقار ، وحُسن السيرة والطريقة ، واستقامة المنظر والهَيئة. مجمع البحرين ، ج ۲ ، ص ۲۰۶ سمت.

5.. الفتح ۴۸ : ۲۹ .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 17780
صفحه از 803
پرینت  ارسال به