فِي عَقْلِهِ، وَمَا ذُخِرَ لَهُ فِي الاْخِرَةِ أَكْثَرُ، فَارْفُضِ الدُّنْيَا ؛ فَإِنَّ حُبَّ الدُّنْيَا يُعْمِي وَيُصِمُّ وَيُبْكِمُ وَيُذِلُّ الرِّقَابَ ؛ فَتَدَارَكْ مَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِكَ، وَلاَ تَقُلْ غَداً أَوْ بَعْدَ غَدٍ ؛ فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ بِإِقَامَتِهِمْ عَلَى الْأَمَانِيِّ وَالتَّسْوِيفِ حَتّى أَتَاهُمْ أَمْرُ اللّهِ بَغْتَةً وَهُمْ غَافِلُونَ، فَنُقِلُوا عَلى أَعْوَادِهِمْ۱ إِلى قُبُورِهِمُ الْمُظْلِمَةِ الضَّيِّقَةِ وَقَدْ أَسْلَمَهُمُ الْأَوْلاَدُ وَالْأَهْلُونَ، فَانْقَطِعْ إِلَى اللّهِ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ مِنْ رَفْضِ الدُّنْيَا وَعَزْمٍ لَيْسَ فِيهِ انْكِسَارٌ وَلاَ انْخِزَالٌ۲ ؛ أَعَانَنَا اللّهُ وَإِيَّاكَ عَلى طَاعَتِهِ، وَوَفَّقَنَا اللّهُ وَإِيَّاكَ لِمَرْضَاتِهِ».
۱۹۱۶.۲۴. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَغَيْرِهِ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليهالسلام، قَالَ: «مَثَلُ الدُّنْيَا كَمَثَلِ مَاءِ الْبَحْرِ، كُلَّمَا شَرِبَ مِنْهُ الْعَطْشَانُ ازْدَادَ عَطَشاً حَتّى يَقْتُلَهُ».
۱۹۱۷.۲۵. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْوَشَّاءِ، قَالَ:
سَمِعْتُ الرِّضَا عليهالسلام يَقُولُ: «قَالَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ ـ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيْهِ ـ لِلْحَوَارِيِّينَ: يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، لاَ تَأْسَوْا عَلى مَا فَاتَكُمْ مِنَ الدُّنْيَا، كَمَا لاَ يَأْسى أَهْلُ الدُّنْيَا عَلى مَا فَاتَهُمْ مِنْ دِينِهِمْ إِذَا أَصَابُوا دُنْيَاهُمْ».
۶۲ ـ بَابٌ۳
۱۹۱۸.۱. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ:
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام، قَالَ: «إِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ: وَعِزَّتِي وَجَلاَلِي وَعَظَمَتِي وَعُلُوِّي وَارْتِفَاعِ مَكَانِي، لاَ يُؤثِرُ عَبْدٌ هَوَايَ عَلى هَوى نَفْسِهِ إِلاَّ كَفَفْتُ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ۴،
1.. في الوافي : «الأعواد ، جمع عود ، والمراد بها ما يحمل عليه الموتى إلى قبورهم» .
2.. الخزل والتخزّل والانخزال : مشية في تثاقل . القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۳۱۲ خزل .
3.. في مرآة العقول ، ج ۸ ، ص ۳۱۶ : «إنّما لم يعنون هذا الباب لأنّه قريب من الباب الأوّل ، فكأنّه داخل في عنوانه ؛ لكن لمّا لم تذكر في الخبرين ذكر الدنيا صريحا أفرد لهما بابا وألحقه بالباب السابق» .
4.. يكفّ عنه ضَيْعتَه : أي يجمع عليه معيشته ويضمّها إليه. النهاية ، ج ۴ ، ص ۱۹۰ كفف .