171
الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني

أَلاَ وَمَنِ اشْتَاقَ إِلَى الْجَنَّةِ سَلاَ۱ عَنِ الشَّهَوَاتِ، وَمَنْ أَشْفَقَ مِنَ النَّارِ رَجَعَ عَنِ الْمُحَرَّمَاتِ، وَمَنْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا هَانَتْ عَلَيْهِ الْمَصَائِبُ.
أَلاَ إِنَّ لِلّهِ عِبَاداً كَمَنْ رَأى أَهْلَ الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ مُخَلَّدِينَ، وَكَمَنْ رَأى أَهْلَ النَّارِ فِي النَّارِ مُعَذَّبِينَ، شُرُورُهُمْ مَأْمُونَةٌ، وَقُلُوبُهُمْ مَحْزُونَةٌ ؛ أَنْفُسُهُمْ عَفِيفَةٌ، وَحَوَائِجُهُمْ خَفِيفَةٌ ؛ صَبَرُوا أَيَّاماً قَلِيلَةً، فَصَارُوا بِعُقْبى رَاحَةٍ طَوِيلَةٍ.
أَمَّا اللَّيْلَ فَصَافُّونَ أَقْدَامَهُمْ، تَجْرِي دُمُوعُهُمْ عَلى خُدُودِهِمْ، وَهُمْ يَجْأَرُونَ۲ إِلى رَبِّهِمْ، يَسْعَوْنَ فِي فَكَاكِ رِقَابِهِمْ.
وَ أَمَّا النَّهَارَ فَحُلَمَاءُ، عُلَمَاءُ، بَرَرَةٌ، أَتْقِيَاءُ، كَأَنَّهُمْ الْقِدَاحُ۳ قَدْ بَرَاهُمُ الْخَوْفُ مِنَ الْعِبَادَةِ، يَنْظُرُ إِلَيْهِمُ النَّاظِرُ، فَيَقُولُ: مَرْضى ـ وَ مَا بِالْقَوْمِ مِنْ مَرَضٍ ـ أَمْ خُولِطُوا فَقَدْ خَالَطَ الْقَوْمَ أَمْرٌ عَظِيمٌ مِنْ ذِكْرِ النَّارِ وَمَا فِيهَا».

۱۹۰۸.۱۶. عَنْهُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ الْمُؤمِنِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ:
دَخَلْتُ عَلى أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام، فَقَالَ: «يَا جَابِرُ، وَاللّهِ إِنِّي لَمَحْزُونٌ، وَ إِنِّي لَمَشْغُولُ الْقَلْبِ».
قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، وَمَا شُغُلُكَ؟ وَمَا حُزْنُ قَلْبِكَ؟
فَقَالَ: «يَا جَابِرُ، إِنَّهُ مَنْ دَخَلَ قَلْبَهُ صَافِي خَالِصِ دِينِ اللّهِ، شَغَلَ قَلْبَهُ عَمَّا سِوَاهُ ؛

1.. سلوتُ عنه سُلُوّا : صبرت ، وسلاه وعنه : نَسِيَه . والاسم : السَّلوة ، ويضمّ . المصباح المنير ، ص ۲۸۷ .

2.. جأر القوم إلى اللّه‏ جُؤارا : وهو أن يرفعوا أصواتهم إلى اللّه‏ متضرّعين . ترتيب كتاب العين ، ج ۱ ، ص ۲۵۶ .

3.. «القِداح» : جمع القِدْح ، وهو السهم الذي يُرمى به عن القَوس . يقال للسهم أوّل ما يقطع : قِطْع ، ثمّ يُنْحت ويبرى فيسمّى : بَرْيا ، ثمّ يقوّم فيسمّى : قِدحا ، ثمّ يُراش ويركّب نصلُه فيسمّى : سهما . وفي الوافي : «شبّههم في نحافة أبدانهم بالأسهم ، ثمّ ذكر ما يستعمل في السهم ، أغني البري ، وهو النحت من العبادة ، أي من كثرتها ، إن تعلّق بقوله : كأنّهم القداح ؛ أو من قلّتها ، إنّ تعلّق بالخوف» . وراجع : النهاية ، ج ۴ ، ص ۲۰ قدح .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
170

۱۹۰۴.۱۲. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ فِي طَلَبِ الدُّنْيَا إِضْرَاراً بِالاْخِرَةِ، وَفِي طَلَبِ الاْخِرَةِ إِضْرَاراً بِالدُّنْيَا، فَأَضِرُّوا بِالدُّنْيَا ؛ فَإِنَّهَا أَحَقُّ بِالاْءِضْرَارِ».

۱۹۰۵.۱۳. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَرَّازِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ، قَالَ:
قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام: حَدِّثْنِي بِمَا أَنْتَفِعُ بِهِ.
فَقَالَ: «يَا أَبَا عُبَيْدَةَ، أَكْثِرْ ذِكْرَ الْمَوْتِ ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يُكْثِرْ إِنْسَانٌ ذِكْرَ الْمَوْتِ إِلاَّ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا».

۱۹۰۶.۱۴. عَنْهُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَيْمَنَ، عَنْ دَاوُدَ الْأَبْزَارِيِّ، قَالَ:
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‏السلام: «مَلَكٌ يُنَادِي كُلَّ يَوْمٍ: ابْنَ آدَمَ، لِدْ لِلْمَوْتِ، وَاجْمَعْ لِلْفَنَاءِ، وَابْنِ لِلْخَرَابِ».

۱۹۰۷.۱۵. عَنْهُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ:
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام، قَالَ: «قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيْهِمَا: إِنَّ الدُّنْيَا قَدِ ارْتَحَلَتْ مُدْبِرَةً، وَإِنَّ الاْخِرَةَ قَدِ ارْتَحَلَتْ مُقْبِلَةً، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بَنُونَ ؛ فَكُونُوا مِنْ
أَبْنَاءِ الاْخِرَةِ، وَلاَ تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا.
أَلاَ وَكُونُوا مِنَ الزَّاهِدِينَ فِي الدُّنْيَا، الرَّاغِبِينَ فِي الاْخِرَةِ.
أَلاَ إِنَّ الزَّاهِدِينَ فِي الدُّنْيَا اتَّخَذُوا الْأَرْضَ بِسَاطاً، وَالتُّرَابَ فِرَاشاً، وَالْمَاءَ طِيباً، وَقُرِّضُوا مِنَ الدُّنْيَا تَقْرِيضاً۱.

1.. في الوافي : «القرض : القطع ، أي قطعوا أنفسهم من الدنيا تقطيعا بإقلاع قلوبهم عنها» .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18572
صفحه از 803
پرینت  ارسال به