135
الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني

قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام: «يَا بَحْرُ، حُسْنُ الْخُلُقِ يُسْرٌ۱».
ثُمَّ قَالَ: «أَ لاَ أُخْبِرُكَ بِحَدِيثٍ مَا هُوَ فِي يَدَيْ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ؟» قُلْتُ: بَلى، قَالَ: «بَيْنَا رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ذَاتَ يَوْمٍ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ إِذْ جَاءَتْ جَارِيَةٌ لِبَعْضِ الْأَنْصَارِ وَهُوَ قَائِمٌ، فَأَخَذَتْ بِطَرَفِ ثَوْبِهِ، فَقَامَ لَهَا النَّبِيُّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فَلَمْ تَقُلْ شَيْئاً، وَلَمْ يَقُلْ لَهَا النَّبِيُّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله شَيْئاً حَتّى فَعَلَتْ ذلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَقَامَ لَهَا النَّبِيُّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فِي الرَّابِعَةِ ـ وَ هِيَ خَلْفَهُ ـ فَأَخَذَتْ هُدْبَةً مِنْ ثَوْبِهِ، ثُمَّ رَجَعَتْ.
فَقَالَ لَهَا النَّاسُ: فَعَلَ اللّهُ بِكِ وَفَعَلَ، حَبَسْتِ رَسُولَ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ثَلاَثَ مَرَّاتٍ لاَ تَقُولِينَ لَهُ شَيْئاً، وَلاَ هُوَ يَقُولُ لَكِ شَيْئاً، مَا كَانَتْ حَاجَتُكِ إِلَيْهِ؟ قَالَتْ: إِنَّ لَنَا مَرِيضاً، فَأَرْسَلَنِي أَهْلِي لاِخُذَ هُدْبَةً مِنْ ثَوْبِهِ لِيَسْتَشْفِيَ بِهَا، فَلَمَّا أَرَدْتُ أَخْذَهَا رَآنِي، فَقَامَ، فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ آخُذَهَا وَهُوَ يَرَانِي، وَأَكْرَهُ أَنْ أَسْتَأْمِرَهُ فِي أَخْذِهَا، فَأَخَذْتُهَا».

۱۷۶۰.۱۶. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ حَبِيبٍ الْخَثْعَمِيِّ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أَفَاضِلُكُمْ أَحْسَنُكُمْ أَخْلاَقاً، الْمُوَطَّئُونَ أَكْنَافاً، الَّذِينَ يَأْلَفُونَ وَيُؤلَفُونَ، وَتُوَطَّأُ رِحَالُهُمْ».

۱۷۶۱.۱۷. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ مَيْمُونٍ الْقَدَّاحِ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: «قَالَ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام: الْمُؤمِنُ مَأْ لُوفٌ، وَلاَ خَيْرَ فِيمَنْ لاَ يَأْلَفُ وَلاَ يُؤلَفُ».

۱۷۶۲.۱۸. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ سِنَانٍ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: «إِنَّ حُسْنَ الْخُلُقِ يَبْلُغُ بِصَاحِبِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ».

1.. في مرآة العقول : «يمكن أن يقرأ يسر بصيغة المضارع ، أي يصير سببا لسرور صاحبه ، أو الناس ، أو الأعمّ» .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
134

۱۷۵۵.۱۱. عَنْهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: «إِنَّ الْخُلُقَ مَنِيحَةٌ يَمْنَحُهَا اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ خَلْقَهُ، فَمِنْهُ سَجِيَّةٌ، وَمِنْهُ نِيَّةٌ۱». فَقُلْتُ: فَأَيَّتُهُمَا أَفْضَلُ؟ فَقَالَ: «صَاحِبُ السَّجِيَّةِ هُوَ مَجْبُولٌ لاَ يَسْتَطِيعُ غَيْرَهُ، وَصَاحِبُ النِّيَّةِ يَصْبِرُ عَلَى الطَّاعَةِ تَصَبُّراً؛ فَهُوَ أَفْضَلُهُمَا».

۱۷۵۶.۱۲. وَ عَنْهُ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ اللَّهَبِيِّ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: «إِنَّ اللّهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ لَيُعْطِي الْعَبْدَ مِنَ الثَّوَابِ عَلى حُسْنِ الْخُلُقِ، كَمَا يُعْطِي الْمُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ، يَغْدُو عَلَيْهِ وَيَرُوحُ۲».

۱۷۵۷.۱۳. عَنْهُ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ الْحَجَّالِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ الْقَابُوسِيِّ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: «إِنَّ اللّهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ أَعَارَ أَعْدَاءَهُ أَخْلاَقاً مِنْ أَخْلاَقِ أَوْلِيَائِهِ ؛ لِيَعِيشَ أَوْلِيَاؤهُ مَعَ أَعْدَائِهِ فِي دَوْلاَتِهِمْ».
وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرى: «وَ لَوْ لاَ ذلِكَ لَمَا تَرَكُوا وَلِيّاً لِلّهِ إِلاَّ قَتَلُوهُ».

۱۷۵۸.۱۴. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ،
عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ كَامِلٍ، قَالَ:

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام: «إِذَا خَالَطْتَ النَّاسَ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لاَ تُخَالِطَ أَحَداً مِنَ النَّاسِ إِلاَّ كَانَتْ يَدُكَ الْعُلْيَا۳ عَلَيْهِ، فَافْعَلْ ؛ فَإِنَّ الْعَبْدَ يَكُونُ فِيهِ بَعْضُ التَّقْصِيرِ مِنَ الْعِبَادَةِ، وَيَكُونُ لَهُ خُلُقٌ حَسَنٌ، فَيُبَلِّغُهُ اللّهُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ».

۱۷۵۹.۱۵. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ، عَنْ بَحْرٍ السَّقَّاءِ، قَالَ:

1.. في الوافي : «فمنه سجيّة ، أي جبلة وطبيعة وخلق . ومنه نيّة ، أي يكون عن قصد واكتساب وتعمّد» .

2.. «الغُدُوّ» : سَيْر أوّل النهار ، نقيض الرواح . و«الرواح» : العَشيّ ، أو من الزوال إلى الليل . ورُحْنا رواحا : سرنا فيه أو عَمِلنا . النهاية ، ج ۳ ، ص ۳۴۶ غدا؛ القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۳۳۶ (روح) .

3.. اليد العليا» : المُعطِية . النهاية ، ج ۵ ، ص ۲۹۳ يد .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18489
صفحه از 803
پرینت  ارسال به