15
الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني

الْعَزِيمَةُ لِهؤلاَءِ الْخَمْسَةِ فِي الْمَهْدِيِّ، وَلَمْ يَكُنْ لآِدَمَ عَزْمٌ عَلَى الاْءِقْرَارِ بِهِ، وَهُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: «وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِىَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً%«$،۱ قَالَ: «إِنَّمَا هُوَ: فَتَرَكَ۲.
ثُمَّ أَمَرَ نَاراً، فَأُجِّجَتْ، فَقَالَ لِأَصْحَابِ الشِّمَالِ: ادْخُلُوهَا، فَهَابُوهَا، وَقَالَ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ: ادْخُلُوهَا، فَدَخَلُوهَا، فَكَانَتْ عَلَيْهِمْ بَرْداً وَسَلاَماً، فَقَالَ أَصْحَابُ الشِّمَالِ: يَا رَبِّ أَقِلْنَا، فَقَالَ: قَدْ أَقَلْتُكُمُ، اذْهَبُوا، فَادْخُلُوهَا، فَهَابُوهَا، فَثَمَّ ثَبَتَتِ الطَّاعَةُ وَالْوَلاَيَةُ وَالْمَعْصِيَةُ».

۱۴۶۰.۲. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ؛ وَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ حَبِيبٍ السِّجِسْتَانِيِّ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‏السلام يَقُولُ: «إِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَمَّا أَخْرَجَ ذُرِّيَّةَ آدَمَ عليه‏السلام مِنْ ظَهْرِهِ
لِيَأْخُذَ عَلَيْهِمُ الْمِيثَاقَ بِالرُّبُوبِيَّةِ لَهُ، وَبِالنُّبُوَّةِ لِكُلِّ نَبِيٍّ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ أَخَذَ لَهُ عَلَيْهِمُ الْمِيثَاقَ بِنُبُوَّتِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ صَلَّى اللّه‏ُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيما، ثُمَّ قَالَ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لآِدَمَ: انْظُرْ مَا ذَا تَرى؟».
قَالَ: «فَنَظَرَ آدَمُ عليه‏السلام إِلى ذُرِّيَّتِهِ ـ وَهُمْ ذَرٌّ ـ قَدْ مَلَؤُوا السَّمَاءَ، قَالَ آدَمُ عليه‏السلام: يَا رَبِّ، مَا أَكْثَرَ ذُرِّيَّتِي! وَلِأَمْرٍ مَا خَلَقْتَهُمْ؟ فَمَا تُرِيدُ مِنْهُمْ بِأَخْذِكَ الْمِيثَاقَ عَلَيْهِمْ؟
قَالَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ: «يَعْبُدُونَنِى لاَ يُشْرِكُونَ بِى شَيْئاً»۳ وَيُؤمِنُونَ بِرُسُلِي، وَيَتَّبِعُونَهُمْ.
قَالَ آدَمُ عليه‏السلام: يَا رَبِّ، فَمَا لِي أَرى بَعْضَ الذَّرِّ أَعْظَمَ مِنْ بَعْضٍ، وَبَعْضَهُمْ لَهُ نُورٌ كَثِيرٌ، وَبَعْضَهُمْ لَهُ نُورٌ قَلِيلٌ، وَبَعْضَهُمْ لَيْسَ لَهُ نُورٌ؟

1.. طه ۲۰ : ۱۱۵ .

2.. في الوافي : «يعني : معنى «فَنَسِىَ» هاهنا ليس إلاّ «فترك» . ولعلّ السرّ في عدم عزم آدم على الإقرار بالمهديّ استبعاده أن يكون لهذا النوع الإنساني اتّفاق على أمر واحد» .
وفي مرآة العقول : «الظاهر أنّ المراد بعدم العزم عدم الاهتمام به وتذكّره ، أو عدم التصديق اللساني ؛ حيث لم يكن ذلك واجبا ، لا عدم التصديق به مطلقا ، فإنّه لايناسب منصب النبوّة ، بل ما هو أدون منه» .

