وَيَسْأَلُنِي أَنْ أُعَافِيَهُ، وَيَصْبِرُ عَلى بَلاَئِي، فَأُثِيبُهُ جَزِيلَ عَطَائِي، وَيَنْظُرُ الْغَنِيُّ إِلَى الْفَقِيرِ، فَيَحْمَدُنِي وَيَشْكُرُنِي، وَيَنْظُرُ الْفَقِيرُ إِلَى الْغَنِيِّ، فَيَدْعُونِي وَيَسْأَلُنِي، وَيَنْظُرُ الْمُؤمِنُ إِلَى الْكَافِرِ، فَيَحْمَدُنِي عَلى مَا هَدَيْتُهُ، فَلِذلِكَ خَلَقْتُهُمْ لِأَبْلُوَهُمْ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَفِيمَا أُعَافِيهِمْ وَفِيمَا أَبْتَلِيهِمْ وَفِيمَا أُعْطِيهِمْ وَفِيمَا أَمْنَعُهُمْ.
وَأَنَا اللّهُ الْمَلِكُ الْقَادِرُ، وَلِي أَنْ أَمْضِيَ جَمِيعَ مَا قَدَّرْتُ عَلى مَا دَبَّرْتُ، وَلِي أَنْ أُغَيِّرَ مِنْ ذلِكَ مَا شِئْتُ إِلى مَا شِئْتُ، وَأُقَدِّمَ مِنْ ذلِكَ مَا أَخَّرْتُ، وَأُؤخِّرَ مِنْ ذلِكَ مَا قَدَّمْتُ، وَأَنَا اللّهُ الْفَعَّالُ لِمَا أُرِيدُ، لاَ أُسْأَلُ عَمَّا أَفْعَلُ، وَأَنَا أَسْأَلُ خَلْقِي عَمَّا هُمْ فَاعِلُونَ».
۱۴۶۱.۳. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيِّ وَعُقْبَةَ جَمِيعاً:
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام، قَالَ: «إِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ خَلَقَ الْخَلْقَ، فَخَلَقَ مَنْ أَحَبَّ مِمَّا أَحَبَّ، وَكَانَ مَا أَحَبَّ أَنْ خَلَقَهُ مِنْ طِينَةِ الْجَنَّةِ، وَخَلَقَ مَنْ أَبْغَضَ مِمَّا أَبْغَضَ، وَكَانَ مَا أَبْغَضَ أَنْ خَلَقَهُ مِنْ طِينَةِ النَّارِ، ثُمَّ بَعَثَهُمْ فِي الظِّلاَلِ».
فَقُلْتُ: وَأَيُّ شَيْءٍ الظِّلاَلُ؟
فَقَالَ: «أَ لَمْ تَرَ إِلى ظِلِّكَ فِي الشَّمْسِ شَيْئاً وَلَيْسَ بِشَيْءٍ».
«ثُمَّ بَعَثَ مِنْهُمُ النَّبِيِّينَ، فَدَعَوْهُمْ إِلَى الاْءِقْرَارِ بِاللّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَهُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: «وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللّهُ»۱ ثُمَّ دَعَوْهُمْ إِلَى الاْءِقْرَارِ بِالنَّبِيِّينَ فَأَقَرَّ بَعْضُهُمْ، وَأَنْكَرَ بَعْضٌ، ثُمَّ دَعَوْهُمْ إِلى وَلاَيَتِنَا، فَأَقَرَّ بِهَا وَاللّهِ مَنْ أَحَبَّ، وَأَنْكَرَهَا مَنْ أَبْغَضَ، وَهُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: «فَما كانُوا لِيُؤمِنُوا بِما كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ»۲».
ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام: «كَانَ التَّكْذِيبُ ثَمَّ».