173
الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني

بِإِحْدَاهُمَا، وَأَتَرَدّى بِالْأُخْرى».

۱۹۱۰.۱۸. وَ عَنْهُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنِ الْمُثَنّى، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: «كَانَ أَبُو ذَرٍّ ـ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ ـ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ: يَا مُبْتَغِيَ الْعِلْمِ، كَأَنَّ شَيْئاً مِنَ الدُّنْيَا لَمْ يَكُنْ شَيْئاً، إِلاَّ مَا يَنْفَعُ خَيْرُهُ وَيَضُرُّ شَرُّهُ، إِلاَّ مَنْ رَحِمَ اللّهُ.
يَا مُبْتَغِيَ الْعِلْمِ، لاَ يَشْغَلْكَ أَهْلٌ وَلاَ مَالٌ عَنْ نَفْسِكَ، أَنْتَ يَوْمَ تُفَارِقُهُمْ كَضَيْفٍ بِتَّ فِيهِمْ، ثُمَّ غَدَوْتَ عَنْهُمْ إِلى غَيْرِهِمْ، وَالدُّنْيَا وَالاْخِرَةُ كَمَنْزِلٍ تَحَوَّلْتَ مِنْهُ إِلى غَيْرِهِ، وَمَا بَيْنَ الْمَوْتِ وَالْبَعْثِ إِلاَّ كَنَوْمَةٍ نِمْتَهَا، ثُمَّ اسْتَيْقَظْتَ مِنْهَا.
يَا مُبْتَغِيَ الْعِلْمِ، قَدِّمْ لِمَقَامِكَ بَيْنَ يَدَيِ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ ؛ فَإِنَّكَ مُثَابٌ بِعَمَلِكَ، كَمَا تَدِينُ تُدَانُ يَا مُبْتَغِيَ الْعِلْمِ».

۱۹۱۱.۱۹. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَحْيى، عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَا لِي وَلِلدُّنْيَا۱، إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُهَا كَمَثَلِ الرَّاكِبِ، رُفِعَتْ لَهُ شَجَرَةٌ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ، فَقَالَ۲ تَحْتَهَا، ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا».

۱۹۱۲.۲۰. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُقْبَةَ الْأَزْدِيِّ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام: قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‏السلام: «مَثَلُ الْحَرِيصِ عَلَى الدُّنْيَا كَمَثَلِ دُودَةِ الْقَزِّ، كُلَّمَا ازْدَادَتْ عَلى نَفْسِهَا لَفّاً، كَانَ أَبْعَدَ لَهَا مِنَ الْخُرُوجِ حَتّى تَمُوتَ غَمّاً».
قَالَ: وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام: «كَانَ فِيمَا وَعَظَ بِهِ لُقْمَانُ ابْنَهُ: يَا بُنَيَّ، إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا قَبْلَكَ لِأَوْلاَدِهِمْ، فَلَمْ يَبْقَ مَا جَمَعُوا، وَلَمْ يَبْقَ مَنْ جَمَعُوا لَهُ، وَإِنَّمَا أَنْتَ عَبْدٌ

1.. قال في المرآة : «مالي وللدنيا ، أي أيّ شغل لي مع الدنيا ؟ وقيل : «ما» نافية ، أي مالي محبّة مع الدنيا . أو للاستفهام ، أي أيّ محبّة لي معها حتّى أرغب فيها؟» .

2.. قال يقيل قَيْلاً وقَيلولةً : نام نصف النهار . المصباح المنير ، ص ۵۲۱ قيل .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
172