3.. النور ۲۴ : ۵۵ .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
14

يَدْخُلُوهَا، ثُمَّ أَمَرَ أَهْلَ الْيَمِينِ أَنْ يَدْخُلُوهَا، فَذَهَبُوا، فَدَخَلُوهَا، فَأَمَرَ اللّهُ ـ جَلَّ وَعَزَّ ـ النَّارَ فَكَانَتْ عَلَيْهِمْ بَرْداً وَسَلاَماً، فَلَمَّا رَأى ذلِكَ أَهْلُ الشِّمَالِ، قَالُوا: رَبَّنَا، أَقِلْنَا، فَأَقَالَهُمْ، ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: ادْخُلُوهَا، فَذَهَبُوا، فَقَامُوا عَلَيْهَا وَلَمْ يَدْخُلُوهَا، فَأَعَادَهُمْ طِيناً، وَخَلَقَ مِنْهَا آدَمَ عليه‏السلام».
وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام: «فَلَنْ يَسْتَطِيعَ هؤلاَءِ أَنْ يَكُونُوا مِنْ هؤلاَءِ، وَلاَ هؤلاَءِ أَنْ يَكُونُوا مِنْ هؤلاَءِ».
قَالَ: «فَيَرَوْنَ أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أَوَّلُ مَنْ دَخَلَ تِلْكَ النَّارَ، فَلِذلِكَ قَوْلُهُ جَلَّ وَعَزَّ: «قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ»۱».

۳ ـ بَابٌ آخَرُ مِنْهُ

۱۴۵۹.۱. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ دَاوُدَ الْعِجْلِيِّ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ حُمْرَانَ:
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام، قَالَ: «إِنَّ اللّهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ حَيْثُ خَلَقَ الْخَلْقَ، خَلَقَ مَاءً عَذْباً وَ مَاءً مَالِحاً أُجَاجاً، فَامْتَزَجَ الْمَاءَانِ، فَأَخَذَ طِيناً مِنْ أَدِيمِ الْأَرْضِ، فَعَرَكَهُ عَرْكاً شَدِيداً، فَقَالَ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ ـ وَهُمْ كَالذَّرِّ يَدِبُّونَ ـ: إِلَى الْجَنَّةِ بِسَلاَمٍ، وَقَالَ لِأَصْحَابِ الشِّمَالِ: إِلَى النَّارِ وَلاَ أُبَالِي، ثُمَّ قَالَ: «أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنّا كُنّا عَنْ هذا غافِلِينَ»۲.
ثُمَّ أَخَذَ الْمِيثَاقَ عَلَى النَّبِيِّينَ، فَقَالَ: أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ، وَأَنَّ هذَا مُحَمَّدٌ رَسُولِي، وَأَنَّ هذَا عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ؟ قَالُوا: بَلى، فَثَبَتَتْ لَهُمُ النُّبُوَّةُ؛ وَأَخَذَ الْمِيثَاقَ عَلى أُولِي الْعَزْمِ أَنَّنِي رَبُّكُمْ، وَمُحَمَّدٌ رَسُولِي، وَعَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ، وَأَوْصِيَاؤهُ مِنْ بَعْدِهِ وُلاَةُ أَمْرِي وَخُزَّانُ عِلْمِي عليهم‏السلام، وَأَنَّ الْمَهْدِيَّ أَنْتَصِرُ بِهِ لِدِينِي، وَأُظْهِرُ بِهِ دَوْلَتِي، وَأَنْتَقِمُ بِهِ مِنْ أَعْدَائِي، وَأُعْبَدُ بِهِ طَوْعاً وَكَرْهاً، قَالُوا: أَقْرَرْنَا يَا رَبِّ، وَشَهِدْنَا، وَلَمْ يَجْحَدْ آدَمُ وَلَمْ يُقِرَّ، فَثَبَتَتِ

1.. الزخرف ۴۳ : ۸۱ .

2.. الأعراف ۷ : ۱۷۲ .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18219
صفحه از 803
پرینت  ارسال به