يَا جَابِرُ، مَا الدُّنْيَا؟ وَمَا عَسى أَنْ تَكُونَ الدُّنْيَا؟ هَلْ هِيَ إِلاَّ طَعَامٌ أَكَلْتَهُ، أَوْ ثَوْبٌ لَبِسْتَهُ، أَوِ امْرَأَةٌ أَصَبْتَهَا؟
يَا جَابِرُ، إِنَّ الْمُؤمِنِينَ لَمْ يَطْمَئِنُّوا إِلَى الدُّنْيَا بِبَقَائِهِمْ فِيهَا، وَلَمْ يَأْمَنُوا قُدُومَهُمُ الاْخِرَةَ.
يَا جَابِرُ، الاْخِرَةُ دَارُ قَرَارٍ، وَالدُّنْيَا دَارُ فَنَاءٍ وَزَوَالٍ، وَلكِنْ أَهْلُ الدُّنْيَا أَهْلُ غَفْلَةٍ، وَكَأَنَّ الْمُؤمِنِينَ هُمُ الْفُقَهَاءُ، أَهْلُ فِكْرَةٍ وَعِبْرَةٍ، لَمْ يُصِمَّهُمْ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ ـ جَلَّ اسْمُهُ ـ مَا سَمِعُوا بِآذَانِهِمْ، وَلَمْ يُعْمِهِمْ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ مَا رَأَوْا مِنَ الزِّينَةِ بِأَعْيُنِهِمْ، فَفَازُوا بِثَوَابِ الاْخِرَةِ كَمَا فَازُوا بِذلِكَ الْعِلْمِ.
وَ اعْلَمْ يَا جَابِرُ، أَنَّ أَهْلَ التَّقْوى أَيْسَرُ أَهْلِ الدُّنْيَا مَؤُونَةً، وَأَكْثَرُهُمْ لَكَ مَعُونَةً، تَذْكُرُ فَيُعِينُونَكَ، وَإِنْ نَسِيتَ ذَكَّرُوكَ، قَوَّالُونَ بِأَمْرِ اللّهِ، قَوَّامُونَ عَلى أَمْرِ اللّهِ، قَطَعُوا مَحَبَّتَهُمْ بِمَحَبَّةِ رَبِّهِمْ، وَوَحَشُوا الدُّنْيَا لِطَاعَةِ مَلِيكِهِمْ، وَنَظَرُوا إِلَى اللّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَإِلى مَحَبَّتِهِ بِقُلُوبِهِمْ، وَعَلِمُوا أَنَّ ذلِكَ هُوَ الْمَنْظُورُ إِلَيْهِ لِعَظِيمِ شَأْنِهِ، فَأَنْزِلِ الدُّنْيَا كَمَنْزِلٍ نَزَلْتَهُ ثُمَّ ارْتَحَلْتَ عَنْهُ، أَوْ كَمَالٍ وَجَدْتَهُ فِي مَنَامِكَ، فَاسْتَيْقَظْتَ وَلَيْسَ مَعَكَ مِنْهُ شَيْءٌ، إِنِّي إِنَّمَا ضَرَبْتُ لَكَ هذَا مَثَلاً ؛ لِأَنَّهَا عِنْدَ أَهْلِ اللُّبِّ وَالْعِلْمِ بِاللّهِ كَفَيْءِ الظِّلاَلِ.
يَا جَابِرُ، فَاحْفَظْ مَا اسْتَرْعَاكَ اللّهُ ـ جَلَّ وَعَزَّ ـ مِنْ دِينِهِ وَحِكْمَتِهِ، وَلاَ تَسْأَلَنَّ عَمَّا لَكَ عِنْدَهُ إِلاَّ مَا لَهُ عِنْدَ نَفْسِكَ، فَإِنْ تَكُنِ الدُّنْيَا عَلى غَيْرِ مَا وَصَفْتُ لَكَ، فَتَحَوَّلْ إِلى دَارِ الْمُسْتَعْتَبِ۱، فَلَعَمْرِي لَرُبَّ حَرِيصٍ عَلى أَمْرٍ قَدْ شَقِيَ بِهِ حِينَ أَتَاهُ، وَلَرُبَّ كَارِهٍ لِأَمْرٍ قَدْ سَعِدَ بِهِ حِينَ أَتَاهُ، وَذلِكَ قَوْلُ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ: «وَ لِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكافِرِينَ»۲».

۱۹۰۹.۱۷. عَنْهُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ:
عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ عليه‏السلام، قَالَ: «قَالَ أَبُو ذَرٍّ رَحِمَهُ اللّهُ: جَزَى اللّهُ الدُّنْيَا عَنِّي مَذَمَّةً بَعْدَ رَغِيفَيْنِ مِنَ الشَّعِيرِ: أَتَغَدّى بِأَحَدِهِمَا، وَأَتَعَشّى بِالاْخَرِ، وَبَعْدَ شَمْلَتَيِ الصُّوفِ۳: أَتَّزِرُ

1.. في الوافي : «لعلّ المراد بقوله : «ولا تسألنّ عمّا لك عنده» أنّك لاتحتاج إلى أحد تسأله عن ثوابك عند اللّه‏ ، إذ ليس ذلك إلاّ بقدر ماله عند نفسك ، أعني بقدر رعايتك دينه وحكمته ، فاجعله المسؤول وتعرَّف ذلك منه .

2.. آل عمران ۳ : ۱۴۱ .

3.. «الشَّملة» : كساء صغير يُؤتَزر به . المصباح المنير ، ص ۳۲۳ شمل .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18470
صفحه از 803
پرینت  ارسال به